كشفت دراسة عن حالة العافية النفسية في مكان العمل، الصادرة عن المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية للعام 2022، أن 82 % من المؤسسات لا تخصص ميزانية لدعم الصحة النفسية لدى موظفيها، وأظهرت الدراسة أن 37% فقط من الموظفين مستعدون للتحدث عن هذه المسائل مع زملائهم أو مديريهم أو فرق عمل الموارد البشرية، وهذه نسبة منخفضة، ويرى 57 % من الموظفين المشاركين في المسح أن الضغط العصبي في مكان العمل يؤثر على صحتهم النفسية. واحتمال تعرض النساء للضغط العصبي في مكان العمل أعلى بنسبة 12 % مقارنة بالرجال. وبيّنت الدراسة أن 57 % من الموظفين يتعرضون للضغط العصبي، و19 % من الموظفين يسعون إلى علاج مختص.

وأوضح رئيس قسم تطوير الذات بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل والمعالج النفسي المتخصص في العلاج المعرفي السلوكي الدكتور محمد أحمد الزهراني، لـ «عكاظ» أن تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل أصبح ضرورة ملحة لضمان تحسين الأداء والإنتاجية. وقال إن وعي القائد بأهمية الجوانب النفسية للعاملين يشكل عنصراً حاسماً في نجاح المؤسسات، مشدداً على ضرورة تأسيس وحدات دعم نفسي في الشركات الكبرى، خصوصاً تلك التي تتعامل مع الجمهور بشكل مباشر، لتحقيق استقرار نفسي للعاملين وتقديم أداء متميز.

وأضاف الزهراني أن القائد العادل هو الأساس في بناء بيئة عمل صحية، مشيراً إلى أن الذكاء الاجتماعي للقائد يسهم في إدارة العمل بفعالية ويحفز الإبداع. كما دعا إلى إدراج برامج توعوية وتدريبية في الخطط السنوية للشركات لتعزيز وعي الموظفين حول كيفية التعامل مع ضغوط العمل وتحسين جودة حياتهم.

وأشار إلى أن للكلمة أثراً بالغاً في نفوس الموظفين، موضحاً أن عبارات الشكر والتقدير لها تأثير إيجابي على الأداء، وتساهم في تعزيز الرضا والسعادة. ونصح القادة باستخدام هذه العبارات يومياً وتنظيم لقاءات تكريمية سنوية لتحفيز الموظفين.

وتحدث الزهراني عن وصمة العار المرتبطة بالاضطرابات النفسية، مبيّناً أن 75% من المرضى النفسيين في دول العالم الثالث لا يتلقون العلاج؛ بسبب الجهل أو الخوف من الوصمة، لكنه أشار إلى أن هذه الظاهرة بدأت بالانحسار بين الفئات المتعلمة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.