وشارك في أعمال مؤتمر إطلاق المبادرة، منظمة التعاون الإسلامي كداعم للمبادرة وبرامجها ممثلةً في أمينها العام حسين إبراهيم طه، جنبًا إلى جنب مع عددٍ من كبار الشخصيات والمؤسسات المعنية والمؤثرة، من بينهم عددٌ من مفتي العالم الإسلامي وأعضاء هيئات ومجالس العلماء والمجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي بمنظمة التعاون الإسلامي، وعدد من كبار مسؤولي التعليم والتعليم العالي، ورئاسة وأمانة رابطة الجامعات الإسلامية.
وتركز المبادرة، على تعزيز الوعي في عموم المجتمعات المسلمة حول تعليم الفتيات من خلال عدةِ محاور، وعددٍ من البرامج المشتركة والاتفاقيات الداعمة، فيما تخاطب برسالتها وأهدافها التوعوية مجمل المجتمعات المسلمة في الداخل الإسلامي وخارجه: «أفرادًا ومؤسسات عامة وخاصة». وتتضمن المبادرة «إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات»، الذي سيُصدر عن حضور مؤتمرها، وسيقدم للمنظمات والمؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية العامة والخاصة، مع الدعوة إلى تخصيص يوم دوليٍّ لمُخْرجه الرئيسي. كما تشمل إطلاق منصة الشراكات الدولية، وذلك من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات بين مختلف الجهات والمنظمات الإقليمية والدولية ذات الصلة بتمكين المرأة، ودعم حق الفتيات في التعليم، وإطلاق المبادرات العملية في هذا الشأن.
المبادرة فعّالة وملموسة الأثر
أكد الدكتور العيسى، أن المبادرة تتميّز بأنها ستكون فعّالة وملموسة الأثر، من خلال الاتفاقيات النوعية التي سيتم التوقيع عليها، موضحًا أنها لن تكون مجرد نداء عابر أو إعلانًا مجردًا أو تسجيل موقف فحسب، بل ستكون تحوّلاً نوعيًا في الانتصار لتعليم الفتيات، تسعد به كلّ فتاة محرومة، ويسعد به كل مجتمع هو أحوج ما يكون لأبنائه وبناته على حدٍّ سواء.
وشدّد على أن إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات سيوثق هذه المبادرة بعزيمتها القوية والفعّالة مشتملة على حيثياتها الدينية والمنطقية المتكاملة والشاملة.
ضمان حصول الفتيات على التعليم
عبّر رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، عن تقديره للرابطة على التزامها الراسخ بقضية التعليم، وقيادة هذه المبادرة المهمة، لافتًا إلى أن ضمان حصول الفتيات على التعليم بصورة مساوية، يعدّ أحد أكثر التحديات إلحاحًا في الوقت الحاضر.
فيما أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، استعداد المنظمة للمشاركة في دعم مبادرة تعليم الفتيات، والعمل على إنجاحها لتعم فائدتها على جميع الفتيات في العالم الإسلامي، مثمنًا جهود الرابطة في خدمة العالم الإسلامي وقضاياه.
وشدّد طه، على أن تعليم الفتيات حق وضرورة حتمية من أجل تحقيق التنمية، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي الحنيف حثّ على طلب العلم للجميع دون تمييز، ومؤكدًا أن قضايا تمكين المرأة تعدّ من أهم أولويات المنظمة.
تعليم المرأة يعزز دورها في صناعة القرار
وزير التعليم والتدريب المهني الفيدرالي في جمهورية باكستان الدكتور خالد مقبول صديقي، أكد أن اللقاء شهد رؤية مشتركة لتمكين المرأة عبر التعليم، مشدًدا على أن التعليم ليس امتيازًا وإنما هو حق أساسي. وأشار، إلى أن الدين الإسلامي ينص على أن التعليم حق للجميع، لافتًا إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في التفسير الخاطئ للدين.
فيما استعرضت الفريق متقاعد الدكتورة نيغار جوهر خان -وهي أول امرأة باكستانية تترقى إلى رتبة فريق في الجيش الباكستاني- تجربتها في التعليم، مشددةً على أن تعليم المرأة يعزز دورها في صناعة القرار على مختلف المستويات، كما يعزز دورها في دفع النمو الاقتصادي. وأكدت ضرورة إدراج تعليم المرأة ضمن أولويات السياسات الوطنية، بكل ما يعنيه ذلك من زيادة التمويلات والمخصصات المالية لهذه القضية.
جلسة لكبار العلماء
تنعقد في إطار مؤتمر إطلاق المبادرة «جلسة كبار العلماء»، وجلسة وزارية بمشاركة وزراء التربية والتعليم والتعليم العالي من عدد من الدول المشاركة، إلى جانب عدد من الجلسات العلمية وورش العمل وحلقات النقاش، وذلك لبحث جملة من المحاور المتعلقة بتعليم الفتيات، من بينها: تعليم المرأة في الإسلام «النصوص الشرعية، والقرارات الفقهية، والبيانات العلمائية»، وتعليم المرأة في المجتمعات المسلمة «نماذج مشرقة بين الماضي والحاضر»، والشبهات الفكرية حول تعليم المرأة ومناقشتها، إضافة إلى تكنولوجيا المعلومات وتعليم المرأة: الفرص والآفاق، وتمكين المرأة ودورها الحضاري.
فيما ستقدم المحاضرة الرئيسية للمؤتمر، الناشطة في مجال تعليم الفتيات والحاصلة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزي. ومن المرتقب أنْ يشهد المؤتمر في ختام أعماله إصدار وتبني «إعلان إسلام آباد لتعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة».