على مدى نحو قرنين ونصف من الزمان تبادلت الكويت وبريطانيا زيارات الصداقة والرسميـــــة والديبلوماسية التي كان لها الأثر الكبير على الأحداث العالمية والإقليمية وبشكل خاص العلاقات المميزة التي تجمع البلدين الصديقين.

جاء ذلك في محاضــرة بعنوان «محطات تاريخية كويتية بريطانية» قدمها الباحث في العلاقات الكويتية البريطانية عيسى الدشتي باحتضان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مكتبة الكويت الوطنية وتعتبر الفعالية التاسعة للمجلس بمناسبة مرور 125 عاما على الشراكة الكويتية البريطانية.

واستهل دشتي السرد التاريخي في الندوة التي حضرها القائم بأعمال السفارة البريطانية لدى الكويت ستيوارد سمرز والأمين العام للمجلس الوطني د.محمد الجسار والعديد من المهتمين بقوله ان العلاقات بدأت في عام 1775 بعد ان بدء تغيير خط البريد ليحط في الكويت بدلا من البصرة والزبير وانتقال مكتب شركة الهند الشرقية إلى الكويت بعد ظروف سياسية أحاطت بالمنطقة.

وذكر ان مسيرة 125 عاما من الشراكة الكويتية البريطانية تعود للاتفاقية الثانية التي أبرمت بين الطرفين عام 1889 والتي نظمت العلاقات الثنائية المشتركة في مجالات عدة لاسيما السياسية.

وركز المحاضر الذي استخدم مواد صورية ومقاطع نادرة مسجلة على الزيارات الرسمية التي تبادلها الطرفان على مر السنين شارحا أهمية بعض تلك المواد الإعلامية والأرشيفية منها الزيارات الرسمية في خمسينيات القرن الماضي التي أدت إلى استقلال الكويت في عام 1961 وتناول أيضا أول زيارة رسمية للملكة إليزابيث الثانية إلى الكويت عام 1979 والأبعاد السياسية التي خلفتها تلك الزيارة.

وتوقف دشتي عند صورتين للأميرين الراحلين الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراهما أثناء زيارتهما العاصمة البريطانية لندن إبان الغزو العراقي الغاشم على الكويت عام 1990 وهما يبتسمان إلى جانب رئيسة وزراء بريطانيا آنذاك مارغريت تاتشرحيث تصدرت الصورتان الصحف العالمية وبعثت روح الأمل لتحرير الكويت القريب إلى الشعب الكويتي والعالم.

وشرح النتائج الإيجابية التي خلفتها الزيارات الرسمية المتبادلة الأخرى والتي أثمرت عن توقيع العديد من اتفاقيات تعاونية في العديد من المجالات، لاسيما الثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها بما يعكس اهتمام الطرفين بتكثيف العلاقات وزيادة وتيرة التعاون.

كما تطرق دشــتي لزيارات أخرى كان لها رسائل ديبلوماسية واضحة وصلبة منها تقديم الملك تشالز الثالث (عندما كان أميرا لويلز) واجب العزاء في الكويت بالأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، في عام 2020 والأثر العميق الذي تركته تلك الزيارة.

وأيضا تقديم صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد عندما كان وليا للعهد واجب العزاء للملك تشالز الثالث بوفاة الملكة إليزابيث الثانية في عام 2022.

وأشار كذلك إلى الزيارات العديدة التي قام بها حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد في الأعوام القليلة السابقة وما كان لها من أثر طيب على ازدهار العلاقات التاريخية الثنائية.

وعرض في المحاضرة عدة مقاطع تصويرية تاريخية مهمة تعرض لأول مرة وتوثق زيارات من الطرفين خصوصا الزيارات الرسمية الكويتية لبريطانيا، مبينا ان هذه المواد تمت أرشفتها رقميا في مكتبة الكويت الوطنية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.