في ظل الظروف القاسية التي يمر بها قطاع غزة، تبرز قصص مؤثرة لأفراد طموحين وجدوا أنفسهم أمام تحديات لا يمكن تصورها. هذه القصة تتناول الملاكم الفلسطيني الشاب، سميح سعود، الذي اضطر إلى تعليق حلمه بسبب إصابة خطيرة، وتسلط الضوء على معاناته ورغبته في العودة إلى الحلبة. هذه المقالة تتناول قصة الملاكم سميح سعود، وتفاصيل إصابته، وتطلعاته المستقبلية، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه الرياضة الفلسطينية في غزة.
إصابة مروعة توقف مسيرة الملاكم سميح سعود الواعدة
تعرض الملاكم الفلسطيني الواعد، سميح سعود (18 عامًا)، لإصابة خطيرة في عينه نتيجة شظية خلال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. هذه الإصابة، التي حدثت قبل حوالي ثمانية أشهر، أدت إلى تدهور حاد في قدرته البصرية، مما أجبره على التوقف عن التدريب وممارسة اللعبة التي يحبها. سميح، المقيم في مخيم البريج، كان يعتبر من أبرز المواهب الصاعدة في الملاكمة بغزة، حيث حقق العديد من الإنجازات على المستوى المحلي والقاري.
للأسف، لم يحظ سميح بالعلاج المناسب داخل القطاع بسبب النقص الحاد في الإمكانيات الطبية والمعدات اللازمة. التدخل الطبي اقتصر على محاولة إيقاف النزيف، لكن ذلك لم يمنع تدهور حالته البصرية لتصل إلى حوالي 20%. هذا النقص في الرعاية الطبية يمثل تحديًا كبيرًا يواجه الرياضيين والشباب الفلسطينيين في غزة، الذين يسعون لتحقيق أحلامهم وتجاوز الصعاب.
من حلبات التدريب إلى مخيمات النزوح: رحلة سميح سعود
قبل الحرب، كان سميح سعود يتدرب بجد واجتهاد، وكان قادرًا على إكمال ما يصل إلى 25 جولة تدريبية دون تعب. كان يطمح في الاحتراف وتمثيل فلسطين في المحافل الدولية. وقد بدأ بالفعل في تحقيق خطوات مهمة نحو هذا الهدف، حيث فاز ببطولات محلية في وزني 54 و57 كيلوغرامًا، وشارك في بطولة آسيوية في الأردن، وحقق فيها المركز الثالث.
كان من المقرر أن يشارك سميح في بطولة دولية في كازاخستان، لكن الحرب الإسرائيلية على غزة غيرت كل شيء. اضطر سميح وعائلته للنزوح إلى مخيم النصيرات، واللجوء إلى إحدى مدارس الإيواء. في خضم هذه الظروف الصعبة، تعرض للإصابة التي أنهت مؤقتًا مسيرته الرياضية. بالإضافة إلى ذلك، تزامن توقف سميح عن الملاكمة مع إنهاء مرحلة الثانوية العامة في ظروف استثنائية، مما أضاف إلى صعوبة وضعه.
تأثير الإصابة على اللياقة البدنية والطموحات
تأثير الإصابة على سميح لم يقتصر على قدرته البصرية فحسب، بل امتد ليشمل لياقته البدنية وحالته النفسية. يقول سميح إنه الآن بالكاد يستطيع إكمال جولتين أو خمس جولات في التدريب، خوفًا من فقدان بصره بالكامل. هذا التراجع في اللياقة البدنية يجعله يشعر بالإحباط والقلق بشأن مستقبله الرياضي.
ومع ذلك، لم يفقد سميح الأمل في العودة إلى الحلبة. إنه يرى أن الملاكمة ليست مجرد رياضة بالنسبة له، بل هي مشروع حياة كان يخطط من خلاله لتحقيق أحلامه ورفع اسم فلسطين عاليًا. على الرغم من الظروف الصعبة، يظل سميح متمسكًا بحلمه في العودة إلى المنافسة وتحقيق المزيد من الإنجازات.
نداء عاجل للعلاج ودعم الرياضة الفلسطينية
اليوم، أصبحت أولوية الملاكم سميح سعود هي العلاج خارج قطاع غزة لاستعادة بصره وصحته. يوجه سميح نداءً عاجلاً إلى الجهات الرياضية واللجنة الأولمبية والمؤسسات الداعمة للرياضة الفلسطينية للتدخل لمساعدته على استكمال علاجه في الخارج.
ويؤكد سميح أنه على استعداد لبذل قصارى جهده للعودة إلى التدريب والمنافسة، وأن يرفع علم فلسطين في البطولات الدولية. إنه يعتقد أن الرياضة يمكن أن تكون وسيلة للتعبير عن الهوية الوطنية الفلسطينية، ولإلهام الشباب لتحقيق أحلامهم. قصة الملاكم سميح سعود هي قصة صمود وإصرار، وهي تذكرنا بأهمية دعم الرياضة الفلسطينية والرياضيين الفلسطينيين، الذين يواجهون تحديات استثنائية في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة. إن دعم سميح ليس فقط دعمًا لملاكم موهوب، بل هو دعم لأمل وتطلعات جيل كامل من الشباب الفلسطينيين.
مستقبل الملاكمة الفلسطينية في غزة
تعتبر قصة سميح سعود مثالًا حيًا على التحديات التي تواجه الرياضة الفلسطينية في غزة. الحصار المستمر، والقيود على حركة الأشخاص والبضائع، والنقص في الموارد المالية والبنية التحتية، كلها عوامل تعيق تطور الرياضة وتحد من فرص الرياضيين الفلسطينيين. ومع ذلك، فإن الرياضيين الفلسطينيين في غزة يواصلون التدريب والمنافسة، ويحققون إنجازات رغم كل الصعاب. إن دعم الرياضة الفلسطينية في غزة هو استثمار في مستقبل الشباب، وهو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير العلاج اللازم للرياضيين المصابين، مثل الملاكم سميح سعود، هو واجب إنساني وأخلاقي. إن مساعدة سميح على استعادة بصره وصحته ستمنحه فرصة جديدة لتحقيق أحلامه، وستكون بمثابة رسالة أمل لجميع الشباب الفلسطينيين.















