أكد الباحث في الطقس والمناخ، العضو المؤسّس للجنة «تسميات» المناخية عبدالعزيز الحصيني، أن الحالة المطرية الخامسة التي شهدتها المملكة من الأحد الماضي، انتهت أمس الأربعاء، بعد أن أثرت في معظم المناطق بأمطار متفاوتة الغزارة من خفيفة إلى متوسطة وأحياناً غزيرة.

وبين الحصيني، أنه وفقاً للنماذج العددية أن إجازة نهاية الأسبوع توافق موجة أصلها قطبي خامسة متوقعة متوسطة القوة على مناطق عدّة، بعد دفءٍ نسبي، وذلك بانخفاض في الحرارة من 4 – 6 درجات مئوية خصوصاً الشمالية والوسطى والشرقية وشرق الغربية، مشيراً إلى وجود حالة مطرية سادسة تتهيأ.

وأظهرت التنبؤات بالطقس دخول حالة مطرية جديدة على المملكة خلال نهاية الأسبوع الحالي وتهطل على مناطق عدة مختلفة الغزارة.

وكانت آخر صور الأقمار الاصطناعية أظهرت وجود كميات كبيرة من السُّحب الرُكاميّة الرعديّة في مياه الخليج العربي قُبالة سواحل المملكة، كما كشفت الصور ذاتها وجود كميات من السُّحب على الأجزاء الشمالية من المنطقة الشرقية تؤثر في الخفجي، وتعمل على هطول زخاتٍ مُتفرقة من الأمطار. من جانبه، أوضح نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند، أن السعودية تمتد من دائرة عرض 16 شمالاً حتى دائرة عرض 32 شمالاً، بمجموع 16 درجة عرضية، وهذا لا يتكرر إلا في دول قليلة، وهذا الامتداد الجغرافي يؤثر بالضرورة على زاوية سقوط أشعة الشمس على كل دائرة عرضية، ومن ثم تباين درجة الحرارة الكبير بين الشمال والجنوب، حتى تجد الفرق بين درجة الحرارة الصغرى في طريف وجيزان في فصل الشتاء يصل إلى نحو 21 درجة مئوية، وهذا تباين كبير جداً، بل إن وقت الظهر في طريف أبرد من الفجر في جيزان.

‏وأضاف: نشاهد تضاريسها متباينة الارتفاع من بضعة أمتار فوق سطح البحر في بعض المدن والمحافظات الساحلية إلى نحو 3,000م في جبل السودة في أبها، وإذا اجتمع العاملان: الارتفاع عن سطح البحر، وكون الموقع يقع أقصى الشمال السعودي فهنا تنخفض درجة الحرارة لتسجل الدرجة الأدنى في السعودية، بل وفي جزيرة العرب، ويمثل هذا قمة جبل اللوز في سلسلة جبال مدين شمال غرب تبوك بارتفاع يبلغ 2,549م.

وأضاف: يمكن القول وفقاً للإحصاءات التاريخية الرقمية، إن أبرد المحافظات السعودية في فصل الشتاء تقع شمالي منطقة الجوف ممثلة بمحافظتي طريف والقريات ، يلي ذلك مدن ومحافظات شمالية أخرى وهي على الترتيب الأبرد أولاً: عرعر ثم حائل ثم سكاكا ثم تبوك ثم رفحاء.

‏وبين أن السبب في برودة طريف والقريات شتاءً هو موقعهما في أقصى الشمال السعودي قريباً من مؤثرات الكتل الهوائية الشمالية الباردة، علاوة على ذلك، أن هذا الموقع يجعل زاوية سقوط أشعة الشمس عليهما هي الأكبر ميلاً في فصل الشتاء على مستوى السعودية. في حين أن أدفأ منطقة شتاءً هي منطقة جازان ممثلة بالعاصمة جيزان، ثم منطقة مكة المكرمة ممثلة بمحافظة جدة ثم مكة.

واختتم المسند: على وجه الإجمال وفي فصل الشتاء كلما اتجهنا شمالاً انخفضت درجة الحرارة، وكلما ارتفعنا عن مستوى سطح البحر انخفضت درجة الحرارة، وكلما اقتربنا من الساحل ارتفعت درجة الحرارة نسبياً، خصوصاً الساحل الغربي، وعلى وجه التحديد الأوسط والجنوبي منه، وتعمل جبال الحجاز والسروات عامل حجز ضد توغل الكتل الهوائية الباردة القادمة من الشمال والشمال شرقي؛ لذا نجد المواضع الجغرافية التي تقع إلى الغرب من جبال السروات أدفأ من المواضع التي تقع إلى شرقها.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.