عقد وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر بن إبراهيم الخريف، اجتماعًا هامًا مع نائب وزير الطاقة الأمريكي، جيمس دانلي، في الرياض، وذلك على هامش فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII). تركز اللقاء على تعزيز التعاون في قطاع التعدين، ومناقشة الفرص المتاحة لتطوير الشراكات الاقتصادية الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً في ظل الطلب العالمي المتزايد على المعادن الحيوية. ويتأتى هذا الاجتماع في إطار سعي المملكة لتنويع مصادر اقتصادها وتعزيز دورها كلاعب رئيسي في سوق المعادن العالمية.

تعزيز الشراكة الإستراتيجية في مجال التعدين

أكد الجانبان على عمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وأهمية بناء شراكات اقتصادية قوية ومستدامة. التركيز الأساسي كان على تطوير التعاون في قطاع التعدين، والاستفادة من الفرص المتاحة في مجالات معالجة المعادن، وتقنيات التعدين المتقدمة، بالإضافة إلى استكشاف إمكانيات التعاون في مجال العناصر الأرضية النادرة، التي تعتبر مكونًا رئيسيًا في العديد من الصناعات الحديثة.

أهمية سلاسل الإمداد للمعادن الحرجة

أشار كل من الوزير الخريف ونائب الوزير دانلي إلى الأهمية المتزايدة لتأمين سلاسل إمداد المعادن الحرجة، وذلك في ظل التحديات الجيوسياسية والطلب العالمي المتسارع. تعتبر هذه المعادن ضرورية لعدد كبير من الصناعات، بما في ذلك الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا، والتصنيع. ولهذا، يأتي التعاون بين المملكة والولايات المتحدة كخطوة استباقية لضمان استقرار هذه السلاسل وتلبية احتياجات السوق العالمية.

مذكرة التعاون كإطار عمل لمستقبل واعد

تستند هذه الجهود إلى مذكرة التعاون المبرمة بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية ووزارة الطاقة الأمريكية في مايو 2025. تعمل هذه المذكرة كإطار عمل شامل يحدد مجالات التعاون المحتملة، وآليات التنفيذ، والأهداف المشتركة. تهدف المذكرة إلى تعزيز تبادل الخبرات والمعرفة، وتنفيذ مشاريع مشتركة، وتشجيع الاستثمار في قطاع التعدين والمعادن.

دور مؤتمر التعدين الدولي في جذب الاستثمارات

تم تسليط الضوء على مؤتمر التعدين الدولي الذي تستضيفه المملكة سنويًا، باعتباره منصة عالمية هامة تجمع صناع القرار، والمنظمات غير الحكومية، والمستثمرين، وشركات التقنيات، ومراكز الأبحاث. يُعد المؤتمر فرصة مثالية لمناقشة التحديات التي تواجه قطاع التعدين، واستكشاف الحلول المبتكرة لتعزيز الاستدامة، وتشجيع الاستثمار المسؤول في هذا القطاع الحيوي. كما يساهم المؤتمر في تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للتعدين.

التركيز على التقنيات المتقدمة ومعالجة المعادن

أكد الجانبان على أهمية الاستثمار في التقنيات المتقدمة المستخدمة في التعدين، مثل الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، والاستشعار عن بعد. هذه التقنيات يمكن أن تساهم في زيادة الكفاءة، وخفض التكاليف، وتحسين السلامة في عمليات التعدين. إلى جانب ذلك، شددوا على أهمية تطوير قدرات المملكة في مجال معالجة المعادن، لإضافة قيمة إلى مواردها الطبيعية، وتلبية احتياجات الصناعات المحلية والإقليمية. الاستثمار في قطاع التعدين يمثل فرصة ذهبية لتحقيق التنمية المستدامة.

دعوة للمشاركة في النسخة الخامسة من مؤتمر التعدين الدولي

في ختام الاجتماع، وجه وزير الصناعة والثروة المعدنية دعوة رسمية لنائب وزير الطاقة الأمريكي للمشاركة في النسخة الخامسة من مؤتمر التعدين الدولي، الذي سيعقد في الرياض في الفترة من 13 إلى 15 يناير 2026. تأتي هذه الدعوة في إطار حرص المملكة على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وجذب المزيد من الاستثمارات إلى قطاع التعدين والمعادن الإستراتيجية. المشاركة الأمريكية الفعالة في المؤتمر ستساهم في تعزيز الحوار، وتبادل الخبرات، وتحديد فرص التعاون الجديدة.

في الختام، يمثل هذا الاجتماع خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في قطاع التعدين. من خلال التعاون في مجالات البحث والتطوير، والاستثمار في التقنيات المتقدمة، وتأمين سلاسل الإمداد، يمكن للبلدين العمل معًا لتحقيق النمو المستدام في هذا القطاع الحيوي، والمساهمة في تلبية احتياجات العالم المتزايدة من المعادن الحيوية. ندعوكم إلى متابعة آخر الأخبار والتطورات في قطاع التعدين في المملكة العربية السعودية.

شاركها.
اترك تعليقاً