أسامة دياب
بحضور نائب وزير الخارجية الشيخ جراح الجابر وحشد من رؤساء البعثات الديبلوماسية، أقامت سفارة فرنسا لدى البلاد حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني الفرنسي «يوم الباستيل».
وخلال الحفل، أكد السفير الفرنسي لدى البلاد أوليفييه غوفان عمق ومتانة العلاقات بين فرنسا والكويت، مشيدا بالزيارة الرسمية لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى باريس، والتي وصفها بأنها «محطة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية».
وأعرب غوفان عن سعادته وحرمه باستقبال الضيوف بهذه المناسبة، قائلا: يشرفني أنا وزوجتي أن نرحب بكم للاحتفال بعيد «الباستيل» في لحظة استثنائية، إذ يصادف هذا الاحتفال زيارة صاحب السمو إلى فرنسا، حيث استقبل في العرض العسكري على جادة الشانزليزيه تلتها مأدبة غداء أقامها الرئيس إيمانويل ماكرون، مبينا أن الزيارة تمثل علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين منذ 65 عاما، مؤكدا أن «فرنسا والكويت ترتبطان بتحالف تاريخي قائم على الثقة والاحترام المتبادل».
وأشار إلى أن التعاون السياسي شهد دفعة قوية خلال العام الماضي، لاسيما مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي للكويت في أبريل الماضي، لتعزيز التنسيق حول الأزمات الإقليمية، في وقت تتولى فيه الكويت رئاسة مجلس التعاون الخليجي، كما أن البلدين تتشاركان الالتزام بالتعددية والسلام والتضامن الدولي، ويسعدنا أن نعمل معا على مشاريع تنموية وإنسانية، تعكس التزام الكويت الإنساني النموذجي.
وفيما يتعلق بالتعاون العسكري، لفت إلى أن فرنسا كانت حليفا ثابتا للكويت منذ الاحتلال العراقي، حيث قاتلت الجيوش جنبا إلى جنب في حرب التحرير، وكانت اتفاقية عام 1992 أول اتفاقية دفاعية وقعتها باريس في الخليج، كما أن التدريبات المشتركة مثل «لؤلؤة الغرب» و«نسيم العرب» تجسد حيوية التعاون الدفاعي بين البلدين، مشيدا ببرامج التدريب التي تلقاها الضباط الكويتيون في فرنسا.
وفي الشق الاقتصادي، لفت غوفان إلى تنامي اهتمام الشركات الفرنسية بالاستثمار في الكويت في ضوء رؤية «كويت 2035»، لاسيما في مجالات النقل والطاقة المستدامة والمدن الذكية والصحة، مرحبا بتزايد اهتمام المستثمرين الكويتيين بفرص التطوير في فرنسا، خصوصا في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، مؤكدا أن فرنسا أصبحت الوجهة الأولى للاستثمار الأجنبي في أوروبا، وتظل الوجهة الأولى للسياحة الكويتية ضمن منطقة الشنغن، مشيدا بالمجتمع الفرانكوفوني النشط في البلاد.
كما أشاد السفير بمبادرات تعزيز العلاقات الأكاديمية، من خلال تأسيس جمعية «السوربون» برعاية الشيخ أحمد الناصر والتي ستوفر منصة للتبادل بين الطلبة والباحثين والأساتذة، معربا عن تطلعه إلى زيادة عدد الطلاب الكويتيين في فرنسا، خاصة في تخصصات الابتكار مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والهندسة والإدارة.
وفي إطار التعاون الثقافي والبحثي، أشار إلى أن المركز الفرنسي للأبحاث في شبه الجزيرة العربية ومقره الكويت، يلعب دورا محوريا في دعم الدراسات التراثية والأثرية، معربا عن فخره بزيارة جزيرة فيلكا مؤخرا برفقة بعثة أثرية فرنسية كويتية مشتركة.
وفي رسالة وجهها إلى أبناء الجالية الفرنسية، عبر غوفان عن اعتزازه بالحيوية والالتزام الذي يبديه أفراد الجالية، قائلا: كل منكم بطريقته، يعزز حضور فرنسا في الكويت من الطهاة والمهندسين والمعلمين إلى الأطباء والمبادرين والمستشارين، أنتم مصدر فخر لوطنكم، وركيزة العلاقة الممتازة بين بلدينا، وشكر جميع من يضطلعون بأدوار مجتمعية، سواء كأعضاء في الجمعيات أو المنتخبين أو القادة الاجتماعيين، مشيدا بتفاني فريق السفارة.