اختتمت في الرياض فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للطب العسكري، الذي نظمته وزارة الدفاع ممثلة بالإدارة العامة للخدمات الطبية العسكرية. وقد شهد هذا الحدث الهام مشاركة واسعة من خبراء ومتخصصين في المجال الطبي العسكري من 32 دولة حول العالم، مما يعكس أهمية هذا المؤتمر في تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجال الرعاية الصحية العسكرية. وقد سلط المؤتمر الضوء على أحدث التطورات في الطب الميداني، وإدارة الكوارث، وطب الفضاء، بالإضافة إلى الاستعداد لمواجهة التحديات الصحية الناشئة.
أهداف ومحاور المؤتمر الدولي للطب العسكري
ركز المؤتمر الدولي للطب العسكري على عدة أهداف رئيسية، أبرزها تعزيز الجاهزية الطبية العسكرية، ورفع كفاءة الطب الميداني، وتطوير السياسات الصحية العسكرية بما يتماشى مع المعايير الدولية. وشمل برنامج المؤتمر العلمي المكثف أكثر من 20 جلسة وورشة عمل متخصصة، بالإضافة إلى مؤتمرين مصاحبين في طب الجو والفضاء، والجمعية السعودية للرعاية الحرجة (SCCS). كما استضاف المؤتمر معرضًا مصاحبًا شاركت فيه جهات حكومية وشركات محلية ودولية لعرض أحدث التقنيات في مجال الطب العسكري والرعاية الميدانية المتقدمة. هذا التنوع في المحاور يعكس التزام وزارة الدفاع بتطوير شامل لمنظومة الرعاية الصحية العسكرية.
شعار المؤتمر ورؤيته
جاء المؤتمر تحت شعار “الرعاية الحرجة: التعاون، والرحمة، والالتزام – نحو تطوير الابتكار في الطب العسكري وطب الفضاء”. ويجسد هذا الشعار القيم الأساسية التي يقوم عليها الطب العسكري، وهي التعاون بين مختلف الجهات، والرحمة بالمرضى والجرحى، والالتزام بتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة. كما يعكس الشعار التوجه نحو تبني الابتكار والتكنولوجيا الحديثة في تطوير الخدمات الطبية العسكرية.
دورات تدريبية متخصصة وتخريج الكفاءات
شهد المؤتمر تخريج 12 دورة تخصصية في مجالات حيوية مثل الرعاية الحرجة الميدانية، وإدارة الكوارث، وطب الغوص، وطب الجو والفضاء والطيران، والطب البحري. وقد أشرف نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن فهد بن عبدالله الغفيلي على حفل التخرج، مؤكدًا أهمية هذه الدورات في تأهيل الكفاءات الوطنية القادرة على التعامل مع مختلف التحديات الصحية في الميدان. هذه الدورات تعزز بشكل كبير من القدرات الطبية العسكرية وتساهم في رفع مستوى الاستعداد لمواجهة الأزمات.
الحماية من أسلحة الدمار الشامل: دورة متميزة
أكد الدكتور عبدالوالي العجلوني، خبير الأمن النووي والحماية من الإشعاع، تميز دورة الحماية من أسلحة الدمار الشامل التي أشرف عليها علميًا خلال المؤتمر. وأشار إلى الحضور اللافت للدورة والمشاركة الفعالة من قبل المتدربين. الدورة، التي استمرت خمسة أيام، تضمنت محاضرات نظرية وتطبيقات عملية مكثفة، قدمها خبراء وأطباء من وزارة الدفاع البريطانية متخصصون في مواجهة التهديدات الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية (CBRN). ركز التدريب على كيفية إسعاف وإنقاذ المصابين بالتلوث الإشعاعي أو الكيميائي أو البيولوجي، وطرق التعامل معهم وتنفيذ إجراءات المواجهة الأولية. كما تضمن التمرين العملي إنقاذ المصابين بتلوث كيميائي وإزالة التلوث والتأكد من استقرار حالاتهم. هذا التدريب المتخصص يمثل إضافة قيمة للمشاركين ويعزز من قدرتهم على الاستجابة الفعالة في حالات الطوارئ.
مشاركة واسعة وتفاعل ملحوظ
شارك في دورة الحماية من أسلحة الدمار الشامل قرابة 75 مشاركًا من مختلف القطاعات والرتب، مما يعكس الاهتمام الكبير بهذا المجال الحيوي. وأشاد الدكتور العجلوني بالمستوى الرفيع للبرنامج العلمي والتنظيم الاحترافي للمؤتمر، مؤكدًا أنه أول دورة تُنظَّم بهذا المستوى ضمن فعاليات المؤتمر. هذا النجاح يعكس التخطيط الدقيق والجهود المبذولة من قبل القائمين على المؤتمر.
المؤتمر الدولي للطب العسكري ورؤية 2030
يعد المؤتمر الدولي للطب العسكري تجسيدًا لالتزام وزارة الدفاع بتطوير منظومة الطب العسكري ومواكبة أحدث الممارسات العالمية. ويأتي هذا المؤتمر في إطار دعم مسيرة التحول الوطني ورؤية 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام، وتحسين جودة الحياة للمواطنين. إن الاستثمار في تطوير الطب العسكري يمثل جزءًا أساسيًا من هذه الرؤية، حيث يساهم في تعزيز الأمن الصحي الوطني وضمان الاستعداد لمواجهة أي تحديات صحية مستقبلية. الاستفادة من الخبرات الدولية وتبادل المعرفة يمثلان ركيزة أساسية في تحقيق هذه الأهداف. المؤتمر الدولي للطب العسكري يمثل منصة هامة لتحقيق هذه الغايات.
يمكنكم مشاهدة فيديو اختتام المؤتمر الدولي الرابع للطب العسكري هنا.
إن المؤتمر الدولي للطب العسكري يمثل علامة فارقة في تطوير الرعاية الصحية العسكرية في المملكة العربية السعودية، ونسعى إلى الاستمرار في تنظيم هذه الفعاليات الهامة في المستقبل لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال الحيوي. نأمل أن يكون هذا المؤتمر قد ساهم في إثراء المعرفة وتطوير المهارات لدى المشاركين، وأن يكون له أثر إيجابي على جودة الرعاية الصحية المقدمة لقواتنا المسلحة.















