أكدت الجمعية الكويتية لحماية البيئة أن «المياه في الكويت، على قلتها، تشكل عصب الحياة الطبيعية، وتلعب دورا محوريا في الحفاظ على التنوع البيئي، خاصة الطيور»، مشيرة إلى أن «المياه الجوفية، والأمطار، ومشاريع الصرف الصحي ليست مجرد موارد بشرية، بل هي شريان حياة تستفيد منه الطيور المقيمة والمهاجرة على حد سواء، ومن هنا تبرز أهمية المحافظة على هذه الموارد وتنميتها من أجل استمرار توازن الطبيعة ودعم الحياة البرية في الكويت».

جاء ذلك في تصريح صحافي لعضو فريق رصد وحماية الطيور بالجمعية أحمد الشواف، في معرض حديثه حول «المياه والطيور في الكويت: علاقة حياة وتكاثر»، مضيفا أن «المياه تعد من أهم مصادر الحياة لجميع الكائنات الحية، فهي الأساس الذي تقوم عليه النظم البيئية».

وأوضح الشواف «في الكويت، التي تتميز بمناخها الصحراوي القاسي وندرة الأمطار، تكتسب المياه أهمية خاصة في دعم الحياة البرية، خصوصا الطيور المقيمة والمهاجرة، فالمياه الجوفية، والأمطار الموسمية، وحتى مشاريع الصرف الصحي المعالجة، كلها تشكل مصادر مهمة لبقاء الطيور وتكاثرها».

وذكر «رغم محدودية الموارد المائية في الكويت، فإنها تلعب دورا رئيسيا في استقطاب الطيور، سواء المقيمة أو المهاجرة»، لافتا إلى أن «المياه الجوفية تعد من المصادر القديمة التي أعتمد عليها الإنسان والطبيعة في الكويت، وبعض الواحات والمزارع التي تروى من هذه المياه توفر بيئة غذائية ومائية للطيور، فهي تشكل نقاط استراحات مهمة». ولفت إلى أن «الأمطار، رغم قلتها، فإن الأمطار الموسمية تنشئ تجمعات مائية مؤقتة في البراري، مما يوفر للطيور المهاجرة محطات شرب وغذاء في رحلاتها الطويلة بين الشمال والجنوب، كما تساعد هذه البرك على جذب الحشرات والنباتات التي تعتبر غذاء أساسيا لبعض الأنواع».

وحول مياه الصرف الصحي المعالج وعلاقته بالطيور، قال أحمد الشواف «يمثل أحد الحلول الحديثة لمشكلة ندرة المياه، حيث يستخدم في إنشاء بحيرات صناعية ومحميات مثل «جسر جابر» و«محميات الجهراء»، التي أصبحت بيئة غنية للطيور المقيمة مثل البلابل واليمام، وأيضا محطة جذب للطيور المهاجرة مثل الفلامنغو والبط البري».

وختم الشواف، حديثه قائلا «هذه المصادر المائية تؤثر بشكل مباشر على تكاثر الطيور، فوجود الماء يعني وفرة الغذاء والأمان، وهو ما يشجع الطيور على بناء أعشاشها والبقاء لفترات أطول، لذا نجد أن بعض الطيور المهاجرة قد تتحول مع الوقت إلى طيور شبه مقيمة بسبب توافر المياه والغطاء النباتي مثل الزقزاق الهندي في محمية الصليبية».

شاركها.
اترك تعليقاً