أبقت قائدة مدرسة متوسطة للبنات تابعة لتعليم الحناكية بمنطقة المدينة المنورة الطالبات اللاتي تواجدن بقاعة الاختبار اليوم، وأوقفت خروجهن لحين وصول ابنة أحد أبطالنا في الحد الجنوبي، حيث تأخرت بعد مغادرة حافلة “التعليم” عنها صباحاً إثر نومها، وعندما حضرت أدت اختبارها بإشراف من قائدة المدرسة التي راعت ظروفها.
وقدمّت القائدة عملاً إنسانياً، مما زاد من فرح وسرور الطالبة التي قبلت تلك القائدة، وطال السرور والد الطالبة المرابط بالحد الجنوبي بعد الاتصال عليه.
وكانت طالبة الصف الثالث المتوسط “شموخ بنت عبدالعزيز مناور العوفي”، والتي تدرس بالمتوسطة الأولى بالنخيل التابعة لإدارة تعليم محافظة الحناكية بالمدينة المنورة، قد تأخرت عن اختبار اليوم ما قبل الأخير، في مادة اللغة الإنجليزية؛ بسبب نومها بعد أن كانت حافلة النقل المدرسي للطالبات قد تواجدت عند منزلها ولعدم خروجها وتأخرها غادرت.
وبعد مرور وقت من زمن الاختبار أبلغت المراقبة عن غياب الطالبة من أجل الرفع بذلك، إلا أن قائدة المدرسة، والتي رأت أن هناك متسعاً من الوقت بذلت جهوداً كبيرة في التواصل هاتفياً مع والدتها المسجل رقمها لدى المدرسة، ولكن هاتفها لا يرد، وصولاً بالاتصال برقم ولي أمرها “والدها”، وأبلغته حينها بغياب ابنته عن الاختبار، حيث أفاد بأنه ضمن المرابطين بالحد الجنوبي، وعندئذ تفاعلت قائدة المدرسة وأبلغته بعدم القلق على ابنته، وأنها ستتصرف وتنهي ذلك الموضوع.
وقالت قائدة المدرسة المتوسطة الأولى بالنخيل مريم بنت ضيف الله عقاب العوفي لـ”سبق” إنها عندما علمت أن والد الطالبة من أبطالنا في الحد الجنوبي أصرت على إبقاء الطالبات بالقاعة وعدم خروجهن لحين حضور الطالبة المتأخرة، والتي أدّت الاختبار في زمنٍ لم يكن مؤثراً على زميلاتها، وكان من ضمن زمن الاختبار.
وأضاف: هذا أقل ما يقدّم لابنة ذلك البطل بعد أن تفاعلت المدرسة مع حالتها إثر تأخرها عن الاختبار، وكنت قد كلفت سائق النقل المدرسي بالعودة لمنزل الطالبة مرةً أخرى وإحضارها بعد التواصل مع والدها ووالدتها، وبالفعل حضرت بنفسها وانتهت الحالة دون أي تغيب، ولم تستغرق وقتاً طويلاً في الإجابة عن أسئلة الاختبار مما يؤكد تفوقها.
جدير بالذكر أن والد الطالبة شموخ “عبدالعزيز العوفي” أحد المرابطين والأبطال في الحد الجنوبي منذ قرابة أربع سنوات في قطاع الجيش، وتحديداً من جازان.
وقال والد الطالبة في اتصال مع “سبق” إنه يشكر قائدة المدرسة على الدور الذي قامت به تجاه ابنته.
وأضاف: تفاعلت المدرسة معنا كثيراً، وذلك أسعدني كثيراً، عندما تلقيت اتصال قائدة المدرسة، التي بعدما عَلِمت أنني مرابط في الحد الجنوبي تعاملت تعاملاً إنسانياً بكل شجاعة مع حالة ابنتي، وتم تجاوزها بما بذلته من جهد؛ حتى لا تحرم من اختبارها هذا اليوم.