• المكيمي: الكويت بعد التحرير من الغزو العراقي الغاشم ولدت من جديد في إطار النظام الدولي ومفاهيم الأسرة الدولية والأمم المتحدة

استعرضت أستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت وأستاذة في الدراسات الروسية والأوراسية د.هيلة المكيمي تاريخ العلاقات الكويتية ـ الروسية وذلك في محاضرة ألقتها لطلبة وأساتذة الأكاديمية الديبلوماسية التابعة لوزارة خارجية روسيا.

وجاءت المحاضرة في إطار الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وسفارة الكويت لدى روسيا بالتعاون مع وزارتي الخارجية والثقافة في روسيا في الفترة من 17 حتى 24 الجاري لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.

وقالت د.المكيمي، في تصريح لـ «كونا»، إن العلاقات الكويتية ـ الروسية مهمة وممتدة، وقد تأسست رسميا في عام 1963 وتم تأكيدها عمليا عام 1964 في موسكو إذ تم توقيع أول اتفاقية ثنائية بشأن التعاون الاقتصادي والفني بين البلدين.

وبينت أن المحاضرة تأتي ضمن الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو والذي يشكل جزءا مهما من الديبلوماسية الثقافية، كما أنه يأتي في سياق احتفاء الكويت بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الكويتية ـ الروسية التي انطلقت منذ عام 1963.

وأكدت د.المكيمي خلال المحاضرة أن روسيا تلعب دورا محوريا في المنطقة وأن الكويت تسعى لتعميق التعاون معها في إطار رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي.

كما أكدت أن تبادل الزيارات الرسمية بين المسؤولين من الجانبين ساهم بشكل فعال في تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاق التعاون، مبينة أن الجانب الكويتي حريص على إحياء الزيارات للفهم المشترك.

واشارت إلى زيارة وزير الخارجية السابق الشيخ سالم العبدالله إلى روسيا في نوفمبر 2023، حيث عقد جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الروسي في سياق الاحتفاء بمرور التاريخ الطويل في العلاقات والتي شهدت عامها الـ 60 من القوة والمتانة والتعاون الوثيق.

وبينت ان الأسبوع الثقافي الكويتي في موسكو يأتي ليترجم اهم تلك المباحثات ما بين وزيري خارجية البلدين في تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.

واشارت إلى اهمية الاسبوع الثقافي الكويتي الذي يجمع ما بين الفن والثقافة والديبلوماسية ويأتي في سياق الديبلوماسية الثقافية التي تعتبر الذراع اليمنى للسياسة الخارجية الكويتية من أجل تحقيق مختلف الأهداف.

وعن العلاقات الكويتية ـ الروسية، قالت د.المكيمي انها تعود إلى فترة أبعد من ذلك تحديدا إلى البدايات الأولى للكويت في عهد الشيخ مبارك الكبير الحاكم المؤسس الذي أقام حوارا عميقا مع القناصلة الروس المتواجدين في المنطقة.

واعتبرت ذلك دليلا على الوعي المبكر للسياسيين الكويتيين وحكام الكويت بطبيعة الأسرة الدولية وتعقيداتها وأهمية بناء علاقات مع جميع القوى الدولية.

وقالت ان هذه الديبلوماسية تعكس قدم مفهوم الدولة الكويتية وتعكس استقلاليتها منذ بداياتها الأولى ويشهد على ذلك التاريخ الطويل بيننا وبين روسيا حينما نتحدث عن علاقة ممتدة منذ عام 1900 في عهد الشيخ مبارك الصباح ومن ثم دشنت العلاقات الديبلوماسية رسميا في عام 1963.

واضافت ان «الكويت بعد التحرير من الغزو العراقي الغاشم ولدت من جديد في اطار النظام الدولي ومفاهيم الأسرة الدولية والأمم المتحدة لذلك يعنينا الكثير عندما نتحدث عن روسيا كقوة دولية لديها حق النقض (الفيتو) وكونها احدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن».

وشهدت المحاضرة تفاعلا كبيرا من الطلبة مع د.هيلة المكيمي، حيث قدموا مداخلات متنوعة تعكس اهتمامهم بتعميق فهمهم للعلاقات الكويتية ـ الروسية.

وتناولت أسئلة الطلبة موضوعات مثل دور الكويت في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومستقبل التعاون بين الكويت وروسيا بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية.

وقد تفاعلت د.المكيمي مع استفسارات الطلبة بشكل موسع موضحة الأبعاد التاريخية والسياسية للعلاقات الكويتية ـ الروسية وأهمية تطوير التعاون بين البلدين في ظل التحديات الدولية الراهنة.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.