شهدت مدينة حائل إقبالاً سياحياً كبيراً خلال إجازة الخريف، مما أدى إلى امتلاء أغلب دور الإيواء والفنادق والشقق المفروشة بالكامل. وقد أظهرت الأرقام الأولية ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الإشغال لتصل إلى 100% في كثير من الأماكن، مما يعكس جاذبية المنطقة كوجهة سياحية رئيسية. وساهمت طبيعة حائل المتنوعة، وسهولة الوصول إلى المواقع السياحية، في جذب الزوار من مناطق مختلفة.
وتأتي هذه الزيادة في الإقبال بالتزامن مع عودة النشاط السياحي الكامل في المملكة، بعد فترة من القيود المرتبطة بجائحة كوفيد-19. وتعد مدينة حائل من الوجهات التي تتميز بمقومات سياحية فريدة، مثل المواقع التاريخية، والمنتزهات الطبيعية، والأسواق الشعبية، فضلاً عن الأجواء المعتدلة خلال فصل الخريف.
حائل وجهة مفضلة خلال إجازة الخريف: السياحة والإيواء
أكد زوار حائل أن اختيارهم للمدينة لم يكن عشوائياً، بل جاء نتيجة لعدة عوامل، أبرزها تنوع المناظر الطبيعية وقرب المسافات بين المواقع السياحية المختلفة. فمن السهولة زيارة المناطق الصحراوية والجبلية في فترة زمنية قصيرة نسبياً، مما يوفر تجربة سياحية متكاملة.
ارتفاع الطلب على الإيواء
شهد قطاع الإيواء في حائل ضغطاً كبيراً نتيجة للارتفاع الكبير في عدد الزوار. وقد اضطرت العديد من الفنادق ودور الإيواء إلى إغلاق باب الحجوزات بسبب الامتلاء الكامل. كما شهدت المخيمات الواقعة خارج المدينة إقبالاً غير مسبوق، حيث تم حجزها بالكامل لفترات طويلة.
أسعار معقولة وخدمات متنوعة
أشار الزوار إلى أن أسعار الإيواء والخدمات في حائل كانت في الغالب مناسبة ومقبولة، مقارنة ببعض الوجهات السياحية الأخرى في المملكة. وقد أشادوا بالخدمات المقدمة وجودتها، فضلاً عن التنوع في الخيارات المتاحة.
تأثير السياحة على قطاعات أخرى في حائل
لم يقتصر تأثير الإقبال السياحي على قطاع الإيواء فحسب، بل امتد ليشمل قطاعات أخرى في حائل، مثل الأسواق والمطاعم وخدمات تأجير السيارات. وشهدت الأسواق الشعبية، على وجه الخصوص، حركة شراء نشطة، حيث تنوعت المنتجات المعروضة بين المصنوعات اليدوية والتحف التراثية والأطعمة التقليدية.
ازدهار الأسواق الشعبية والمطاعم
وقد لاقت المنتجات اليدوية رواجا كبيرا بين الزوار، الذين حرصوا على اقتناء الهدايا التذكارية التي تعكس ثقافة وتراث المنطقة. كما شهدت المطاعم، وخاصة تلك التي تقدم الأكلات الشعبية، إقبالاً ملحوظاً من الزوار الراغبين في تذوق المأكولات المحلية.
نشاط ملحوظ في قطاع الخدمات السياحية
بالإضافة إلى ذلك، سجل قطاع تأجير السيارات وخدمات الرحلات البرية نشاطاً كبيراً، حيث فضل العديد من الزوار استئجار سيارات الدفع الرباعي لاستكشاف المناطق الصحراوية والجبلية المحيطة بالمدينة. وشهدت محطات الوقود ومحلات بيع الأدوات البرية أيضاً ارتفاعاً في المبيعات.
اهتمام رجال الأعمال بالاستثمار في حائل
وعلى صعيد الاستثمار، لفت الانتباه حضور عدد من رجال الأعمال في حائل خلال إجازة الخريف، وذلك بدعوة من نظرائهم المحليين. وقد أبدوا إعجابهم بالمنطقة وإمكانياتها السياحية، وبدأ بعضهم في التفكير في إطلاق مشاريع استثمارية جديدة في قطاع السياحة.
كما أن مشاريع بسيطة أقامها بعض أبناء حائل وساهمت في تعزيز الحركة السياحية، مثل المخيمات الموسمية التي توفر تجربة فريدة للزوار. ويأمل القائمون على هذه المشاريع في أن يتم تطويرها وتشجيعها لتحقيق المزيد من الفوائد الاقتصادية للمنطقة.
من المتوقع أن يستمر الإقبال السياحي على حائل خلال الفترة القادمة، خاصة مع قرب حلول الإجازات الرسمية الأخرى. وستعمل الجهات المعنية على تطوير البنية التحتية السياحية في المنطقة، وتوفير المزيد من الخدمات والمرافق التي تلبي احتياجات الزوار. وسيبقى ملف زيادة عدد أماكن الإيواء موضوع مراقبة مستمرة للتأكد من استيعاب الطلب المتزايد، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة الحفاظ على جودة الخدمات المقدمة.















