برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله، تواصل المملكة احتضان فعاليات الدورة الخامسة والأربعين من مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لتجسد حرص القيادة الرشيدة على القرآن الكريم وأهله، وتعظيم شأن كتاب الله، ودعم كل ما يساهم في نشره وتعليمه.

هذه المسابقة ليست مجرد حدث ديني عادي، بل منصة عالمية تجمع حفظة القرآن من مختلف أصقاع الأرض، لتتلاقى فيه الثقافات واللغات تحت راية كلمة الله الخالدة، ولتشكل جسرًا للتواصل والتعارف بين شعوب العالم على قيم القرآن وتعاليمه.

شهدت المسابقة خلال السنوات السبع الماضية نموًا استثنائيًا في أعداد المشاركين والدول وقيمة الجوائز. ففي الدورة الأربعين عام 1440هـ، شارك 109 متسابقين يمثلون 73 دولة فقط، وبلغت قيمة الجوائز مليونًا ومئة وخمسة وأربعين ألف ريال.

واليوم، في الدورة الخامسة والأربعين عام 1447هـ، ارتفع عدد المشاركين ليصل إلى 179 متسابقًا من 128 دولة، وقفزت قيمة الجوائز إلى أربعة ملايين ريال، بينها جائزة قياسية للفائز الأول بقيمة 500 ألف ريال، لتصبح المسابقة محط أنظار العالم بأسره، وواجهة مشرقة تعكس التفاني والإبداع في خدمة كتاب الله.

ومع مرور السنوات، استمر حضور المسابقة في النمو الملحوظ:

الدورة الحادية والأربعون عام 1441هـ: 147 متسابقًا من 103 دول، وجوائز بلغت مليونًا ومئة وخمسة وثمانين ألف ريال.

الدورة الثانية والأربعون عام 1444هـ: 153 متسابقًا من 111 دولة، مع جوائز بقيمة 2.7 مليون ريال.

الدورة الثالثة والأربعون عام 1445هـ: 166 متسابقًا من 117 دولة، وجوائز بلغت أربعة ملايين ريال.

الدورة الرابعة والأربعون عام 1446هـ: 174 متسابقًا من 123 دولة، مع استمرار قيمة الجوائز عند أربعة ملايين ريال، لتؤكد المسابقة مكانتها المتنامية عالميًا.

ولم تتوقف المسابقة عند حدود التوسع العالمي، بل ركزت أيضًا على الابتكار والتطوير. ففي عام 2019، وبإشراف مباشر من وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، تم استحداث نظام التحكيم الإلكتروني ليحل محل النظام الورقي التقليدي.

وأتاح هذا النظام الذكي احتساب الدرجات بدقة وسرعة فائقتين، وربط النتائج بلوحة تحكيم إلكترونية متقدمة، مع تصميم أسئلة شاملة تضمن العدالة والشفافية في التقييم. ومع التحديثات التي أُدخلت في الدورة الحالية، أصبح التحكيم أكثر دقة وموضوعية، ليعكس رؤية المملكة في توظيف أحدث التقنيات لخدمة القرآن الكريم وضمان أعلى معايير النزاهة.

وتواصل مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية للقرآن الكريم عبر هذه المنصة العالمية تقديم تجربة غنية للمشاركين والجمهور على حد سواء. فهي ليست مجرد منافسة، بل رحلة معرفية وروحية تتيح للحفظة التواصل مع أقرانهم من مختلف الثقافات، وتبادل الخبرات، وإظهار جماليات الأداء الصوتي والتلاوة، بما يعزز دور المملكة كمرجعية عالمية في خدمة كتاب الله.

وبفضل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة والمتابعة الحثيثة من وزارة الشؤون الإسلامية، أصبحت المسابقة رمزًا للتميز والتفاني، ومنصة عالمية تلهم الأجيال الجديدة لحفظ القرآن الكريم والاعتزاز به، وترسيخ مكانته في قلوب المسلمين حول العالم.

وبهذا الحضور العالمي المتنامي، وقيمة الجوائز المتضاعفة، والتقنيات الحديثة المستخدمة في التحكيم، تظل مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية منارة مضيئة في خدمة القرآن الكريم، وجسرًا للتواصل بين الشعوب تحت راية كلمة الله الخالدة، مع تشجيع الحفظة على مواصلة عطائهم المبارك ونشر رسالته السامية.

أخبار ذات صلة

 

شاركها.
اترك تعليقاً