فرحان الشمري

دعت قوى سياسية إلى استمرار الصمود ومواجهة الكيان الصهيوني الذي يرتكب في غزة أفظع الجرائم، مشددة على ضرورة مقاطعة المنتجات التجارية التي تدعم الجيش الاسرائيلي.

وقال ممثلو القوى في الندوة التضامنية التي أقيمت في مقر المنبر الديمقراطي بعنوان «أوقفوا الإبادة الجماعية» إن الكيان الصهيوني المدعوم من قوى امبريالية ارتكب مجازر بشعة في حق الأطفال والنساء العزل، داعين إلى تفعيل الدورين الإعلامي والاقتصادي وايجاد بدائل للمنتجات الداعمة للكيان الصهيوني.

بدوره، قال رئيس الاتحاد الديمقراطي يوسف شموه «رغم أن اللغة العربية تتألف من 28 حرفا لكنني لم أجد ما يعبر عن غضبي وسخطي وحزني، موضحا أن الأحرف عجزت عن وصف بشاعة ودموية ما يحدث في فلسطين المحتلة.

وأكد شموه فشل ورداءة النظام العالمي الذي يريد فرض سيطرته وقبضته على العالم، لافتا إلى أن النظام الغربي أوجد مفهوم القرية الصغيرة بغرض تمرير أفكاره وثقافته وتبديد الثقافات الأخرى، ولكن السحر انقلب على الساحر، وهذه القرية الصغيرة أصبحت أهم سلاح في مواجهة الآلة الإعلامية الغربية.

وطالب شموه بأن نكون جزءا من المقاومة، فكل مجزرة يرتكبها الكيان الصهيوني يصاحبها نصر جديد، وقد أعلنت رفح عن عجز العدو الذي يستهدف العزل من النساء والأطفال، داعيا إلى الاستمرار في مشروع المقاطعة وهي اسلوب حياة وتبقى فلسطين حاضرة في أذهاننا.

إلى ذلك، قال ممثل الحركة الدستورية د.محمد المطر «تشرفت بتمثيل الحركة في ندوة القوى السياسية، فعنوان مجلة العربي «فلسطين إرادة لا تنكسر» يؤكد أن الكويتيين تجذرت عندهم القضية الفلسطينية، ولدينا موروث كبير يشي بأنها قضية أمة».

وذكر د.المطر «أن طوفان الأقصى غير مفاهيم كثيرة لدرجة أن دولا لم نكن نتوقعها اعترفت بفلسطين دولة مستقلة فضلا عن الحرص على وقف إطلاق النار، مشيرا إلى الجانب السلبي في المشهد وهو الحصار على وسائل التواصل الاجتماعي ومنع نشر أي دعم لأهل غزة، وقد انكشف أمر الحياد الغربي وبات أكذوبة لدرجة أنهم منعوا نشر بعض «البوستات» خشية تأثيرها على الرأي العام.

وثمن د.المطر موقف الجيل القادم الذي أبدى حرصه على مقاطعة المنتجات، ما يؤكد ديمومة القضية الفلسطينية واستمرارها، وأنها قضية الأجيال المتعاقبة، مؤكدا أن الفعاليات التي تقام لدعم القضية الفلسطينية مؤثرة ومهمة، مستغربا ممن يلبس الثوب الكويتي ويؤيد التطبيع، وهذا لا يمثل المجتمع انما هو شاذ ولا يوجد من يؤيده.

من جهته، قال ممثل التآلف الإسلامي مبارك النجادة: «سؤال مستحق يطرحه كثير ممن يدعو إلى التطبيع، إذ يرى أن مناصرة فلسطين أو غزة أمر مبالغ فيه وليس واقعا، ورغم آلاف الشهداء والضحايا والمفقودين وتدمير غزة تماما، لماذا نصر على أننا منتصرون، موضحا إذا أردنا أن نفهم النصر يجب أن نفهم المعركة أولا». وأوضح النجادة «تاريخيا، يقسم الصراع مع اسرائيل إلى مرحلتين، مرحلة التفوق الكبير لصالح اسرائيل في السلاح والاقتصاد والإعلام والدعم الدولي، ومرحلة بداية تآكل التفوق في الصراع وتحديدا منذ العام 1982 حين بدأت المقاومة المسلحة في جنوب لبنان تتكون، وتنقل خبراتها إلى فلسطين، وقبل هذه المرحلة كانت اسرائيل تعيش الأمان والاستقرار، ويقابل ذلك وهن عام لدى العرب والمسلمين وعدم إيمان بفكرة المقاومة، لافتا إلى أن اسرائيل ليس فيها عمق استراتيجي، وهي محصورة داخل محيط يرفضها تماما، ولذلك سميت بغدة سرطانية».

وأكد النجادة أن مثابرة وصبر وجهاد قوة محور المقاومة منذ تأسيسها في جنوب لبنان وحتى طوفان الأقصى هو الذي تسبب في تآكل الأمان والاستقرار لدى اسرائيل، مشددا على أن المعركة تستهدف إنهاء حالة الأمن الذي يعيشه الاسرائيليون، وتصدع المجتمع الاسرائيلي، وتنتهي بالنصر الحاسم، وهذا كلام الساسة الاسرائيليين الذين بدأوا يستشعرون فكرة عدم بقاء اسرائيل وزوالها الحتمي، وهذا السؤال بدأ جديا داخل اسرائيل، مبينا أن هذا درب النصر ونحن نسير في اتجاه النصر، والمطلوب الصمود والصبر.

وأشار إلى مناظر تبعث على العزة، وهي القتال من المسافة صفر، في غزة يواجهون العدو من هذه المسافة ويتسابقون على ذلك، ومن لم يستطع القتال من هذه المسافة، فإن الاعلام أثبت أنه المسافة صفر وله دور كبير في تغيير الرأي العالمي.

وفي السياق نفسه، قال أمين سر المنبر الديمقراطي مشعل الوزان: في البداية نقول السلام على فلسطين وشعبها ومقاومته، لا توجد كلمات تصف حجم المعاناة والمآسي والمجازر على مدى 240 يوما، والأرقام التي تخرج بناء على الإحصائيات، والمشاهد التي تبث تنقل جزءا من المعاناة لأنه من الصعب نقل المأساة والعدوان الذي طال أمده.

ودعا الوزان إلى «النظر للمعركة من جانب آخر، إلى النصر الذي تحقق، ويبدو أن حجم المعاناة والدمار الذي أصاب غزة حجب عنا الانتصارات التي تحققت، نحن منتصرون من 7 أكتوبر رغم التفوق العسكري والاستراتيجي للعدو، والمقاومة لاتزال تتصدى للعدوان في جميع المواقع». وأكد أن «الانتصارات تدفعنا نحو التحرير، وإن قمنا بقراءة المعركة ميدانيا، فسنتأكد أننا منتصرون، والعدو لم يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة، متداركا لكنه حقق هدفا واحدا – وهو غير معلن – وأعني تدمير غزة وهدم كل مناحي الحياة، فالضرب لم يكن عشوائيا كما يتردد، وإنما كان قصفا ممنهجا، لكنهم فوجئوا بصمود أهل غزة الذين أفشلوا مخطط تهجير أهل فلسطين».

من جهته، قال عضو المكتب السياسي في الحركة التقدمية عبدالعزيز بوراشد «رغم الإبادة الجماعية والجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين ودعم اسرائيل من قبل القوى الامبريالية إلا أن الصمود كان خيار أهلنا الذين فضلوا خيار المقاومة».

وإلى ذلك، قال أمين سر التجمع الوطني د.أحمد كرم «الآن وبعد مضي 240 يوما لاتزال المجازر مستمرة، وآخرها ما حدث في رفح والاعتداء على المخيمات التي يسكنها النساء والأطفال «فمتى تصحو الدول العربية والإسلامية وإلى متى هذا السكوت وعدد الشهداء بلغ نحو 40 ألف شهيد، فغزة تعلمنا كل يوم معنى العزة».

بدوره، قال ممثل تجمع العدالة والسلام علي قبازرد «هناك رسائل عدة أحملها والرسالة الأولى إلى الحكومة الكويتية وتحديدا إلى سمو رئيس الوزراء، خصوصا أنه على مدى العقود الماضية كانت فلسطين هي قضية الكويت الأولى، متمنيا أن يستمر الدعم للشعب الفلسطيني والشعب الكويتي يشد من أزر رئيس الوزراء في هذا الجانب». وأضاف «هناك رسالة إلى المنظمات الإنسانية، أين أنتم عن أهل غزة الذين لا يوجد لديهم مياه صالحة للشرب والشعب بأسره يعتمد على المساعدات، متسائلا ألا يوجد من هذه المنظمات من يقدم العون لهذا الشعب الأبي؟»، والرسالة الثالثة إلى الأمة الإسلامية مفادها «تأكدوا أن العدو يراهن على تشتتنا وانقسامنا وبرود الجمرة في قلب كل مواطن مسلم، وأختم برسالة إلى شعب غزة الصامد شكرا لكم من القلب».

من جانبه، قال الناشط السياسي علي نصير «لن أتكلم عن المآسي الإنسانية لأن الصورة أبلغ من الكلام، والكيان الصهيوني يحتل غالبية دول العالم وليس فلسطين فحسب، لأنه يحتل القرار في هذه الدول». وذكر نصير «نحن الآن في حرب مع الكيان الصهيوني، والفلسطينيون تسيدوا المواجهة المباشرة معه، ونحن دورنا في الجانب الإعلامي والجانب الاقتصادي، والشعب مطلوب منه المقاطعة والتجار عليهم مسؤولية أخرى».

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.