وتعد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة القوتين المؤثرتين في محادثات جنيف. وعلى رغم الضغوط التي بذلها المتحالفون، والإنجاز الكبير المتمثل في توفير معبريْن لدخول الإغاثة، وسط مجاعة وشيكة، إلا أن مخرجات مفاوضات جنيف لا تزال تشكّل تحديّاً للقوى الحادبة على مصلحة السودان وشعبه. فلا يزال مطلوباً وضع آلية مرنة للتحقق من التزام الطرفين المتحاربين باتفاق المعابر، وضمان تطبيق التعهدات المتعلقة بحماية المدنيين، خصوصاً النساء والأطفال. كما سيتمثل الصداع الأكبر لتلك القوى المتحالفة في التوصل إلى تفاهم بين طرفي الحرب في شأن تنفيذ (إعلان جدة)، الذي يؤمّل بأن يكون مدخلاً إلى حلٍّ نهائي يوقف الحرب، ويعيد استئناف العملية السياسية، التي يفترض أن توقف الحرب.
إن تسوية أزمة السودان وحربه مطلب مهم وحيوي لأمن المنطقة، ومنع تحول البحر الأحمر إلى أزمة متشعبة يمكن أن تؤثر على أمن دوله، وعلى التجارة العالمية التي يمر ربعها فوق مياهه. وهي جهود مهمة أيضاً من أجل ضمان سلام السودان وأهله، وانتظامهم في مجموعة دول الإقليم العاملة على حلحلة مشكلات المنطقة.