توقف العدوان الإسرائيلي المباشر على قطاع غزة، لكن آثاره التدميرية على القطاع الصحي تركت مرضى الفشل الكلوي أمام تحديات تعصف بمصيرهم، في ظل التراجع الحاد في الخدمات المقدمة لهم.

وقضت 15 شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية على ما كان يقدم لهم من خدمات، وغدا واقع مرضى الفشل الكلوي مأساويا وهم يعيشون معركة يومية من أجل البقاء.

وبين مراكز الغسيل الكلوي التي تقلصت بشكل كبير، ورحلة البحث عن العلاج المناسب ونقص حاد في الأدوية والأجهزة الطبية، وأزمة فقدان غذاء صحي، وماء للشرب يتناسب مع حالتهم الصحية، أمضى مرضى الفشل الكلوي أيام العدوان وهم يكابدون ألم الواقع، فيما كان الموت يتربص بالعشرات ممن حرم منهم الرعاية والدواء وعملية الغسيل الكلوي.

وفي هذا الإطار، كشف الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة، في حديث لوكالة الأنباء القطرية قنا، أن “40% من مرضى الكلى في قطاع غزة، ماتوا، بسبب نقص الخدمات الصحية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما الخطر يتهدد من تبقى لصعوبة استمرار تقديم الخدمات الطبية لهم بعد توقف العدوان”.

وتابع: “تسابق وزارة الصحة الزمن، لتشغيل مستشفى الكلى في غزة، من أجل العودة لتقديم الخدمات لمرضى الكلى الذين يحتاجون لرعاية خاصة، لكن الاحتلال يماطل في إدخال الاحتياجات الأساسية لتشغيل المستشفيات، حيث لم تصل مثلا أي محطات أكسجين لمستشفيات القطاع، وقد طلبنا ذلك من المنظمات الدولية”.

وقدرت تقارير رسمية وأخرى حقوقية، عدد مرضى الفشل الكلوي قبل العدوان على قطاع غزة بنحو 1100 إلى 1500 مريض، كانوا يتلقون العلاج وجلسات الغسيل الكلوي في (7) مراكز، هي” مجمع الشفاء الطبي، ومركز نورة الكعبي في شمال غزة، ومستشفى الرنتيسي للأطفال، ومستشفى القدس، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، ومستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح”.

غير أن قوات الاحتلال دمرت خلال عدوانها الدموي على غزة، جميع المراكز المتخصصة بتقديم خدمة الغسيل الكلوي باستثناء القسم الموجود في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، وهو ما ترك آثاره على نوعية وكمية الخدمات الطبية المقدمة لمرضى الغسيل الكلوي، وعلى الطواقم الطبية العاملة في هذا المجال.

ومن جانبه، قال عبد الحكيم السايس، من قسم الكلى الصناعية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة في حديث لـ”قنا”: “بعد توقف العدوان، وعودة أعداد كبيرة من النازحين إلى شمال القطاع، وتوافد عدد ضخم من مرضى الكلى لعمل الفحوصات وإجراء عملية الغسيل في مستشفى الشفاء بسبب تدمير الاحتلال معظم المراكز الأخرى لتقديم الخدمات لمرضى الكلي، ازدادت الصعوبات والمعيقات والضغوطات علينا بشكل كبير”.

وأضاف أن الأمر كان أكثر وقعا “خاصة في ظل قلة الطواقم الطبية العاملة، وانعدام الإمكانات والأدوات اللازمة لعملنا، وقد ناشدنا كافة الجهات لحل أزمة مرضى غسيل الكلى، حفاظا على حياتهم، لكن ما زالت المشكلة قائمة ونعاني من نقص الإمكانات”.

وبعد توقف العدوان، برز جانب آخر في معاناة مرضى الكلى، خاصة كبار السن منهم، يتمثل في صعوبة الوصول للمستشفيات ومراكز تقديم الخدمة، في ظل التدمير الواسع للبنى التحية والشوارع والطرق المؤدية إليها.

ويضطر بعض المرضى للذهاب لمراكز الغسيل الكلوي مشيا على الأقدام مسافات طويلة، أو دفع مبالغ مالية عالية للمواصلات المفقودة أصلا بفعل منع الاحتلال إدخال الوقود المستخدم للمركبات، قد تصل أحيانا إلى أكثر من 25 دولارا للجلسة الواحدة وهو ما يشكل عبئا إضافيا على المرضى.

وطالب الدكتور البرش بالتدخل العاجل وتوفير الكوادر التمريضية والفنية والطبية، إضافة إلى المستهلكات والعلاجات اللازمة لتشغيل خدمات الغسيل الكلوي بشكل أكثر فعالية، وتوفير الوقود بشكل مستمر لضمان عمل أقسام الكلى دون انقطاع.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.