• الدعوة لتصوّر شامل وخطة وطنية لرسم رؤية علمية متكاملة للتعامل مع ملف كبار السن وواقع مرضى الخرف «الذاكرة» و«ألزهايمر» في الكويت ومعرفة أين نحن وأين نقف في هذا الملف
  • أول كتيب توعوي لفوزية أبل خاص بمرض ألزهايمر صدر عام 2011 مدفوعاً بحماس قوي وإحساس بالمسؤولية المعنوية بلغة بسيطة جذابة هادفة لتوعية القارئ العادي بالمرض وأهميته داخل الكويت
  • زيارة دول خليجية وعربية وأوروبية ولقاء متخصصين من خارج الكويت وجمع الآراء المختلفة والتعرف على تجاربهم لتوسيع نطاق معرفة المشاريع والدراسات وتدوين التجارب الناجحة في هذا المجال
  • الكتاب بمنزلة رصد حقيقي ومرجع علمي موثوق يستند إلى آراء ذوي الخبرات والمختصين ليكون في متناول القطاعات الطبية والجهات المعنية في البلاد
  • رحلة استقصاء استمرت سنوات قدمت خلالها أبل إصدارات تستزيد منها المكتبة الكويتية خصوصاً العربية عموماً

استمرارا لجهودها في التوعية بمرض «ألزهايمر» وحرصها على متابعة كل جديد متعلق به لتضعه بين أيدي المهتمين من المتخصصين والأهالي، قدمت الكاتبة الصحافية والباحثة الاستقصائية فوزية أبل إصدارها الخامس من كتابها التوعوي التوجيهي الخاص لأهالي مرضى ألزهايمر ومقدمي الرعاية، والمهتمين في نسخة جديدة ومنقحة، وقد حمل الإصدار عنوان «الخرف.. ألزهايمر.. رحلة الرعاية وتحسين الحياة.. وصمة العار إلى الوعي.. وقائع تجربة صحافية.. استقصاء صحافي ميداني»، حيث حرصت الكاتبة على تجديد حملتها التوعوية من خلال الكتابة بأسلوب إعلامي مهني متكامل لتصل المعلومة للقراء بكل سهولة، وذلك من خلال النسخة الجديدة من الكتاب الصادرة في (يناير 2025)، والتي واكبها الإصدار السادس للكاتبة، والمتمثل بالنسخة الإنجليزية منه.

وقد ضمنت الكاتبة النسخة الجديدة إضافات أوجبتها مستجدات وأمور طرأت في هذا المجال، وأصبح لزاما تسليط الضوء عليها.

شغف الكتابة

لعل المتتبع لكتابات فوزية أبل يلمس شغفها وحبها للكتابة، الذي نما معها خلال سنوات عيشها في بلاط «صاحبة الجلالة»، فازدادت خبراتها التي نقلتها إلى همها واهتمامها المتمثل في متابعة قضية اجتماعية إنسانية ذات حساسية تتعلق بمرض «ألزهايمر» ومعاناة مرضى الذاكرة وذويهم، فعملت على رفع مستوى الوعي بالمرض وكيفية التعامل مع المصابين به، أضف إلى ذلك ذوق الكاتبة الذي ينعكس من خلال أغلفة كتبها التي جعلتها رسائل إضافية، بأسلوب مميز، إذ يحمل كل غلاف من كتبها معنى معينا ورسالة واضحة المعالم، يضاف إلى ذلك ما احتوته دفتا كل كتاب من خبرات كثيرة صبتها الكاتبة بين السطور لتقدم خلاصة تجارب مختلفة وعمل استمر لسنين طويلة.

بحث واستقصاء

وبعد رحلة امتدت لأكثر من 13 عاما في البحث والاستقصاء، نجحت أبل في تسليط الضوء على مرض «ألزهايمر» وتعريف الرأي العام في الكويت به، لاسيما أن دوافعها الإنسانية وشغفها المهني كانت محفزا لها على استكشاف هذا المرض وفهم طبيعته وسبل رعاية المصابين به. وبفضل إصرارها وجهودها، تحولت الكاتبة إلى مرجع موثوق لدى العديد من الأسر التي تعاني من آثار هذا المرض، حيث قدمت الدعم والمساندة للأهالي ولمقدمي الرعاية عبر مؤلفاتها التي أضافت رصيدا قيما للمكتبة الكويتية والعربية.

ومنذ بداية عام 2011، كان مشوار فوزية أبل الصحافي المتخصص في التوعية بمرض «ألزهايمر»، فأصدرت كتيبا توعويا بسيطا (في2011)، يشرح طبيعة المرض بلغة سهلة ومفهومة، بهدف نشر المعرفة حوله داخل المجتمع الكويتي. وساهمت من خلاله بفتح المجال أمام وسائل الإعلام لتناول المرض كجزء من أهدافها التوعوية، مما عزز من انتشار المعرفة حوله وأدى إلى تغيير في كيفية النظر إليه بالمجتمع.

آراء ومشاهدات

كانت رحلتها في البحث والتقصي الصحافي حول مرض «ألزهايمر» شاملة، حيث سافرت فوزية أبل إلى عدة دول، والتقت المتخصصين، وجمعت آراء الخبراء بأمراض الذاكرة، ووثقت مشاهداتها، وأجرت لقاءات مع الأسر التي تواجه تحديات مرض «ألزهايمر». وجمعت شهادات حية من الأهالي وأسر المصابين، وقامت بتوثيق تطور حالاتهم، مما أتاح لها بناء قاعدة بيانات واسعة من المعلومات حول المرض وأعراضه وكيفية الرعاية المثلى للمصابين به، والتطرق لواقع مرضى الذاكرة في الكويت، فأطلقت مبادرة توعوية لتأسيس فريق دعم الأهالي بمرضى «ألزهايمر»، مما ساعد بنشر المصطلح لأول مرة في الكويت، وفتح المجال لتقديم المشورة والدعم للأسر.

قصص وروايات

جاء اهتمام فوزية أبل بالتوعية الخاصة بمرض ألزهايمر نتيجة لتكرار سماع قصص وروايات متعددة عن إصابة أشخاص بهذا المرض. ومع مرور الوقت، تزايد اهتمامها وتوسعها بالبحث في تفاصيله، مدفوعة بمشاهدات المرضى ولقاءات مع أسرهم، وكانت رحلة بحثها صعبة بسبب ندرة المصادر المتعلقة بطبيعة المرض، ولكن ذلك لم يكن عائقا أمام استمرارها.

ففي عام 2011، صدر أول كتيب توعوي لها خاص بمرض ألزهايمر، مدفوعا بحماس قوي وإحساس بالمسؤولية المعنوية، وكان بلغة بسيطة وجذابة هادفة لتوعية القارئ العادي بنطاق المرض وأهميته داخل الكويت، وحث الإعلام على إدراجه ضمن الأهداف التوعوية.

ثقة متبادلة

ومن خلال هذه الجهود، تكونت بين الكاتبة وأهالي المرضى صداقات وثقة متبادلة مع الأهالي، وهي ثقة تعتز بها كثيرا، واعتبرتها أبل حافزا قويا لها للاستمرار في الكتابة والتوعية بـ «أمراض الذاكرة».

وقد شملت الرحلة زيارات إلى بعض الدول الخليجية والعربية والأوروبية، حيث التقت خلالها مع متخصصين من خارج الكويت، وجمعت الآراء المختلفة وتعرفت على تجاربهم، مما ساعد في توسيع نطاق المعرفة بالمشاريع، والدراسات، وتدوين التجارب الناجحة في هذا المجال.

ونتج عن ذلك تراكم معلومات موثقة حول طبيعة المرض، أعراضه، سبل رعاية المرضى، والمبادئ الأساسية للرعاية الصحيحة للمصابين.

مخلوق آخر

ومن المشاهدات الصعبة والمؤثرة التي صادفتها خلال تجربتها، قصة سيدة كانت قد أصيبت بمرض «ألزهايمر»، فكان ذلك سببا في تحولها الى مخلوق آخر يخشى الجلوس حتى على الأريكة، وباتت تصيبها الرهبة عند النظر إلى التلفزيون، وكل هذا التدهور في حالتها حدث فقط خلال أشهر معدودة.

كما لاحظت أبل أيضا أن بعض المرضى بعد مرور عدة أشهر على إصابتهم تتطور حالتهم المرضية والأعراض المصاحبة لها، وهنا قادها فضولها وشغفها الصحافي للبحث والتقصي حول المعلومات المتعلقة بهذا المرض بشكل أكثر، وأدركت وقتها من خلال معايشة بعض الحالات ومتابعة وضعها عن قرب كم المعاناة والمأساة الإنسانية التي يعيشونها والتي لا يمكن وصفها.

وأكثر شيء أحزنها أن معظم الحالات إن لم يكن جميعها التقت حول الجهل وعدم الوعي ومعرفتهم من الأساس بطبيعة الأعراض المصاحبة لذويهم وتصرفاتهم الغريبة، وأنهم قد تعرفوا عليها بعدما تقدمت المراحل بهم وزادت حدة الأعراض، واستمر هذا الوضع مع غالبيتهم لأشهر بل ربما لسنوات، حتى اكتشف وأدرك الأهالي أن هذه الأعراض تخص مرض «ألزهايمر»، لكن للأسف بعدما تعطلت الحياة الشخصية للمريض وتقدم به المرض.

التشخيص السليم

تشير المؤلفة أبل إلى أنه قد نتج عن جهل الكثيرين من الأهالي بطبيعة مرض ذويهم عدم معرفتهم أين يذهبون بهم، وما أوجه الرعاية الواجب تقديمها لهم، حتى ازداد الأمر سوءا بالنسبة للمريض وازدادت أيضا في المقابل معاناة الأسرة، فالأهالي يقطعون شوطا كبيرا بمجهوداتهم الذاتية في عملية البحث عن الطبيب ذي الخبرة والتشخيص السليم، ويأخذون وقتا طويلا في تعلم واتباع الإرشادات العلمية السليمة وفهم كل ما يتعلق بتطور الحالة، وما المتوقع منها في المستقبل، إضافة إلى تحملهم تكاليف مادية في سبيل تأمين سبل الرعاية المناسبة، لأنه بمجرد تشخيص حالة أحد أفراد الأسرة بمرض ألزهايمر يمثل ذلك خبرا صادما للأهل بالدرجة الأولى، لما يترتب عليه من تبعات وأعباء اجتماعية ومادية.

أمر واقع

وبعد رحلة طويلة من البحث والتقصي أصبحت أبل أمام حقيقة أكيدة وهي زيادة معدلات الإصابة بمرض ألزهايمر (الخرف) في الكويت يوما بعد يوم، فقد أصبح وجودهم أمرا واقعا في مجتمعاتنا، ومن أبرز المشاهدات التي وثقتها في تجربتها أن هناك حالات تم تشخيصها بالمرض وأعمارها أقل من 60 عاما، وهؤلاء بالطبع يحتاجون إلى رعاية خاصة ومتكاملة، هذا بخلاف معاناة أسر أخرى دخلت في دائرة الشك حول إمكانية إصابة أحد أفرادها بهذا المرض الذي تجهل تفاصيله ولا تعرف إلى أين تتجه معه.

ولم يكن الأمر طوال الوقت قاصرا على التوعية فقط، فقد استفادت أبل كثيرا من التدوين والخبرات التي تراكمت خلال هذه الفترة، ففي عام 2016 شعرت بحاجة للتحول إلى مرحلة جديدة، فانتقلت من مرحلة التوعية إلى العمل عبر فريق دعم أهالي مرضى ألزهايمر (وأمراض الذاكرة)، الذي مازال نشاطه مستمرا حتى اليوم.

نعم، كانت التجربة عبارة عن رحلة استقصائية غنية بالمعلومات والخبرات والأفكار، انطلاقا من الدافع الإنساني والمسؤولية الأخلاقية، إذ شعرت وقتها بأن من واجبها المهني الاستمرار في توعية المجتمع بناء على ما توافر لديها من معلومات وتجارب ناجحة عربيا وخليجيا ودوليا، كحق لهذه الفئة على المجتمع كله. وساهم التواصل مع المتخصصين والحرص على الاطلاع على التجارب العلمية في نشر الوعي بالمرض، ليس فقط في الكويت، بل في الخارج أيضا، مما انعكس إيجابا على الفوائد الصحية والاجتماعية للمريض وأهله والمجتمع ككل.

مشاهدات مؤثرة

أما بالنسبة لمشاهداتها الشخصية، فقد كانت مؤثرة جدا، حيث اكتشفت أن العديد من الأسر الكويتية تفتقر إلى المعرفة الأساسية والمعلومات الصحيحة حول هذا المرض وأعراضه، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر في التشخيص وتدهور الحالة الصحية للمريض.

كما وثقت من خلال عملها الاستقصائي الميداني، قصصا إنسانية مؤلمة تتعلق بالعزلة الاجتماعية التي يعاني منها مرضى «ألزهايمر»، والذاكرة عموما، والخشية من التمييز والوصمة عند الكشف عن الإصابة بالمرض، مما دفعها إلى دعوة الجهات المعنية لتوفير مراكز متخصصة تقدم رعاية متكاملة والتشخيص المبكر.

ولتأكيد حرصها على أداء رسالتها الإنسانية والمهنية كصحافية استقصائية ولتوثيق جهودها وخبراتها خلال مسيرتها، أصدرت فوزية أبل 5 كتب تناولت جوانب مختلفة من مرض «ألزهايمر»، وساهمت في تغيير النظرة المجتمعية له في الكويت.

رسالة توعوية

وجاءت رسالتها التوعوية للجهات المعنية والمسؤولة عن متابعة حالات المصابين بـ «ألزهايمر» بضرورة إنشاء مراكز متخصصة لأمراض الذاكرة في الكويت، لتوفير رعاية متكاملة للمصابين والتشخيص المبكر، مع ضمان تقديم الدعم المستمر للأهالي ومقدمي الرعاية، والتأكيد على أن نشر الوعي بمرض «ألزهايمر» بشكل جدي باعتباره ليس مجرد مسؤولية مهنية، بل ضرورة إنسانية لتوفير حياة كريمة للمصابين به ولعائلاتهم.

أغلفة مصممة بمضامين عميقة ورؤى واضحة

تتميز أغلفة كتب الكاتبة فوزية أبل حول مرض الذاكرة «ألزهايمر» بتصاميم متناسقة تعكس مضامين تلك الكتب بعمق ووضوح، ما يعكس شغفها بالعمل الصحافي والتحريري الذي تعتبره المجال الذي تجد فيه نفسها.

كما تأتي هذه الأغلفة كنافذة تبرز أبعاد القضايا التي تناقشها عبر تجربة ميدانية استقصائية ورؤى واضحة، خصوصا تلك المتعلقة برعاية كبار السن، وكيفية التعامل مع مرضى الذاكرة وطرق تحسين جودة حياتهم، والتخفيف من الأعباء الواقعة على ذويهم وأسرهم. ويعكس هذا التوجه في اختيار الأغلفة خبرتها الواسعة في المجال الإعلامي، حيث استطاعت دمج الجمال البصري مع الرسالة الإنسانية والتوعوية التي تحملها أعمالها لتبدو للمتلقي والقارئ بشكل أكثر راحة وقربا من الموضوع والرسالة الإنسانية والمجتمعية التي تريد إيصالها للاهتمام بهذه الفئة العزيزة على قلوب الجميع من كبار السن خصوصا الذين يعانون من مرض «ألزهايمر» وأعراضه.

رسالة متجددة وتوثيق لرحلة البحث والرصد

من خلال جهودها المستمرة، حرصت الإعلامية فوزية أبل على أن تجدد رسالتها وتضع خلاصة رحلة البحث والرصد والاستقصاء والعمل على تدوين التجارب الناجحة عربيا وخليجيا ودوليا، وتوثيقها عبر سلسلة من الإصدارات التي تضمنت آراء المتخصصين في مجالات «ألزهايمر» الذين استضافتهم في الكويت، وكذلك زياراتها الخارجية، إضافة إلى حصيلة معلوماتها ومشاهداتها وجميع المقالات والرؤى التي نشرتها في الصحف وعبر وسائل التواصل، لتضعها نصب أعين متخذي القرار للاستفادة منها.

كما وثقت معظم أعمال وأنشطة الفرق التطوعية والتوعوية، ومجمل الإصدارات والمؤلفات، واضعة أهم الخطوات الرئيسية التي اعتمدتها الدول الناجحة في إرساء الرعاية الصحية لكبار السن ومرضى الذاكرة، والتي وصلت بها إلى مستويات عالمية في خدمة ورعاية هذه الفئة. ومشهود لها أيضا العمل على تأسيس أول فريق تطوعي خاص بمرض ألزهايمر في الكويت منذ عام 2011.

ولدعم أهالي المصابين بـ «ألزهايمر»، كان دأبها على تدشين حساب (alzkw@) على منصة (X) منذ سبتمبر 2017.

شاركها.
اترك تعليقاً

2025 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.