• نعمل على إطلاق حوار إستراتيجي بين بلدينا على مستوى وزراء الخارجية
  • يمكن لألمانيا تقديم حلول مبتكرة للكويت بمجال تكنولوجيا المعلومات والبيئة والمناخ
  • الشركات الألمانية تشارك في إنشاء وتشغيل «أم الهيمان» أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي بمنطقة مجلس التعاون الخليجي
  • قطاع الصحة في ألمانيا مشهود بكفاءته ويقدم للأطباء والمرضى الكويتيين مجموعة شاملة من خدمات الرعاية الصحية على مستوى عالمي
  • أتطلع إلى تعزيز التعاون مع المجلس الوطني والمكتبة الوطنية لتسليط الضوء على الدور المميز للكويت «عاصمة الثقافة العربية لعام 2025»

أجرى الحوار: أسامة دياب

أكد سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى البلاد هانس كريستيان فرايهير فون ريبنيتس قوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ الألمانية والتي وصفها بالممتازة والتاريخية والتي تتطور بشكل مستمر على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون الثنائي منذ تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قبل 60 عاما، موضحا أن بلاده والكويت شريكان يعملان بشكل مميز وتجمعهما العديد من القواسم المشتركة، متطلعا إلى تعزيز التعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمكتبة الوطنية لتسليط الضوء على الدور المميز للكويت «عاصمة الثقافة العربية لعام 2025».

وأشار ريبنيتس ـ في لقاء خص به «الأنباء» ـ إلى أن البلدين الصديقين يعملان على إطلاق الحوار الاستراتيجي بينهما على مستوى وزراء الخارجية، موضحا أن بلاده مستعدة لدعم الكويت في تنفيذ مشاريع رؤيتها التنموية الطموحة 2035، كما يمكن لقطاعي الصناعة والبحث العلمي في ألمانيا أن يقدما للكويت حلولا مبتكرة في مجال تكنولوجيا المعلومات وحماية البيئة والمناخ، لافتا إلى مشاركة الشركات الألمانية في إنشاء وتشغيل أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في منطقة مجلس التعاون الخليجي «محطة أم الهيمان».

وفيما يتعلق بالأوضاع في الشرق الأوسط، أشار إلى أن هروب بشار الأسد يمثل للشعب السوري فرصة طال انتظارها للمضي قدما نحو مستقبل أكثر سلاما، مشددا على أن سورية بحاجة إلى عملية انتقالية شاملة يقودها السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة في إطار الحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، موضحا أنه لا ينبغي أن تشكل سورية خطرا على جيرانها أو أن تصبح ملاذا للإرهابيين والمتطرفين، فإلى التفاصيل:

كيف تقيم العلاقات الثنائية الكويتية ـ الألمانية، ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟

٭ العلاقات الألمانية ـ الكويتية تتمتع بالقوة والمتانة، فهي علاقات ممتازة وتاريخية في مجملها وتتطور بشكل مستمر على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون الثنائي منذ تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قبل 60 عاما. ألمانيا والكويت يقدران بعضهما البعض كشريكين يمكن الاعتماد عليهما ـ حتى وإن لم نكن دائما على توافق في الرأي في الماضي. ما أود أن أؤكد عليه أن الكويت وألمانيا شريكان يعملان بشكل مميز في المجالات السياسية والاقتصادية وتجمعهما العديد من القواسم المشتركة.

لقد أجريت مؤخرا محادثات مطولة جدا مع زميلتي، سفيرة الكويت الجديدة في برلين، السفيرة ريم الخالد، قبل أن تتولى مهام عملها في ألمانيا، واتفقنا على أنه حتى مع وجود علاقات جيدة بالفعل بين البلدين الصديقين، فهناك دائما مجال لتحسين تلك العلاقات والبناء عليها، وهذا ما نضعه أولوية للعمل عليه معا كسفراء لبلدينا.

هل يتم التحضير لاتفاقيات ثنائية جديدة للتوقيع عليها في المستقبل القريب وفي أي مجالات؟

٭ لدينا عدد لا بأس به من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقات الثنائية بين البلدين وتغطي كل مجالات التعاون الثنائي وتشكل الإطار القانوني لها، وبالتالي يجب علينا مواصلة تنفيذها بنجاح.

ونعمل حاليا على تحديث اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين ألمانيا والكويت. كما نعمل على تعزيز وترسيخ التبادل المشترك في مجال الأمن من خلال اتفاقية خاصة بذلك. وعلى المستوى السياسي، نعمل على إطلاق حوار استراتيجي بين الحكومتين الصديقتين على مستوى وزراء الخارجية. أنا واثق من أن مفاوضاتنا ستكلل في النهاية بالنجاح ان شاء الله.

كيف ترى رؤية الكويت التنموية 2035؟ ومدى استعداد الشركات الألمانية للمساهمة فيها؟

٭ تحتاج كل دولة إلى رؤية، وتصور واضح للمستقبل، لتوجيه الأمة نحو تنمية وازدهار أكبر في جو يسوده السلام. هذه الرؤية ترتكز على القطاعين العام والخاص في أداء مهامهما، وتضمن للأجيال القادمة مستقبلا مستداما. تتناول رؤية الكويت 2035 كل المهام التي يجب تحقيقها. وتقع المسؤولية الآن على عاتق جميع الأطراف المعنية لتنفيذ هذه الرؤية الطموحة. ألمانيا مستعدة لدعم الكويت في هذه المهام، بقدر ما تسمح به إمكانياتنا. التحديات كبيرة جدا، خاصة في قطاع الطاقة، وبناء اقتصاد قوي لا يعتمد فقط على النفط. ويمكن لقطاع الصناعة والبحث العلمي في المانيا أن يقدم للكويت حلولا مبتكرة في مجال تكنولوجيا المعلومات وحماية البيئة والمناخ.

ما أشكال التعاون المطروحة في مجالات حماية البيئة والتعليم وقطاع الصحة؟

٭ في مجال البيئة، توجد في ألمانيا العديد من المؤسسات والمعاهد العلمية والشركات التي تعنى بمشاكل هذا المجال، مثل قطاع إدارة النفايات. على سبيل المثال، ساعد معهد فراونهوفر الألماني الكويت في إعداد دراسة حول إدارة النفايات. ولا ينبغي أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يمكننا المساعدة أيضا في التنفيذ العملي لهذه الدراسات باستخدام أحدث التقنيات. تشارك الشركات الألمانية في إنشاء وتشغيل أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في منطقة مجلس التعاون الخليجي «محطة أم الهيمان».

كذلك تستخدم معظم المستشفيات في الكويت أجهزة وتقنيات ألمانية. لكن في قطاع الصحة، يعتمد الأمر في كثير من الأحيان على التجارب المدروسة، والخبرات العملية، وتقديم رعاية شاملة للمرضى. يتمتع قطاع الصحة في ألمانيا بسمعة طيبة ويقدم للأطباء الكويتيين، والمرضى القادمين من الكويت مجموعة شاملة من خدمات الرعاية الصحية على مستوى عالمي.

ما أبرز جهود السفارة لتعزيز التبادل الثقافي بين الكويت والمانيا؟

٭ احتفالا بالذكرى الستين لتأسيس العلاقات الديبلوماسية، قامت السفارة، بالتعاون الوثيق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومركز جابر الأحمد الثقافي، بدعوة فرقة موسيقية من ألمانيا إلى الكويت. وقد شجعنا التفاعل بين هؤلاء الموسيقيين والجمهور الكويتي على تكرار هذه الفعالية في العام المقبل. كما أتطلع إلى تعزيز التعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والمكتبة الوطنية الكويتية، لتسليط الضوء على الدور المميز للكويت كـ«عاصمة الثقافة العربية لعام 2025». نحن نتطلع إلى برنامج متنوع وهادف للعام القادم.

هروب بشار الأسد يمثل للشعب السوري فرصة طال انتظارها.. وهناك حاجة لعملية انتقالية شاملة

لدى سؤاله عن رؤيته للمشهد المعقد في منطقة الشرق الأوسط، أجاب السفير الألماني هانس كريستيان فرايهير فون ريبنيتس بأن الشرق الأوسط لم يكن في تاريخه الطويل بسيطا أبدا، سواء بالنسبة للناس في المنطقة أو بالنسبة للأطراف الفاعلة على الساحة الديبلوماسية أو السياسية.

وأضاف: لذا اسمحوا لي بالتركيز فقط على الأحداث الأخيرة: هروب بشار الأسد من بلده يمثل للشعب السوري فرصة طال انتظارها للمضي قدما نحو مستقبل أكثر سلاما. لتحقيق ذلك، هناك حاجة إلى عملية انتقالية شاملة لا يمكن أن يقودها سوى السوريون أنفسهم بدعم من الأمم المتحدة. يجب الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي والسيادة السورية. كما يجب احترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق النساء والأقليات، وكشف مصير الآلاف من المفقودين.

وتابع: كذلك، لا ينبغي أن تشكل سوريا خطرا على جيرانها أو أن تصبح ملاذا للإرهابيين والمتطرفين. سنقوم بتقييم ممثلي السلطة الحالية في دمشق بناء على استعدادهم لتحقيق هذه المطالب والانخراط في حوار وطني. وقد تواصلت الحكومة الألمانية، مثل غيرها، بممثلي السلطة في دمشق، وأعربت عن استعدادها للتعاون من أجل ضمان مرحلة انتقالية سلمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.