حذر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية من صيد سمكة «نابليون»، المعروفة محلياً باسم «الطرباني»، مؤكداً أن المخالفين يعرضون أنفسهم لغرامة مالية تصل إلى 25 ألف ريال. ونبه المركز إلى أن السمكة مصنفة ضمن الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، والمدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وأن صيد هذه السمكة يُعد محظوراً تماماً بموجب الأنظمة البيئية السعودية.

وبيَّن المركز أن هذه السمكة، التي تنتمي لعائلة «اللبراداي» وتُعد من أضخم أسماك الشعاب المرجانية بطول قد يتجاوز المترين، تواجه خطراً متزايداً بسبب خصائصها البيولوجية الفريدة. ويعود اسم «نابليون» إلى السنام الذي يظهر أعلى رأس السمكة، الذي يشبه قبعة الجنرال الفرنسي نابليون بونابرت، ويزداد حجم السنام كلما تقدم عمر السمكة. ويظهر جمال هذه السمكة في شكلها وطبيعتها المسالمة، فهي لا تُشكل أي تهديد للإنسان، وتجذب محبي التصوير والتفاعل معها. ورغم حركتها البطيئة إلا أنها تقدم فرصة ذهبية لعشاق الغوص للاستمتاع بمشاهدتها عن كثب.

كما تتميّز سمكة نابليون بشكل رأسها وفمها الكبير وشفاهها المنتفخة، وهي من الأسماك الإقليميّة المُنعزلة، وتعيش في النهار في الشعاب المرجانية، وفي الليل تختبئ في الكهوف. وأُطلق على هذا النوع من الأسماك لقب زعيم الشعاب المرجانيّة، إذ قد يصل عمرها إلى 30 سنة.

وكانت أول نوع من أنواع الأسماك المرجانيّة التي تُؤكل وتُدرج في اتفاقية التجارة الدولية ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.

وأعلنت السعودية منع صيدها رسمياً، وشرعت منظومة من التشريعات البيئية، والآليات الرقابية والتنفيذية، تتضمن عقوبات رادعة ورقابة دائمة.

وتنتمي سمكة نابليون (الطربَاني) إلى الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها سمك «الحريد» المعروف في البحر الأحمر. ويقتسمان البيئة نفسها، ويتشابهان في التصنيف ضمن «أسماك الرأس». ويمكن لهذه السمكة أن تغير جنسها. والذكور أكبر من الإناث، ويُراوح وزنها بين 200 و300 كيلوغرام. وقد يصل طولها إلى مترين. وحين تبلغ هذا المدى تكون قد ناهزت الـ50 سنة،

ويتركز وجودها في المياه الإقليمية السعودية المطلة على البحر الأحمر، خصوصاً في حقل، وضباء، وينبع، والمناطق المجاورة. ورصدت آخر الدراسات أعداداً غير قليلة في القنفذة، وجزر فرسان.

وبينت الدراسات البيئية أن الخطر على سمك «الطرَباني» يتفاقم بسبب دورة حياته، فهو بطيء التكاثر، إذ لا يصل إلى سن البلوغ إلا بعد 5 سنوات من العمر، ويكون وزنه كيلوغرامين فقط. وحين يبلغ تضع الأنثى في مرحلة التكاثر 100 ألف بيضة، ولكن هنالك ما لا يتم تلقيحه من قبل الذكور، وهنالك ما يُفترس، أو أن يكون بيضاً فاسداً؛ ما يعني أن الفاقد كثير، وقد ينجو من الفقد ما نسبته 1% من هذا البيض.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً