تنطلق في مدينة جازان غداً الاثنين أعمال المؤتمر والمعرض الدولي الخامس لـ تقنيات المختبرات “LabTech 2025″، والذي يهدف إلى استعراض أحدث التطورات في هذا المجال الحيوي، وتعزيز التعاون بين الباحثين والمختصين. يستمر الحدث لعدة أيام ويشارك فيه خبراء وعلماء من السعودية ودول أخرى، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاعات الصناعية المختلفة المهتمة بتطوير قدراتها المخبرية. ومن المتوقع أن يسلط المؤتمر الضوء على أهمية الابتكار في مجال العلوم والتكنولوجيا.
يُقام المؤتمر تحت رعاية الجهات الحكومية المعنية بتطوير القطاع العلمي ويدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في مجال البحث والتطوير. ويشكل هذا الحدث منصة هامة لتبادل الخبرات والمعرفة، وعرض أحدث المعدات والتقنيات المستخدمة في المختبرات، مما يساهم في رفع كفاءة العمل المخبري وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
مستقبل تقنيات المختبرات: محاور رئيسية في المؤتمر
يركز “LabTech 2025” هذا العام على استكشاف مستقبل تقنيات المختبرات، مع التركيز بشكل خاص على التطورات المتسارعة في مجالات مثل الأتمتة والروبوتات في العمل المخبري. تهدف هذه التطورات إلى زيادة الدقة والكفاءة وتقليل الأخطاء البشرية، وهو ما يعتبر أمراً بالغ الأهمية في العديد من التطبيقات، مثل التشخيص الطبي والتحاليل البيئية.
الأتمتة والذكاء الاصطناعي
سيشمل المؤتمر مناقشات حول نظم إدارة المعلومات المخبرية (LIMS) المتكاملة، وكيفية استخدامها لتحسين إدارة البيانات وتبسيط العمليات. بالإضافة إلى ذلك، سيتم استعراض أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والتنبؤ بالنتائج، مما يفتح آفاقاً جديدة للبحث والاكتشاف.
تقنيات التحليل المتقدمة
سيستعرض المعرض أحدث التقنيات في مجالات التحليل الطيفي والكروماتوغرافي، بالإضافة إلى تقنيات النانو والتكنولوجيا الحيوية المتقدمة، مثل تسلسل الجيل التالي (NGS) وهندسة الجينات. هذه التقنيات تلعب دوراً حاسماً في فهم العمليات البيولوجية وتطوير علاجات جديدة للأمراض.
الجودة والاستدامة في المختبرات
بالتوازي مع التطورات التقنية، يولي المؤتمر اهتماماً كبيراً لقضايا الجودة والاستدامة في المختبرات. وتهدف هذه المناقشات إلى تعزيز الالتزام بأعلى معايير الجودة في العمل المخبري، بالإضافة إلى تبني ممارسات صديقة للبيئة تقلل من النفايات والانبعاثات الضارة. ويسعى المؤتمر إلى تحقيق التوازن بين التقدم العلمي والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.
كما يتناول المؤتمر أهمية الامتثال لأنظمة الجودة واعتماد المختبرات وفقاً للمعايير الدولية، بالإضافة إلى تطوير الإدارة الحديثة للمختبرات لضمان الكفاءة والفعالية. ولا يغفل المؤتمر الجوانب المتعلقة بالأمن والسلامة الحيوية، والتعامل الآمن مع المواد الخطرة، من أجل حماية العاملين في المختبرات والبيئة المحيطة.
تمكين المرأة في قطاع العلوم والتكنولوجيا
يشكل تمكين المرأة في قطاع العلوم والتكنولوجيا أحد المحاور الهامة التي سيناقشها المؤتمر. ويهدف هذا البرنامج الخاص إلى استعراض نماذج نسائية قيادية من دول مجلس التعاون الخليجي، وتسليط الضوء على إنجازاتهن في تطوير العلوم والتقنية، وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة.
ويأتي هذا البرنامج في إطار الجهود المبذولة لزيادة مشاركة المرأة في مجال البحث والتطوير، وتشجيعها على تولي المناصب القيادية في القطاعات المخبرية والصناعية، وذلك إيماناً بأهمية دورها في تحقيق التقدم والازدهار. وتدعم هذه المبادرة أهداف رؤية المملكة في تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع المجالات.
أنهت اللجان المنظمة كافة الاستعدادات لاستقبال المشاركين والعارضين، حيث تم تجهيز القاعات المخصصة للجلسات العلمية وورش العمل، وتوفير كافة التسهيلات اللازمة لضمان سير المؤتمر بسلاسة. كما تم تخصيص أجنحة لعرض أحدث المعدات والتقنيات المخبرية، مما يتيح للزوار التعرف على أحدث الابتكارات في هذا المجال.
يُعد “LabTech 2025” من أبرز الأحداث المتخصصة في مجال التحاليل المخبرية على مستوى المنطقة، ويساهم في بناء الشراكات وتعزيز التعاون بين المختصين والخبراء. ويأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية تحولات اقتصادية واجتماعية كبيرة، مما يزيد من أهمية تطوير القطاع العلمي والتكنولوجي لمواكبة هذه التغيرات. تتوقع الجهات المنظمة مشاركة واسعة من مختلف القطاعات المعنية، بما في ذلك القطاع الصحي والبيئي والصناعي.
من المتوقع أن تعلن الجهات المنظمة عن توصيات المؤتمر في نهاية الحدث، والتي ستشكل أساساً للخطط والبرامج المستقبلية لتطوير المختبرات في المملكة. يترقب المختصون بشكل خاص مناقشات حول تحديات تطبيق التقنيات الجديدة في البيئة المحلية، والحلول المقترحة لتجاوز هذه التحديات. وسيكون من المهم متابعة تأثير المؤتمر على الاستثمارات في هذا القطاع، وعلى تطوير الكفاءات الوطنية.















