- ان يكون الأداء الوظيفي في الفترة المسائية يوافق الفترة الصباحية للاستفادة منه بالحد الأقصى
- ضرورة وضع خطط بديلة وإدارة للأزمات لمعالجة ما يظهر من نقاط ضعف خلال فترة التطبيق ووضع هيكل تنظيمي لضبط العمل
- اللواء مصطفى جمعة: لا توجد في الكويت طرق مصممة بطريقة تساعد على تنظيم حركة السير ولست متفائلاً بالدوام المسائي مرورياً
- 95 % من المركبات المسجلة لدى الإدارة العامة للمرور فردية خاصة والمشكلة المرورية لن تُحل إلا بالنقل الجماعي
- المقدم صالح المطيري: الدوام المسائي سيسهم في خفض الاختناقات المرورية ولدينا خطة لمواكبته
- نأمل من مرتادي الطرق الالتزام بالتعليمات المرورية ومنع استخدام الهاتف سيقلل من الحوادث البسيطة
- عباس عوض: نعمل بالدوام المسائي والورديات منذ زمن في القطاع النفطي وقد أثبت نجاحه وخلق فرص عمل جديدة
- في حال نجحت التجربة يجب ألا تُحصر بنسبة 30% لفتح المجال أمام أكبر عدد ممكن من الموظفين للاستفادة منها
- حمد الرويشد: نؤيد الدوام المسائي الاختياري فهو فرصة لحل مشكلة التكدس الوظيفي ومساعدة الموظف على العطاء
- 1700 من أصل 10 آلاف موظف إداري في «الصحة» سجّلوا في الدوام المسائي ومعظمهم من الشباب
- د.حسين دشتي: لا أتوقع النجاح المأمول من الدوام المسائي لأسباب عدة أبرزها المشكلة الأزلية بالتكدس في القطاع الحكومي
- إيجاد فريق عمل متخصص مهمته زيارة الوزارات لوضع الأهداف والوصف الوظيفي وطرق قياس أداء خاصة بالفترة المسائية
- د.سهام القبندي: المجتمع الكويتي «ليلي» ولن يؤثر عليه الدوام المسائي لانتهائه في الساعات الأولى من المساء
- سيُقبل الرجال والنساء على الدوام المسائي للميزات الموجودة فيه وهي الساعات الأربع وعدم وجود بصمة ثالثة
- د.منى القطان: الإنجاز ليس بالتوقيت.. فالإنسان القادر على العطاء سيعطي سواء كان يعمل صباحاً أو مساءً
- ضرورة نشر الوعي حول الدوام المسائي وتثقيف المجتمع بأهدافه وأن يكون في جميع الأحوال اختيارياً وليس إجبارياً
أدارت الندوة وأعدتها للنشر: دارين العلي
يعتبر الدوام المسائي، المقرر ان يتم البدء بالعمل به في 5 يناير المقبل، من القرارات التي اتخذتها الحكومة لإيجاد حل لعدد من القضايا العالقة، وأبرزها التكدس الوظيفي والبطالة المقنعة والازدحام المروري والتطوير الوظيفي وسرعة الانجاز وتقنين عدد المراجعين، بالاضافة إلى تعزيز الاقتصاد الوطني عبر زيادة ساعات العمل بما يتوافق مع ساعات العمل عالميا وفق اختلاف التوقيت.
وقد قام ديوان الخدمة المدنية بتنظيم العمل في الدوام المسائي وفق قرارات مجلس الوزراء بما يتناسب مع سير العمل، حيث لا تتجاوز قوة العمل في الفترة المسائية 30%، كما وضعت عدة لوائح منظمة للموظف الذي يختار العمل في الدوام المسائي الذي يمتد لمدة 4 ساعات ويبدأ في 3 عصر كل يوم من الاحد حتى الخميس.
وقال ديوان الخدمة المدنية ان هناك 300 الف موظف في مؤسسات الدولة، 90 ألفا منهم سيدشنون الخدمة المسائية الشهر المقبل وتستمر كفترة تجريبية لسبعة اشهر.
ولكن هناك عدة تساؤلات بدأت تطرح حول مدى اهمية هذا النظام وهل سيحقق فعلا الهدف المرجو منه؟ وما العقبات التي يمكن ان تخرج في وجه التطبيق؟ وهل سيسهم فعلا في وضع حد للازدحام المروري ام سيشكل ضغطا اضافيا على قطاع المرور؟ وهل سيشكل فعلا نقطة تحول للموظفين الذين يعانون من البطالة المقنعة لإبراز مواهبهم وفتح المجال أمامهم للتنمية والتطوير الوظيفي وتسريع الإنجاز؟
بعيدا عن هذا وذاك، ما اثر الدوام المسائي على المجتمع الذي يتمتع بعادات وتقاليد معينة يمكن ان تختفي أو تتأثر؟ وكذلك ما تأثيره على الأسرة وعلى الترابط الأسري؟ وكيف يمكن استغلاله لتعزيز التنمية الأسرية؟
«الأنباء» نظمت ندوة بعنوان «الدوام المسائي.. إيجابيات ومخاوف» تحدثت فيها نخبة من المتخصصين في مختلف المجالات، تناول كل منهم البحث في الموضوع في مجال تخصصه والخروج بتوصيات لعلها تساعد على تطبيق أمثل لهذا النظام، وفيما يلي تفاصيل الندوة:
الخطة المرورية
في البداية، أعرب مساعد مدير إدارة مرور الأحمدي في وزارة الداخلية المقدم صالح المطيري عن تفاؤله بأن يسهم الدوام المسائي في تخفيف الكثافة المرورية التي تعتبر نسبية فترة الذروة، سواء صباحا أو مساء، لافتا إلى ان انتقال المركبات سيقل نسبيا خلال الفترة الصباحية أما خلال الفترة المسائية فسيكون هناك انخفاض بسيط بعدد المركبات.
وأوضح أن فترة منتصف النهار ستشهد خروج الموظفين من الدوامات الصباحية ودخول موظفي الدوامات المسائية، وبالتالي فإن الطرقات ستشهد كثافة مرورية ولكنها لن تكون باتجاه واحد، أي ان تدفق المركبات لن يكون باتجاه واحد على الطرقات، وهذا سيعطي انسيابية اكبر في تسيير حركة المرور.
وقال ان وزارة الداخلية لديها خطة لمواكبة هذه التغيرات وفقا للدوام المسائي، مشيرا إلى ان الإدارة العامة للمرور متواجدة لتلقي البلاغات الخاصة بالاختناقات المرورية على مدار الساعة سواء سيارات المرور أو إدارة التحكم التابعة للإدارة العامة للمرور التي تقوم بمتابعة الاشارات المرورية وملاحقة الاختناقات عليها لإجراء اللازم، كما ان هناك خطة موضوعة لتعديل توقيتات الاشارات بما يتناسب مع حالة الطرقات.
وأكد ان إطالة وقت الذرة لتدفق السيارات على الطرقات بسبب تغير فترة الدوامات لن تشكل عبئا على قطاع المرور في ظل وجود خطة لدخول الموظفين وخروجهم، سواء في الدوام الصباحي أو المسائي أو لدخول الإسواق، وبالتالي فإن عمليات المرور ستستمر وفق هذه الخطة لمواكبة أي اختناقات أو كثافة مرورية حيث ان الإدارة العامة للمرور تضع في حساباتها جميع الافتراضات الممكنة الحصول وستتعامل معها كل وفق مقتضاه.
وأوصى بضرورة الالتزام من قبل مستخدمي الطرق بالقواعد وتعليمات رجال المرور، خصوصا ان هناك تفعيلا لقرارات وآليات جديدة للمخالفات المرورية، ومنها منع استخدام الهاتف الذي سيقلل من الحوادث البسيطة التي يعتبر 90% منها بسبب استخدام الهاتف اثناء القيادة، ما سيساعد على انسيابية اكبر في حركة المرور.
لست متفائلاً
بدوره، أعرب مدير عمليات المرور سابقا اللواء متقاعد مصطفى جمعة عن تشاؤمه من ان يؤدي الدوام المسائي الغرض المرجو منه بتقليل الاختناقات المرورية، بل سيؤدي ـ برأيه ـ إلى اصطدامات مباشرة وغير مباشرة على الطرقات بفعل تكرر استخدامها لفترات أطول خلال النهار.
ولفت إلى ان طوال فترة عمله في وزارة الداخلية التي استمرت لمدة 29 عاما كان يثير دائما مسألة عدم وجود طرق تساعد على تنظيم حركة السير على مختلف الطرق الدائرية أو الرئيسية المتعامدة، في ظل غياب التعديلات الهندسية الصحيحة عليها والتي تسهم في تحقيق السلاسة المرورية.
ولفت إلى ان الدوام المسائي لن يغير شيئا في الحركة المرورية، لأن المركبات التي سترتاد الطريق صباحا هي نفسها التي ستستخدم الطرق مجددا في الفترة المسائية، اذ ان هناك الكثير من أولياء الأمور ممن اختاروا العمل في الفترة المسائية سيوصلون ابناءهم إلى المدارس صباحا ويعيدونهم بعد الظهر ثم سيقصدون أعمالهم في الفترة المسائية.
وقال ان الدوام المسائي إلى الآن هو تجربة قابلة للنجاح أو الفشل، مشيرا إلى ان التجربة ـ برأيه الخاص ـ لن تنجح في تقليل الاختناقات المرورية لأن وسيلة النقل المعتمدة هي السيارات الخاصة، اذ ان الواقع يقول ان 95% من المركبات المسجلة لدى الإدارة العامة للمرور هي مركبات فردية خاصة وقليل جدا سيارات النقل العام والجماعي لشركات النقل العام التي تنقل العمالة، وبالتالي فالتوقعات تشير إلى ان الازدحام المروري مع تغير الدوامات لن يحل المشكلة انما سيكون هناك اصطدام مباشر وغير مباشر بسبب استمرار استخدام الطرق من قبل المركبات نفسها طوال مدة النهار، ما سيسهم في مضاعفة الجهود على قطاع المرور. وأكد ان تنظيم الحركة المرورية يحتاج إلى الكثير من الاجراءات، وأبرزها انجاز مشروع المترو وتنظيم الطرقات بشكل فني وهندسي يسهم بتنظيم حركة السير.
واوصى بضرورة اعتماد وسائل للنقل الجماعي وعدم الاقتصار على السيارات الخاصة وضرورة وجود المترو لإيجاد وسائل نقل جماعية تقلل الازدحام المروري، كما طالب بوضع هيكل تنظيمي معين لموظفي الدوام المسائي لضبط العمل واعطاء موظفي الدوام المسائي سلطة اضافية من خلال الهيكل التنظيمي لمساعدتهم على الانجاز.
وشدد على ضرورة الوضع في الاعتبار تأثير الدوام المسائي على زيادة الاستهلاك الكهربائي خاصة في ظل ما تعانيه البلاد من زيادة في الاستهلاك مع محدودية الإنتاج.
متفائلون بنجاح التجربة
بدوره، عبر رئيس الاتحاد العربي لعمال النفط رئيس نقابة موظفي النفط سابقا عباس عوض عن تفاؤله بنجاح هذه التجربة كفكرة جديدة على القطاع الحكومي، والتجربة خير برهان على مدى النجاح أو الفشل، لافتا إلى ان القطاع النفطي يعمل منذ زمن بنظام الورديات، وان هذا الامر غير جديد عليه، بل اكثر من ذلك حيث استحدث الدوام المسائي في القطاع الطبي التابع له في الصيدليات ومستشفى الأحمدي وقد شهد هذا الأمر نجاحا ملحوظا.
وأوضح ان الدوام المسائي في القطاع النفطي قد أسهم فتح المجال امام فرص عمل جديدة، كما أنه سمح للموظف بإنهاء أعماله الخاصة في الفترة الصباحية، وكذلك فتح المجال أمام عدد كبير من الموظفين الذين يعانون من مشاكل خاصة في الدوام الصباحي بإنجاز مهامهم الوظيفية في الفترة المسائية، وبالتالي عدم ترك وظائفهم لظروف خاصة تحكمهم خلال فترة الصباح.
وأعرب عن تفاؤله بحالة الطرقات، مشيدا بالخطط التي تضعها وزارة الداخلية في هذا الشأن، آملا ان يثبت الدوام المسائي نجاحا ملحوظا في شأن الاختناقات المرورية.
وأمل في حال نجاح التجربة بعد فترة الـ 7 أشهر أن يتم فتح المجال لنسبة أكبر من الموظفين للعمل المسائي وألا تقتصر على نسبة الـ30%، ما يفتح المجال أمام الموظفين لانهاء أعمالهم الخاصة خلال الفترة الصباحية أو المسائية.
وأوصى بضرورة ان يستمر الدوام المسائي اختياريا وليس اجباريا وان تتم زيادة مدة العمل لـ 6 ساعات بدلا من 4 ساعات للتمكن من تقييم التجربة.
نؤيد الدوام المسائي
من جهته، أكد سكرتير العلاقات الداخلية في اتحاد النقابات العمالية حمد الرويشد تأييد الموظفين لفتح المجال بالدوام المسائي الاختياري وذلك بسبب التكدس الوظيفي، اذ ان عددا كبيرا من الموظفين يعانون من البطالة في ظل زيادة عدد الموظفين في الإدارة الواحدة.
ولفت إلى ان هناك عددا كبيرا من الموظفين الشباب حديثي التعيين ليس لديهم أماكن في الوزارات التي يعملون فيها وبالتالي الدوام المسائي سيجد حلا للكثير من هؤلاء.
واوضح انه في وزارة الصحة التي يعمل فيها تقدم نحو 1700 موظف من اصل 10 آلاف موظف يعملون في القطاعات الادارية للعمل في الفترة المسائية، وهذا يدل على إقبال الموظفين على هذا الاجراء الذي سيسمح لهم بأداء مهامهم وفي الوقت نفسه ينهون واجباتهم وأمورهم الخاصة في الفترة الصباحية.
ولفت إلى ان الفئة العمرية التي تقبل على الدوام المسائي هم من الشباب، إذ يفضل من هم من الأكبر سنا الالتزام بالدوام الصباحي الذي اعتادوا عليه، مشيرا إلى ان هذا الأمر له سلبياته في ظل عدم توافر الخبرة اللازمة لحديثي التخرج، إلا انه يمكن القضاء على هذه السلبية مع اكتساب الخبرة اللازمة، مشيرا إلى ان التجربة ستحدد نجاح أو فشل هذا المشروع.
وشدد على ضرورة عدم الحكم على التجربة قبل ان تبدأ واعطاء الفرصة لتطبيق الدوام المسائي للنظر في السلبيات والإيجابيات.
سلبيات وإيجابيات
بدوره، قال عضو هيئة التدريس في جامعة الكويت قسم الإدارة والتسويق د.حسين دشتي ان للدوام المسائي سلبيات وإيجابيات، معربا عن توقعاته بعدم النجاح المأمول منه بسبب عدة أمور وأبرزها مشكلة القطاع الحكومي الأزلية وهي الزيادة الكبيرة في عدد الموظفين الحكوميين وعدم إقبالهم على القطاع الخاص، آملا ان تشكل خطوة الدوام المسائي حلا لهذا الأمر.
وطرح مسألة وجوب الاستعداد للدوام المسائي لاختلاف العمل الاداري بين الفترتين، إذ ان جميع متطلبات العملية الوظيفية موجودة صباحا لكنها غير مكتملة مساء بسبب اختيارية الدوام المسائي، وبالتالي عدم اكتمال العناصر الوظيفية وارد جدا ومعه اختلاف الوصف الوظيفي واختلاف عوامل قياس الأداء، وهنا سيغيب الإنجاز بسبب غياب كامل عناصر العملية الوظيفية.
أما فيما يخص إعطاء الوقت الكافي للموظف للإبداع والعطاء، فرأى ان فعلا هناك ايجابية بالدوام المسائي لإعطاء الموظف الأريحية باختيار توقيت الدوام، الا ان حقيقة أن يقبل على الدوام المسائي المستجدون في العمل يؤكد فرضية عدم اكتمال العملية الوظيفية، ناهيك عن تفضيل أرباب الأسر اختيار الفترة الصباحية للحفاظ على التواجد مع الأسرة بعد الظهر.
وشدد على مسألة التطوير الوظيفي التي تحتاج إلى دورات تدريبية وعادة ما تكون في الفترة الصباحية، وبالتالي يمكن ان يحرم موظف الساعات المسائية منها أو انه سيعمل طوال النهار صباحا في الدورات ومساء في مهامه الوظيفية.
وأوصى بضرورة ايجاد فريق عمل متخصص مهمته زيارة الوزارات لوضع الاهداف والوصف الوظيفي وطرق قياس اداء خاصة بالفترة المسائية، وتوضيح شروط القبول للعمل بالدوام المسائي وألا تقتصر على رغبة الموظف، بالاضافة إلى الحرص على وجود جميع العناصر الضرورية لإتمام المعاملات، وتنظيم الدورات التدريبية بما يتناسب مع توقيت الدوام المسائي.
التأثير على المجتمع
بدورها، أشادت استاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د.سهام القبندي بإيجاد قرارات فيها من المرونة ان تتيح لكل انسان اختيار ما يناسب ظروفه، لافتة إلى ان فكرة الدوام المسائي لم تأت بشكل عشوائي وانما بناء على وجود عدة تبعات موجودة في المجتمع تحتاج إلى حلول.
وأوضحت أن المجتمع الكويتي في تغير مستمر وطبيعة أغلب الأسر في الكويت ليلية بسبب الاجواء الحارة في البلاد، وبالتالي فترة المساء هي فترة الحركة في المجتمع الكويتي.
وأكدت وجوب التفريق بين الدوام المسائي الذي ينتهي عند الـ 7 مساء، ودوام الورديات الذي يتطلب البقاء في العمل في اوقات المساء أو حتى طوال الليل، وبالتالي فإن الدوام المسائي لن يؤثر على الحركة الاجتماعية أو اي عادات وتقاليد اجتماعية لقصر وقته ولانتهائه في ساعات المساء الأولى.
وحول الفئة التي ستقبل عليه، قالت انها ليست فقط من الرجال وانما من النساء ايضا للميزات الموجودة فيه وهي الـ 4 ساعات وعدم وجود بصمة ثالثة، كما ان هناك ميزة انه اختياري.
وأوضحت ان الدوام المسائي حاليا يخضع للتجربة التي يمكن ان تخرج عنها الإيجابيات والسلبيات، وبالتالي لا ينبغي الحكم على هذه التجربة دون ان نعيشها، مؤكدة ضرورة اعطاء كل الامكانات التي تساعد على دعم هذه التجربة لا إلغائها.
ولفتت إلى انه حاليا هناك مشكلة تعاني منها المرأة الكويتية المتزوجة حديثا ولديها اولاد صغار، وبما ان التنشئة الاجتماعية ذات طرفين ولا تقع على عاتق الزوج فقط فلا بد من ان المرأة ستعمل وستساعد في دعم الاسرة ماديا، والدوام المسائي سيسمح لها بذلك كونها ستهتم بأسرتها صباحا وتقوم بواجباتها الوظيفية مساء كتوزيع الادوار بين الزوجين.
وأكدت أهمية تنظيم بيئة العمل للاستفادة من زيادة توقيت الدوام وتقسيمه، وضرورة استغلال فرصة مرونة هذا النظام وتوعية المجتمع بأهمية هذا النظام في وسائل التواصل وعبر الإعلام والندوات.
التأثير على الأسرة
من جانبها، قالت امين سر الجمعية التطوعية د.منى القطان ان الدوام المسائي يمكن ان يكون حلا لمشكلة، كتوفير فرص وظيفية وتخفيف الازدحام في الشارع، ولكل امر جديد سلبيات وإيجابيات.
وشددت على ضرورة ان يكون هناك وعي عام بأن لكل انسان ادوارا ومسؤوليات في الحياة، فلا يمكن القول ان الام والزوجة لا يمكن ان تقوم بعملها الوظيفي، كما ان المرأة غير المتزوجة ليس لديها مسؤوليات، فالأمر خاضع لتنظيم الانسان لنفسه وإدارة شؤونه وأعماله في الحياة ضمن الوقت الموجود لديه.
وشددت على ان الانجاز لا يقتصر على موضوع الدوام الصباحي أو المسائي، فالانسان القادر على العطاء سيعطي سواء كان يعمل صباحا أو مساء ومن يجبر على العمل المسائي سيقوم بترتيب اولوياته والقيام بدوره في هذه الفترة المسائية، معربة عن اعتقادها ان الدوام المسائي لن يؤثر على الاسرة فيما لو تم ترتيب الوقت والتزام الكل بالقيام بدوره. اما من ناحية من سيقبل عليه بشكل اكبر، فأعربت عن اعتقادها ان يكون الرجل هو الاكثر اقبالا لأن المرأة الام تحتاج إلى الفترة المسائية لمتابعة شؤون اسرتها واولادها بينما الرجل يحتاج الى الفترة الصباحية لتخليص معاملاته وشؤونه الخاصة، كما ان الامر يخضع لطبيعة كل انسان، فهناك من يفضل النوم صباحا، وبالتالي فالدوام المسائي مناسب له، وهناك من يفضلون الفترة الصباحية للقيام بمهامهم الوظيفية وهذا يتناسب مع اختيارية الدوام المسائي.
واوصت بضرورة نشر الوعي حول الدوام المسائي وتثقيف المجتمع بأهدافه وان يكون في جميع الاحوال اختياريا وليس اجباريا، مؤكدة وجوب ان يكون الاداء الوظيفي في الفترة المسائية متوافقا مع الفترة الصباحية للاستفادة منه بالحد الأقصى وكذلك وضع خطط بديلة وإدارة للأزمات لمعالجة نقاط الضعف التي قد تظهر خلال فترة التطبيق.
من أجواء الندوة
الاستهلاك الكهربائي
تخلل الندوة بحث القضايا الخلافية والتبعات الخاصة لتطبيق الدوام المسائي، وأبرزها الاستهلاك الكهربائي الذي يمكن أن يتزايد ويشكل عبئا على الشبكة الكهربائية.
إعادة تقييم
طالب الحضور بندوة ثانية بعد تطبيق التجربة لتقييمها وللوقوف على السلبيات والإيجابيات الخاصة بها لمحاولة المساعدة في معالجتها.
شكر خاص
«الأنباء» تتقدم بالشكر الخاص إلى كل من شارك في الندوة وتلبية الدعوة وكل من أسهم في إنجاحها كأحد أساليب التوعية بهذا القرار المستجد.
الحضور
حضر الندوة نائب رئيس التحرير عدنان خليفة الراشد، ومستشار الإدارة العامة يوسف عبدالرحمن، ومدير التحرير محمد بسام الحسيني، ونائب مدير التحرير حسين الرمضان.
أهم التوصيات
٭ ضرورة الالتزام من قبل مستخدمي الطرق بالقواعد وتعليمات رجال المرور والتقيد بالخطة المرورية وتجنب المخالفات.
٭ اعتماد وسائل للنقل الجماعي وعدم الاقتصار على السيارات الخاصة وضرورة وجود المترو.
٭ وضع هيكل تنظيمي معين لموظفي الدوام المسائي لضبط العمل.
٭ إعطاء موظفي الدوام المسائي سلطة اضافية من خلال الهيكل التنظيمي لمساعدتهم على الإنجاز.
٭ الوضع في الاعتبار تأثير الدوام المسائي على زيادة الاستهلاك الكهربائي خاصة في ظل ما تعانيه البلاد من زيادة في الاستهلاك مع محدودية الإنتاج.
٭ ضرورة ان يستمر الدوام المسائي اختياريا وزيادة مدة العمل لـ 6 ساعات بدلا من 4 ساعات للتمكن من تقييم التجربة وحسن العمل.
٭ عدم الحكم على التجربة قبل ان تبدأ وإعطاء الفرصة لتطبيق الدوام المسائي للنظر في السلبيات والإيجابيات.
٭ إيجاد فريق عمل متخصص مهمته زيارة الوزارات لوضع الاهداف والوصف الوظيفي وطرق قياس اداء خاصة بالفترة المسائية.
٭ توضيح شروط القبول للعمل بالدوام المسائي وألا تقتصر على رغبة الموظف.
٭ الحرص على وجود جميع العناصر الضرورية لإتمام المعاملات.
٭ الحرص على تنظيم الدورات التدريبية بما يتناسب مع توقيت الدوام المسائي.
٭ تنظيم بيئة العمل للاستفادة من زيادة توقيت الدوام وتقسيمه.
٭ استغلال فرصة مرونة هذا النظام وتوعية المجتمع بأهمية هذا النظام في وسائل التواصل وعبر الإعلام والندوات.
٭ وجوب ان يكون الأداء الوظيفي في الفترة المسائية يوافق الفترة الصباحية للاستفادة منه بالحد الأقصى.
٭ وضع خطط بديلة وإدارة للأزمات لمعالجة نقاط الضعف التي قد تظهر خلال فترة التطبيق.