لم تكن حياة منظور الإسلام بن عبدالرزاق (63 عامًا) معبّدة بالورود، كحال الطريق إلى منزله الذي في معظمه ما زال تحت الإنشاء، وتنتشر الآليات هنا وهناك، في قريته شيموليا بمنطقة نرايان غنج بالعاصمة البنجلاديشية دكا، لكن طريقه إلى الحج -بفضل الله- كان معبدًا وميسرًا عبر مبادرة طريق مكة.
وكالة الأنباء السعودية، رافقت مدير المدرسة، الذي ولد في شهر مايو من عام (1962) ويحمل درجة الماجستير في العلوم، وبلغته البنغالية التي لا يجيد غيرها، وقال ضاحكًا:«يمثّل شهر مايو علامة فارقة في حياتي، فقد ولدت وزوجتي فيه، وتقاعدت من التعليم فيه، وها أنا أستعد لحزم حقائبي استعدادًا للسفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج عبر مبادرة طريق مكة -لأول مرة في حياتي-، في هذا الشهر أيضًا، وكل ذلك بتوفيق من الله».
وأضاف: «لدي ولد وبنت، فابني يعمل مهندس إلكترونيات وابنتي تعمل طبيبة جلدية، ولم أعمل قط خارج بنجلاديش، فقد بدأت حياتي العملية معلمًا للمرحلة الابتدائية ثم مديرًا، وتقاعدت قبل نحو (16) عامًا، ورغم ذلك عملت متطوعًا أمينًا لصندوق لجنة مسجد قريتي شيموليا بمنطقة نرايان غنج التي تبعد عن العاصمة دكا نحو (25) كيلومترًا جنوبًا منذ (29) عامًا حتى اليوم».
أخبار ذات صلة
وعن استعداداته للحج هذا العام (1446هـ) قال -والدموع في عينيه-: «أحمد الله على تيسير حجي وزوجتي هذا العام -لأول مرة- عبر مبادرة طريق مكة التي سمعت عنها كثيرًا من المعلمين والأصدقاء في منطقتي، التي اختصرت المسافات والإجراءات وسهّلت الطريق إلى مكة المكرمة في زمن قياسي، حيث أكّدوا لي أن الحجاج عندما يصلون إلى السعودية يحظون بتعامل رائع ومميز ولن يقفوا في صفوف انتظار طويلة كما كان سابقًا، وسينتقلون مباشرة في حافلات مجهزة وخاصة بالمبادرة إلى أماكن سكنهم، وتأتي حقائبهم إلى هناك دون عناء».
وقدّم منظور الإسلام شكره للمملكة العربية السعودية على خدمة ضيوف الرحمن كافة، والحجاج المستفيدين من مبادرة طريق مكة خاصة، وقال:«إنها مبادرة عظيمة، الحمد لله الذي وفقني وزوجتي للاستفادة منها ومن خدماتها، وأدعو الله أن يحفظ المملكة العربية السعودية وقيادتها، فكل ما تقدمه لنا يبعث لقلوبنا الفرح والسرور، وسأذهب للحج وأنا مطمئن حتى أعيش تجربة روحانية مع الله في بلدكم».