أكد رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الانسان السفير طلال المطيري أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة من قطع إمدادات الغذاء «جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان»، مشددا على أن أي عرقلة للتمتع بالحق في الغذاء هي «جريمة نكراء».
جاء ذلك في كلمة للسفير المطيري في الاحتفالية التي نظمها المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر بمناسبة اليوم العربي لحقوق الإنسان 2025 بالتعاون مع لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان التابعة لجامعة الدول العربية تحت شعار «الحق في الغذاء».
وأشار المطيري إلى أن «استمرار الاحتلال في هذا الجرم يدمر المنظومة الدولية لحقوق الإنسان التي شاركنا في تشييدها على مدار العقود»، مؤكدا أن عدم تحرك المجتمع الدولي لعلاج ما يحدث سيتسبب في شرخ المنظومة الدولية ومؤسساتها و«لن نتمكن من حصر مآلاته على المدى القريب».
وقال إن الحق في الغذاء ليس منفصلا عن بقية حقوق الإنسان بل هو مرتبط ارتباطا وثيقا بالحق في الحياة والحق في الصحة والحق في التنمية «فلا كرامة لإنسان وهو يعاني الجوع، ولا يمكن لأي مجتمع أن يحقق التقدم والاستقرار دون أن يضمن لجميع أفراده الأمن الغذائي».
وأوضح أن أوضاع حقوق الإنسان في المنطقة العربية تتطلب من الجميع استلهام الميثاق العربي لحقوق الإنسان ليس فقط كنص قانوني بل كإطار مرجعي يعكس التزاما قانونيا وأخلاقيا تجاه قضايا حقوق الإنسان باعتباره الوثيقة الحقوقية الإقليمية الأهم التي تجمع بين الالتزامات القانونية للدول العربية وتطلعات الشعوب نحو تحقيق العدالة والمساواة.
وأضاف المطيري أن اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان تواصل العمل على دعم الدول الأعضاء في تنفيذ التزاماتها الحقوقية وتعزيز الأطر القانونية التي تكفل هذا الحق الأساسي.
ودعا في هذا الصدد الدول التي لم تصدق بعد على الميثاق العربي لحقوق الإنسان الى الانضمام إليه ليكون مظلة جامعة تضمن حقوق الإنسان بمفهومها الشامل.
وجدد التزام اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بالعمل جنبا إلى جنب مع الدول الأعضاء وجميع الجهات الفاعلة لضمان أن يصبح الحق في الغذاء حقيقة ملموسة في العالم العربي، وفي المقدمة للشعب الفلسطيني في غزة.
ولفت إلى «السنوات الأخيرة شهدت تزايدا في معدلات انعدام الأمن الغذائي في العديد من الدول العربية مما يضع على عاتقنا مسؤولية مضاعفة الجهود لضمان توافر الغذاء الكافي والمغذي للجميع» مبرزا أهمية تعزيز التعاون العربي في هذا المجال وتفعيل الاستراتيجيات الإقليمية التي تضمن تحقيق الأمن الغذائي.
وأكد السفير المطيري أن الميثاق العربي لحقوق الإنسان يقوم بدور محوري في تعزيز حقوق الإنسان في المنطقة، مبينا أنه يوفر إطارا قانونيا وعمليا لضمان احترام حقوق الإنسان ويسهم في تعزيز الشفافية والمحاسبة.
وأضاف أنه ومن خلال التوصيات والملاحظات التي تقدمها اللجنة «نسعى إلى مساعدة الدول الأطراف على تحسين أوضاعها الحقوقية والوفاء بالتزاماتها الدولية والإقليمية»، مشيرا إلى أهمية التعاون بين الدول الأعضاء في تنفيذ الميثاق.
وشدد على أن حقوق الإنسان ليست مسؤولية فردية، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود لتحقيقها، مضيفا أن فلسفة اختيار اليوم العربي لحقوق الإنسان في 16 مارس من كل عام بأنه تاريخ دخول الميثاق العربي لحقوق الإنسان حيز النفاذ.
وذكر المطيري أن شعار العام 2025 «الحق في الغذاء» جاء ليذكر بأحد الحقوق الأساسية التي يجب أن يتمتع بها كل إنسان وهو الحق في العيش بكرامة دون أن يعاني من الجوع أو نقص الغذاء.
