تُعدّ حماية البيئة والموارد الطبيعية من أهم أولويات المملكة العربية السعودية، وهو ما تجسده المشاركات المبتكرة في المعارض المتخصصة. وفي إطار هذا السياق، شهد جناح وزارة الداخلية في النسخة الثالثة من معرض “صنع في السعودية” – المقام في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر 2025م – حضوراً لافتاً لقوات الأمن البيئي، وذلك من خلال استعراض طائرة دون طيار متطورة تُعرف باسم “عاصف 2”. هذه الطائرة، المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تمثل نقلة نوعية في مجال الأمن البيئي و الرصد البيئي، وتؤكد التزام المملكة بتحقيق التنمية المستدامة.

دور قوات الأمن البيئي في حماية الوطن

تعتبر قوات الأمن البيئي خط الدفاع الأول عن البيئة في المملكة العربية السعودية. وتعمل هذه القوات على مكافحة المخالفات البيئية، وحماية الحياة الفطرية، والحفاظ على الموارد الطبيعية. وتسعى القوات باستمرار إلى تطوير قدراتها و استخدام أحدث التقنيات لتعزيز فعاليتها في أداء مهامها. إن مشاركة قوات الأمن البيئي في معرض “صنع في السعودية” تأتي في سياق عرض هذه القدرات المتطورة، و إبراز دورها الحيوي في حماية الوطن.

“عاصف 2”: ثورة في تقنيات الأمن البيئي

طائرة “عاصف 2” ليست مجرد طائرة دون طيار؛ بل هي منصة متكاملة للرصد والمراقبة الجوية. تتميز هذه الطائرة بتجهيزات متطورة، بما في ذلك حساسات دقيقة للإقلاع والهبوط، ونظام تتبع متقدم يسمح بجمع البيانات حتى في أصعب التضاريس. هذه القدرات تعزز بشكل كبير من كفاءة الرصد البيئي، وتساعد في ضمان الالتزام بالأنظمة البيئية.

ميزات “عاصف 2” التقنية

تعتمد “عاصف 2” على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات التي تجمعها، مما يسمح بتحديد المخالفات البيئية بشكل أسرع وأكثر دقة. كما أن نظام التتبع المتقدم يضمن جمع بيانات موثوقة حتى في المناطق النائية أو التي يصعب الوصول إليها. بالإضافة إلى ذلك، تتميز الطائرة بقدرتها على العمل في مختلف الظروف الجوية، مما يجعلها أداة فعالة على مدار العام.

تُستخدم الطائرة في مهام متنوعة، مثل رصد التلوث، ومراقبة الغابات، والكشف عن الصيد غير القانوني، وتقييم الأضرار البيئية الناجمة عن الكوارث الطبيعية. وبفضل هذه القدرات، تساهم “عاصف 2” في حماية التنوع البيولوجي، والحفاظ على الموارد المائية، وتحسين جودة الهواء.

“أبشر.. صنع في السعودية” ودعم الصناعات الوطنية

تأتي مشاركة قوات الأمن البيئي تحت شعار “أبشر.. صنع في السعودية”، وهو ما يعكس التزام المملكة بدعم الصناعات الوطنية وتشجيع الابتكار. يهدف المعرض إلى إبراز القدرات التصنيعية السعودية، وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي للصناعة. إن تطوير طائرة “عاصف 2” محلياً يمثل إنجازاً كبيراً يعكس القدرات والخبرات السعودية في مجال التقنية.

بالإضافة إلى ذلك، يساهم المعرض في جذب الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عمل جديدة، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة. إن دعم الصناعات الوطنية، مثل صناعة الطائرات بدون طيار، يمثل استثماراً في مستقبل المملكة، ويساعد في تحقيق رؤية 2030.

أهمية الرصد البيئي لتحقيق التنمية المستدامة

إن الرصد البيئي الدقيق والفعال هو أساس التنمية المستدامة. فمن خلال مراقبة البيئة، يمكن تحديد المشاكل البيئية واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجتها. كما أن الرصد البيئي يساعد في تقييم أثر المشاريع التنموية على البيئة، وضمان تنفيذها بطريقة مستدامة.

تعتبر طائرة “عاصف 2” أداة قوية لتحسين جودة الرصد البيئي في المملكة العربية السعودية. وبفضل قدراتها المتطورة، يمكن للقوات الأمن البيئية جمع بيانات دقيقة وشاملة عن البيئة، واتخاذ قرارات مستنيرة لحمايتها.

خاتمة

إن مشاركة قوات الأمن البيئي في معرض “صنع في السعودية” من خلال استعراض طائرة “عاصف 2” يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن البيئي وتحقيق التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية. تُظهر هذه المشاركة التزام المملكة بالاستثمار في التقنيات الحديثة، ودعم الصناعات الوطنية، وحماية البيئة للأجيال القادمة. ندعو الجميع إلى زيارة جناح وزارة الداخلية في المعرض للاطلاع على قدرات “عاصف 2” وغيرها من التقنيات المبتكرة التي تساهم في بناء مستقبل أفضل للوطن.

لمزيد من المعلومات حول جهود وزارة الداخلية في مجال حماية البيئة، يمكنكم زيارة موقعها الرسمي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version