توصلت دراسة حديثة إلى أن الأفراد المصابين بالتوحد يعبرون عن مشاعرهم مثل أي شخص آخر، لكن تعبيرات وجوههم دقيقة للغاية لا يمكن اكتشافها بالعين المجردة. وتشكل نتائج الدراسة خطوة مهمة نحو فهم التواصل الاجتماعي لدى الأفراد المصابين بالتوحد بشكل أفضل، مما يسهم في تعزيز اندماجهم في المجتمع.

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة روتجرز في المملكة المتحدة، ونشرت في مجلة “اَفاق الطب النفسي” (Frontiers in Psychiatry) في 7 أبريل/نيسان الحالي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

ويُعتبر هذا البحث نقلة نوعية في فهم مرض التوحد حيث من الممكن أن يغير من المفاهيم الخاطئة حول التوحد، من خلال تقديم أساليب جديدة لاكتشاف تعابير الوجه الدقيقة للمصابين بالتوحد، مما يسهم في تحسين التفاعل الاجتماعي وتقديم الدعم العاطفي الملائم لاحتياجاتهم.

ما هو مرض التوحد؟

يتسم مرضى اضطرابات طيف التوحد (Autism Spectrum Disorders) بصعوبة التفاعل الاجتماعي والتواصل بدرجة ما. ومن السمات الأخرى وجود أنماط غير تقليدية من الأنشطة والسلوكيات، مثل صعوبة الانتقال من نشاط إلى آخر، والتركيز على التفاصيل، وردود الفعل غير الاعتيادية تجاه الأحاسيس، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

حركات دقيقة تكشف الكثير

درس الباحثون تفاعلات المشاركين باستخدام نوع جديد من البيانات طوره الفريق البحثي يُعرف بـ”قمم الحركات الدقيقة” (Micromovement Spikes)، وهي طريقة تلتقط حركات الوجه المجهرية باستخدام تقنيات إحصائية. تتبع الباحثون الحركات المجهرية للوجه من خلال تسجيل مقاطع فيديو قصيرة (من 5 إلى 6 ثوان) باستخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية.

طوّر فريق البحث تطبيقا يرشد المشاركين عبر 4 مراحل: تدريب على تسجيل الفيديو، تصوير الوجه في حالة الراحة، ثم أثناء الابتسام، ثم عند إظهار الدهشة. وجُمعت البيانات في بيئات متعددة، شملت المدارس، وأماكن العلاج، وأثناء الفعاليات الاجتماعية، كما أرسل بعض المشاركين تسجيلاتهم من منازلهم.

شملت الدراسة 126 مشاركا، من بينهم 55 شخصا يستخدمون الكتابة للتواصل حيث إنهم لا يتحدثون. وأظهرت النتائج أنه رغم وجود فروقات في الحركات الدقيقة للوجه بين المصابين بالتوحد والأشخاص السليمين، فإن عضلات الوجه المسؤولة عن التعبير العاطفي كانت نشطة في كلا المجموعتين. وأشار الباحثون إلى أن الفارق الأساسي كان في شدة هذه التعبيرات.

تُشير الباحثة إليزابيث توريس، الأستاذة في علم النفس بجامعة روتجرز، والباحثة المشاركة في هذه الدراسة، إلى أن: “الأفراد المصابين بالتوحد يستخدمون نفس الحركات الوجهية الأساسية للتعبير عن المشاعر، لكن شدتها غالبا ما تقع خارج النطاق المألوف الذي يتعرف عليه معظم الناس. مما يدفع الآخرين إلى التغاضي عن مشاعرهم أو تفسيرها بشكل خاطئ”.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.