كشفت دراسة جديدة عن قدرة بكتيريا الأمعاء النافعة على تحويل الأحماض الصفراوية المشتقة من الكوليسترول إلى مركبات قوية تُعزز المناعة ضد السرطان عن طريق حجب إشارات بعض الهرمونات.
وأجرى الدراسة باحثون في كلية الطب في جامعة وايل كورنيل في الولايات المتحدة ونُشرت، نتائجها في 15 أبريل/ نيسان الجاري في مجلة سيل (Cell)، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
لمسات البكتيريا على الأحماض الصفراوية
يُنتج الكبد الأحماض الصفراوية الأولية ويُطلقها في الأمعاء، حيث تعمل مجموعات متنوعة من البكتيريا معا لتعديل بنيتها الكيميائية. اشتبه الباحثون في أن هذه التعديلات الميكروبية المعوية يمكن أن تؤثر على كيفية عمل الأحماض الصفراوية وتفاعلها مع مسارات الإشارات البشرية.
لاختبار هذه الفكرة، شرع الباحثون في استكشاف جميع التعديلات التي تسببها البكتيريا للأحماض الصفراوية، وفهم كيفية تأثير هذه التغييرات على أدوارها البيولوجية، واتضح أن بكتيريا الأمعاء لديها إمكانات هائلة.
قال الدكتور تشون جون جو، الأستاذ المشارك في علم المناعة في الطب بقسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد بكلية طب وايل كورنيل والباحث المشارك في الدراسة: “اكتشفنا أكثر من خمسين جزيئا مختلفا من الأحماض الصفراوية المعدلة بواسطة ميكروبات الأمعاء، العديد منها لم يُحدد من قبل”.
حجب الهرمونات
تشترك الأحماض الصفراوية في نفس الهيكل الستيرويدي مع الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون والإستروجين. وعندما اختبر الباحثون 56 حمضا صفراويا معدلا اكتشفوها، وجدوا أن أحدها يعادي مستقبل الأندروجين، وهو جزيء يتفاعل مع الهرمونات الجنسية لتنظيم العديد من جوانب النمو البشري.
يوجد مُستقبل الأندروجين أيضا في بعض الخلايا المناعية، بما في ذلك الخلايا التائية. وقد أظهرت دراسات سابقة أن حجب هذا المُستقبل يُمكن أن يُعزز قدرة الخلايا المناعية على مُكافحة الأورام.
وتساءل الباحثون عما إذا كانت الأحماض الصفراوية قادرة على مُضاعفة هذا التأثير عن طريق الارتباط بمستقبل الأندروجين وتعطيله. ولاختبار هذه الفكرة، عالجوا فئرانا مُصابة بسرطان المثانة باستخدام هذه المُركّبات، ولاحظوا استجابة قوية مُضادة للأورام. وكشفت تحاليل أخرى أن الأحماض الصفراوية المُعدّلة عززت بشكل خاص نشاط الخلايا التائية، وهي الخلايا المناعية الأكثر قدرة على قتل السرطان.