حذّر البروفيسور كريس فان تولكين، أستاذ الصحة العالمية في كلية لندن الجامعية ومقدم برنامج على قناة بي بي سي البريطانية، من أن شركات الأغذية الكبرى تلعب دورا خطيرا في تدهور صحة الأطفال. وفي شهادته أمام لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية في مجلس العموم البريطاني، أوضح أن هذه الشركات تقدم وجبات يعتقد الآباء خطأ أنها صحية، بينما هي في الواقع فائقة المعالجة ومعدّلة وراثيا لتسبب الضرر.
## تأثير شركات الأغذية على صحة الأطفال
أشار البروفيسور فان تولكين إلى أن ضعف اللوائح التنظيمية يسمح لهذه الشركات بخداع الآباء. وأضاف أن الوجبات التي يتم تسويقها على أنها صحية غالبا ما تكون غنية بالسعرات الحرارية، مما يسهم في زيادة معدلات البدانة بين الأطفال. وأوضح أن النظام الغذائي النموذجي الذي يُعتبر صحيا قد يؤدي إلى تناول الشخص أكثر من المستوى اليومي الموصى به من السعرات الحرارية. وقد صُممت هذه الأغذية بحيث تُستهلك بكميات تتجاوز الشهية الطبيعية، مما يزيد من مخاطر السمنة.
### أمثلة على الأغذية المضللة
أشار البروفيسور فان تولكين إلى أمثلة على الأغذية التي يتم تسويقها على أنها صحية، مثل الفاصوليا المطبوخة، وأصابع السمك، وخبز الحبوب الكاملة، والزبادي، وحبوب الإفطار. وأوضح أن هذه المنتجات، على الرغم من عدم احتوائها على نسب عالية من الدهون أو الملح أو السكر، إلا أنها تحتوي على سعرات حرارية عالية. وقد تم تصميم عبواتها وتسويقها بطريقة توحي بأنها خيارات صحية، دون وجود إشارات واضحة على أنها قد تسهم في زيادة الوزن.
## الحلول المقترحة لمكافحة السمنة
دعا البروفيسور فان تولكين إلى اتخاذ إجراءات حكومية لفرض ضرائب على المنتجات غير الصحية ووضع ملصقات تحذيرية عليها. كما اقترح إزالة شخصيات الرسوم المتحركة من عبوات أغذية الأطفال الشائعة، وتشديد اللوائح على المواد غير الصحية. وأكد أن هذه الإجراءات يمكن أن تحول عادات التسوق لدى الناس نحو نظام غذائي أكثر صحة.
### دور الحكومة في تنظيم صناعة الأغذية
أكد البروفيسور فان تولكين أن جائحة السمنة مدفوعة بمصالح تجارية، وأن عدم وجود تعريف واضح للطعام غير الصحي يعود إلى “عقود من تدخل الصناعة”. ودعا إلى قطع العلاقات بين الجمعيات الخيرية الغذائية وصنّاع القرار وبين صناعة الأغذية التي تسوّق عمدا منتجات تُسهم في تفاقم الأزمة.
## ردود الفعل من صناعة الأغذية
من جانبه، قال متحدث باسم اتحاد الأغذية والمشروبات، وهو هيئة تجارية بريطانية، إن مصنّعي الأغذية والمشروبات يقومون بجهود لتحسين صحة منتجاتهم. وأشار إلى أن الشركات قد أجرت تغييرات على مدار سنوات عديدة لجعل الأطعمة والمشروبات أكثر صحة، بما يتماشى مع الإرشادات الحكومية المستقلة. وأكد أن منتجات أعضاء الاتحاد تحتوي الآن على نسبة أقل من الملح والسكر وسعرات حرارية أقل مقارنة بعام 2015.
### التعاون بين الحكومة والقطاع الصناعي
أكد المتحدث أن نجاح السياسات واللوائح يتطلب تشاورا وتعاونا وثيقا بين الحكومة والقطاع الصناعي. وأشار إلى أن تعاون القطاع الصناعي مع الحكومة يتميز بالشفافية ويخضع لقواعد رسمية تتعلق بتضارب المصالح.
## الخاتمة
تعد قضية تسويق الأغذية غير الصحية للأطفال قضية خطيرة تتطلب اتخاذ إجراءات فورية. ومن الضروري أن تعمل الحكومات والهيئات التنظيمية على وضع سياسات صارمة تحد من تأثير شركات الأغذية الكبرى على صحة الأطفال. ومن خلال التعاون بين الحكومة والقطاع الصناعي، يمكن تحقيق تغييرات إيجابية في عادات الأكل لدى الأطفال وتحسين صحتهم العامة.















