• السفير شلتوت: ثورة 23 يوليو استطاعت أن تؤسس الجمهورية الأولى لدولتنا وتغير وجه الحياة بشكل جذري ليس فقط في مصر بل في المنطقة بأسرها
  • إسهامات ملهمة لثورة يوليو في الحركة العالمية لإنهاء الاستعمار وترسيخ حق الشعوب في تقرير مصيرها
  • نثمّن حرص قيادة وحكومة وشعب الكويت الشقيق الدائم على دعم أواصر المودة والمحبة بين البلدين

أسامة أبو السعود

وصف وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الاسرة والطفولة الشيخ فراس السعود العلاقات الكويتية ـ المصرية بأنها علاقات متميزة ومتجذرة. وأكد الوزير في تصريح للصحافيين عقب مشاركته بالحفل الذي أقامته سفارة جمهورية مصر العربية لدى البلاد أمس بمناسبة الذكرى الـ71 لثورة 23 يوليو المصرية حرص الكويت قيادة وشعبا على مشاركة مصر أفراحها بهذه المناسبة، مشيدا بعمق ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين.

وتابع الشيح فراس السعود: «نتمنى لجمهورية مصر العربية التقدم والرخاء والازدهار الدائم».

وعن الزيارات بين مسؤولي البلدين، قال الوزير: «اكيد الزيارات مستمرة ومتواصلة بين المسؤولين في البلدين الشقيقين».

نموذج للتعاون

من جانبه، أشاد السفير المصري لدى الكويت أسامة شلتوت في تصريح مماثل بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين باعتبارها نموذجا للتعاون والعلاقة بين الأشقاء. وقال السفير شلتوت: «إن جسور المحبة والأخوة بين الشعبين والقيادة السياسية في كلا البلدين ممتدة على مر التاريخ، وهي على تواصل دائم ووفاق وتشمل جميع المجالات».

وأعرب عن الشكر لحكومة الكويت وشعبها الكريم على دعمهم المستمر ورعاية الجالية المصرية في البلاد.

وكان السفير شلتوت قد ألقى كلمة خلال الحفل، رحب فيها بوزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الاسرة والطفولة الشيخ فراس السعود وبالحضور الديبلوماسي وابناء الجالية المصرية والاشقاء الكويتيين، قائلا: «أهلا وسهلا بكم في حفلنا اليوم بمناسبة احتفال مصر بالعيد الوطني، الذكرى الـ 71 لثورة يوليو المجيدة التي مثلت تتويجا لنضال طويل، قاده الشعب المصري، دفاعا عن حقه في وطن مرفوع الرأس.

وتابع السفير شلتوت: استطاعت تلك الثورة، أن تؤسس الجمهورية الأولى لدولتنا، وتغير وجه الحياة، بشكل جذري ليس فقط في مصر، بل في المنطقة بأسرها وكانت لها إسهامات ملهمة في الحركة العالمية لإنهاء الاستعمار، وترسيخ حق الشعوب في تقرير مصيرها، حيث تغيرت الخريطة الدولية، وارتفعت رايات الحرية والاستقلال، فوق معظم الدول العربية والأفريقية.

تواكب الاحتفالات

واضاف السفير: تتواكب احتفالات هذا العام باحتفالات الامة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك، وبحج المسلمين لبيت الله الحرام في ثوبهم الأبيض يدعون الله بالأمن والسلام واحترام الأديان والكتب السماوية.

مشهد تاريخي

وشدد شلتوت على ان ذكرى ثورة يوليو، عيد مصر الوطني، تأتي بعد أيام من ذكرى ثورة 30 يونيو سطرها جيل اليوم عندما خرج بحشود في مشهد تاريخي ليرسم بإراداته مسيرته ومصيره، فكانت انتصارا لهويته الوطنية المتجذرة، ليؤكد على استقلال الدولة ومؤسساتها من سيطرة مجموعة تسعى باسم الدين لفرض عقيدة على المصريين الذي عرف عنهم الاعتدال والوسطية وحب الآخرين باختلاف ثقافاتهم وعقيدتهم واحترام الأديان.

الجمهورية الجديدة

وتابع السفير: أسست ثورة 30 يونيو لمنظومة طموحة تسعى لترسيخ مفهوم الدولة الحديثة، أطلقنا عليها اسم «الجمهورية الجديدة»، فبدأت تلك الثورة بالبنية التحتية التي طالت كل ربوع مصر، ولعل من زار منكم مصر مؤخرا شهد عليها بنفسه وأشاد بها.

وأوضح شلتوت ان مصر استطاعت تحقيق الكثير في فترة زمنية قياسية من بناء وتشييد في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد بداية من الجائحة التي عبرتها بها بنجاح والحمد لله، بالإضافة لعدم استقرار ونزاعات دولية وإقليمية أثرت علينا جميعا، خاصة في مجال الامن الغذائي، وسلاسل الامداد، ومكافحة الإرهاب.

وأضاف السفير: وبالرغم من ذلك رصفنا أكثر من 10 آلاف كيلو من الطرق الجديدة ورفعنا كفاءة 40 ألف كيلو أخرى، وبنينا 14 مدينة ذكية، وأكثر من 60 مجتمعا عمرانيا جديدا، بالإضافة إلى مشروعات استراتيجية عملاقة مثل المنطقة اللوجستية لقناة السويس، وزراعة مليون ونصف مليون فدان، وتطوير اكثر من 6 موانئ بعد توسعة محور قناة السويس، وجعل مصر منطقة إقليمية لتصدير الطاقة لدول الجوار، وبناء المدن الصناعية مثل مدينة الأثاث والجلود والنسيج، وافتتاح اكبر متحف كبير في مصر قريبا في ظل وصول عدد السياح هذا العام لحوالي 15 مليون سائح، وغيرها من إنجازات لا يمكن حصرها في بضع دقائق او حتى ساعات. مصر يا سادة اختارت السلام، لتبني وتعمر في ظل ظروف دولية صعبة لا تخفى عليكم.

وأضاف السفير شلتوت: قدمت مصر نموذجا حقيقيا للسلام والبناء يُحتذى، فعلى سبيل المثال لا الحصر قدمت رؤية جديدة طموحة تأخذ بعين الاعتبار طموحات الدول النامية خلال مؤتمر تغير المناخ COP27 بشرم الشيخ وكذلك وضعت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الانسان بما فيها من خريطة واضحة تحدد مسؤولية الدولة والمجتمع المدني والافراد في كل مناحي المفهوم المتكامل لحقوق الإنسان.

مستقبل مصر

واستطرد شلتوت: وقد شهدت مصر تقدما كبيرا منذ اطلاق تلك الاستراتيجية عام 2021 وأدعوكم اليوم للاطلاع عليها وعلى الخطوات التنفيذية المتصلة بها، إضافة لإطلاقنا لحوار وطني شامل ومتكامل بهدف ادماج كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لاستكمال مسيرة البناء التي يتولاها شباب هذا البلد الذين هم مستقبل مصر، فضلا عن مخرجات المؤتمر الاقتصادي الوطني الذي أفضى إلى وثيقة ملكية الدولة والرخصة الذهبية للمشروعات الاستراتيجية.

تقدير الكويت

واضاف قائلا: أكرر شكري وتقديري وعرفاني لحكومة وشعب الكويت الشقيقة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد على حفاوة استقبالهم أبناء الجالية المصرية التي اعتز بإسهامهم وتمثيلهم المشرف، وأثمن حرص قيادة وحكومة وشعب الكويت الشقيق الدائم والمتواصل لدعم أواصر المودة والمحبة بين مصر والكويت، والتي دوما ما أحب أن اصفها بالعبارة التي يستخدمها المسؤولون الكويتيون «العلاقة المتجذرة». إنها علاقة مودة ومصاهرة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، فهي علاقات استراتيجية وأمن قومي للبلدين الشقيقين، داعيا الله عز وجل أن يحفظ الكويت شعبا وحكومة وقيادة، دولة الإنسانية صمام أمن وأمان عربي ومحبه للسلام وتسعى لترسيخه ليس في المنطقة فحسب وانما في العالم وتسهم بدورها الإنساني الكبير في مختلفة بقاع العالم.

شكرا للجميع

وختم السفير شلتوت كلمته بالقول: أشكر كل زملائي بالبعثة الديبلوماسية الذين لم يدخروا جهدا لرعاية المصالح المصرية وتوطيد العلاقات المصرية ـ الكويتية، وأشكر شريكة حياتي ورفيقة دربي غادة التي استطاعت تحقيق الكثير لإثراء وتدعيم هذه العلاقة الكويتية ـ المصرية المتجذرة التي تعد بالنسبة لي نموذجا حقيقيا للتعاون الثنائي الذي يحتذى.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.