يوسف غانم

أكد القائم بالأعمال في سفارة أوكرانيا لدى الكويت ميكولا دجيدجورا أن الشعب الأوكراني يحتفل سنويا يوم 24 أغسطس بإحدى أهم المحطات في تاريخه، يوم استقلال أوكرانيا، باعتباره رمزا للدولة، ويوما للفخر العميق بالوحدة الوطنية، وللإيمان بمستقبل حر آمن وسلمي.

فاليوم، أكثر من أي وقت مضى، أصبح لمفهوم الاستقلال بعد عالمي. فمنذ أكثر من ثلاث سنوات، تدافع أوكرانيا عن أرضها في وجه عدوان مسلح. وهي لا تدافع عن نفسها فحسب، بل تدافع أيضا عن القانون الدولي، بما في ذلك السيادة واحترام الحدود وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وأضاف دجيدجورا: في هذا اليوم، نود أن نعرب عن امتناننا العميق للدعم الذي قدمه شركاؤنا الدوليون لأوكرانيا في المجالات الإنسانية والديبلوماسية والتقنية والاقتصادية.

ونود أن نغتنم هذه الفرصة لنتوجه بشكر وامتنان خاصين إلى دولة الكويت الصديقة على دعمها الإنساني، وعلى اعتراف وحدة أراضي أوكرانيا والدعم في إطار المنظمات الدولية. لقد واجه الشعب الأوكراني منذ فبراير 2022 تحديات هائلة نتيجة مباشرة للحرب، أهمها حماية المدنيين وصون البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك قطاع الطاقة. ورغم أن أكثر من 50% من القدرة الطاقوية لأوكرانيا قد دمرت أو تضررت، فإنها تمكنت من استعادة نحو 6 جيجاواط منها.

ويركز الاهتمام الآن على الطاقة المتجددة، وأنظمة تخزين الطاقة، وتوليد الطاقة المتنقل، في إطار استجابة استراتيجية لاستخدام الطاقة كسلاح. وزاد القائم بالأعمال: في 15 أغسطس، عقدت في واشنطن مفاوضات مهمة بين الرئيس الأوكراني وعدد من القادة الأوروبيين والرئيس ترامب. وقد شكلت الضمانات الأمنية محور هذه المحادثات – وهي قضية رئيسية تمثل نقطة انطلاق محتملة نحو إنهاء الحرب. كما حظيت عودة الأطفال الأوكرانيين، والإفراج عن أسرى الحرب، وإعادة المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني باهتمام كبير. ومنذ بداية الحرب، أفرج عن أكثر من 6400 أوكراني، معظمهم عبر تبادلات رسمية. ووفقا للأمم المتحدة، فإن 95% من المحتجزين تعرضوا للتعذيب، وهو انتهاك غير مقبول لحقوق الإنسان. ورغم هذه الصعوبات، لاتزال أوكرانيا من المساهمين الرئيسيين في الأمن الغذائي العالمي، إذ تزود بالمنتجات الزراعية أكثر من 100 دولة تطعم أكثر من 400 مليون شخص. ويكفل الممر البحري الأوكراني استمرار تصدير السلع الزراعية إلى 53 دولة في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأميركا اللاتينية، على الرغم من الهجمات المستمرة على البنية التحتية للموانئ ومرافق تخزين الحبوب والسفن التجارية. وتهدد هذه الاعتداءات بتفاقم الأزمات الغذائية في الدول التي تعتمد على الحبوب الأوكرانية. ولفت دجيدجورا إلى أنه في 26 نوفمبر 2022، أطلق الرئيس زيلينسكي المبادرة الإنسانية «حبوب من أوكرانيا»، وبحلول منتصف 2025، بلغ تمويل البرنامج 364 مليون دولار أميركي. وحتى الآن، تم تسليم 307 آلاف طن من المنتجات الزراعية إلى 15 دولة في أفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك سورية وفلسطين والسودان والصومال واليمن. وفي ديسمبر 2024، أطلقت أوكرانيا برنامج «الغذاء من أوكرانيا» خصوصا لسورية، حيث جرى بالفعل تسليم 3.950 طنا من دقيق القمح، ولاتزال الإمدادات متواصلة. وشدد دجيدجورا على أن أوكرانيا لا تكتفي بالكفاح، بل تخطط لمستقبلها أيضا. ففي مجالات الطاقة والبنية التحتية والأمن الغذائي والرقمنة، تسعى أوكرانيا بنشاط إلى بناء شراكات دولية. وفي الختام، فإن أوكرانيا ليست دولة تدافع عن نفسها فحسب، بل تدافع أيضا عن مستقبل حر وآمن وإنساني وعادل للعالم بأسره.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version