اختتمت وزارة البيئة والمياه والزراعة مؤخرًا فعاليات “ملتقى الإرشاد والتميز الزراعي” ومعرض “خيرات جازان” في مدينة جيزان، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة في المملكة. شارك في الملتقى نخبة من المزارعين والخبراء الزراعيين، وتم خلاله تكريم المزارعين المتميزين في مختلف المجالات، بهدف دعم القطاع الزراعي وتحسين إنتاجيته. يهدف الحدث إلى دعم المزارعين المحليين وتزويدهم بأحدث التقنيات والمعلومات الزراعية.

استمرت فعاليات الملتقى لعدة أيام في فندق جراند ميلينيوم بجيزان، وشهدت حضورًا واسعًا من المزارعين المهتمين بتطوير مزارعهم وزيادة إنتاجهم. وقد تم تنظيم المعرض المصاحب لعرض أبرز المنتجات الزراعية في منطقة جازان، مما ساهم في الترويج للمنتجات المحلية ودعم المزارعين. حضر الفعاليات مسؤولون من وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالإضافة إلى عدد من الخبراء والمختصين في المجال الزراعي.

أهمية ملتقى الإرشاد والتميز الزراعي في تحقيق الأمن الغذائي

تأتي هذه الفعاليات في سياق رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير القطاع الزراعي وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي. ووفقًا لوزارة البيئة والمياه والزراعة، فإن التنمية الزراعية المستدامة تعتبر ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي وتنويع مصادر الدخل الوطني. تسعى الوزارة إلى تحقيق هذه الأهداف من خلال دعم المزارعين وتوفير لهم كافة الإمكانيات اللازمة لتطوير مزارعهم وزيادة إنتاجهم.

ورش العمل والتدريب

شمل الملتقى تنظيم 15 ورشة عمل متخصصة قدمها خبراء ومختصون في مختلف المجالات الزراعية. تناولت هذه الورش أفضل الممارسات الزراعية في إنتاج محاصيل البن، والجوافة، والفواكه الاستوائية، بالإضافة إلى تقنيات التطعيم للنباتات العطرية، واستراتيجيات لإعادة تدوير المخلفات الزراعية. وقد استفاد من هذه الورش أكثر من 500 مزارع، مما ساهم في رفع مستوى مهاراتهم ومعارفهم في المجال الزراعي.

جولات ميدانية وتطبيقات عملية

بالإضافة إلى ورش العمل، تضمن الملتقى جولات ميدانية للمزارعين بهدف تمكينهم من الاطلاع على التطبيقات العملية والآلات الحديثة المستخدمة في تطوير القطاع الزراعي. وقد زار المزارعون عددًا من المزارع النموذجية في منطقة جازان، حيث تعرفوا على أحدث التقنيات المستخدمة في إنتاج محاصيل عالية الجودة. تتيح هذه الجولات للمزارعين فرصة لتبادل الخبرات والمعرفة مع زملائهم والمختصين.

قصص نجاح ملهمة

خلال الحفل الختامي، تم عرض عدد من قصص النجاح لمزارعين في مجالات مختلفة، مثل الزراعة العضوية، والزراعة البعلية، وتربية النحل وإنتاج العسل، والصناعات التحويلية المرتبطة بالإنتاج الزراعي. تهدف هذه القصص إلى تحفيز المزارعين الآخرين وتشجيعهم على تبني أفضل الممارسات الزراعية. وتقدم هذه القصص نماذج ناجحة يمكن للمزارعين الاستفادة منها وتطبيقها في مزارعهم.

وأكد المهندس أحمد بن محمد آل مجثل، مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان، أن هذه الحملات الإرشادية تأتي ضمن جهود الوزارة المستمرة لدعم المزارعين وتحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية. وأضاف أن المعرض المصاحب ساهم في إبراز أهم المنتجات الزراعية في المنطقة، وعلى رأسها البن السعودي ذو الجودة العالية، والفواكه الاستوائية المتنوعة، والفل البلدي العطري، والنباتات العطرية الأخرى، بالإضافة إلى العسل المنتج محليًا. وأشار إلى الدعم المتواصل الذي تحظى به المزارعون من الوزارة والحكومة الرشيدة.

علاوة على ذلك، تم التركيز على أهمية الاستثمار في التقنيات الحديثة في الزراعة، مثل الري الذكي، والاستشعار عن بعد، واستخدام الطائرات بدون طيار في المراقبة الزراعية. وتشير التوقعات إلى أن هذه التقنيات ستساهم في زيادة كفاءة استخدام الموارد الزراعية وتقليل التكاليف وزيادة الأرباح للمزارعين.

تشير المعلومات إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تخطط لتوسيع نطاق هذه الملتقيات والمعارض لتشمل مناطق أخرى في المملكة، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المزارعين وتوفير لهم الدعم اللازم. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن مواعيد وأماكن انعقاد الملتقيات القادمة في الأشهر القليلة المقبلة. وسيتم التركيز في هذه الملتقيات على التحديات التي تواجه القطاع الزراعي، مثل التغيرات المناخية وندرة المياه، والبحث عن حلول مبتكرة لمواجهة هذه التحديات.

شاركها.
اترك تعليقاً