نفضت رسالة أمير منطقة حائل الأميرعبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، غبار الأعوام الطويلة عن مشروع مستشفى حائل العام، وأعادت معه الأمل في إنهاء رحلة التعثر التي امتدت لعقدين.

بدأت الحكاية في 14 مايو 2024، قبل 146 يوما حين سلّم الأمير «بطاقة» تحمل شعار مؤتمر حائل الدولي لطب نمط الحياة إلى مساعد وزير الصحة المتحدث باسم الوزارة الدكتور محمد العبدالعالي، موجّها إياها إلى وزير الصحة فهد الجلاجل، وقال حينها: «سلّمها له، وأرجو أن يلبسها في افتتاح مستشفى حائل العام».

جاء الرد من العبدالعالي بعبارة مقتضبة: «ستصل للوزير».

كانت تلك الجملة بداية فعلٍ إداري استعاد مشروعا ظلّ مؤجلا في ذاكرة المنطقة.

تحرك ميداني

اليوم (الثلاثاء) أكمل الأمير رسالته بالفعل، بزيارة مشروع مستشفى حائل العام الجديد، بحضور وكيل وزارة الصحة للإمداد والشؤون الهندسية الدكتور إبراهيم الطريري. واستمع إلى شرحٍ مفصلٍ عن نسب الإنجاز والخطة التشغيلية وأقسام المشروع المستهدفة بالتشغيل المرحلي.

وأكد الطريري أن الوزارة ماضية في تنفيذ خطة محددة زمنا وجودة، تنفيذا لتوجيهات وزير الصحة فهد الجلاجل، ليكون المستشفى إضافة نوعية للمنشآت الصحية في المنطقة.

الجهات الرقابية

وُضع حجر أساس مستشفى حائل العام في 17 أبريل 2004، ليصبح بعد مرور 20 عاما أحد أقدم المشاريع الصحية التي واجهت تحديات إدارية وفنية متكررة.

وأشارت تقارير الجهات الرقابية إلى أن غياب الدراسات الدقيقة وتغيّر الاحتياجات أثناء التنفيذ أدّيا إلى سلسلة من التعديلات، أبرزها رفع الطاقة الاستيعابية من 300 سرير إلى 500 سرير وتغيير مواصفات الأنظمة، ما جعل المشروع يتنقل بين عقودٍ ومقاولين دون اكتمال فعلي.

إشراف مباشر

زيارة الأمير عبدالعزيز بن سعد جاءت محمّلة برسالة متابعة ومحاسبة، تضع المسؤول أمام الواقع وتدفع المشروع نحو خط النهاية.

وأشاد أمير حائل بالدعم اللامحدود من القيادة، مؤكدا أن خدمة المواطن هي الهدف الأول وأن جودة التنفيذ هي المعيار الحقيقي للنجاح.

الرسالة وصلت

تحوّلت البطاقة التي حملها مساعد وزير الصحة الدكتور محمد العبدالعالي إلى فلسفة إداريٍّة أعادت الثقة بجدية العمل الحكومي في المنطقة.

فما بدأ بإشارة في مؤتمرٍ علمي انتهى بزيارةٍ تفقديةٍ تُعيد مشروعا مؤجلا إلى مسار التنفيذ، وتؤكد أن المتابعة الشخصية من القيادات الميدانية هي المحرك الأهم لأي مشروع تنموي.

تؤسس هذه الخطوة لرؤيةٍ جديدة في إدارة المشاريع المتعثرة، تجعل من المتابعة نهجا دائما لا استثناء طارئا.

وفي كل مشهد من هذه الحكاية، يظهر اسم حائل مقرونا بالتحرك والإنجاز، ورسالة الأمير عبدالعزيز بن سعد شاهدٌ على أن القيادة الميدانية قادرة على تحويل الركود إلى حركة، والتأجيل إلى إنجاز، والمتابعة إلى واقعٍ يخدم الإنسان في أرضه.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً