يعد جبل «العبلاء» الواقع غربي محافظة بيشة في منطقة عسير، موقعاً تراثياً ومقصداً للسياح والباحثين والمهتمين بالإرث الحضاري، ويقع إلى جانب الجبل بقايا مستوطنات وقرى تراثية وآثار تدل على نشاط اقتصادي وتجاري في الماضي، إضافة إلى وجود الرحى العملاق إلى جواره حيث يعود تاريخه إلى العصور الإسلامية المبكرة.

ويُعرف جبل العبلاء بكونه مركزاً معدنياً قديماً لاستخراج الذهب والمعادن، منذ العصور الأموية والعباسية، مما يشير إلى أن الموقع كان ذا أهمية اقتصادية في ذلك الوقت.

و يتميز الجبل بشكله الأبيض المخروطي، ويفترش صخوراً ذات ألوان متنوعة، كما يوجد آبار عميقة قرب قمته يُرجح أنها كانت تستخدم لاستخراج المعادن.

ومن أشهر ما تحتفظ به ذاكرة العبلاء التاريخية الشاعر «عبدالله بن الدمينة الأكلبي» الذي اتخذ من «العبلاء» موطناً له، وذهبت بعض الروايات إلى أن «ابن الدمينة» قُتل غيلة في سوق «العبلاء»، ويذكر أنه كان بها سوق يشبه سوق «عكاظ».

وقد لقي الموقع اهتماماً من حكومة المملكة منذ بداية تأسيسها؛ ففي عهد الملك عبدالعزيز زار الرحالة «هاري سانت فلبي» العبلاء وأخذ من جبلها عينات على ظهر بعيره، كما نقبت عدد من الشركات والبعثات الجيولوجية في الموقع للبحث عن آثاره وأسراره المدفونة، فوق أن كلية علوم الأرض بجامعة الملك عبدالعزيز كانت توفد طلابها في كل عام للعبلاء لإجراء الدراسات الجيولوجية، والتدريب الميداني؛ نظراً لغنى الموقع بمختلف التركيبات الصخرية، كما نفذت هيئة التراث مواسم عديدة للتنقيب التي كشفت كثيراً من أسرار الموقع.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.