قال الجيش الأوكراني اليوم السبت إن “موسم الانفجارات” في شبه جزيرة القرم قد حان، فيما رفعت موسكو حالة التأهب القصوى تحسبا لوقوع حوادث في القرم والجسر الرابط بينها وبين الأراضي الروسية، ونقلت صحيفة أميركية عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن متمسكة في الوقت الحالي برفض تزويد أوكرانيا بصواريخ طويلة المدى.

وذكرت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني ناتاليا هومينيوك أن قصف خطوط إمداد القوات الروسية في شبه جزيرة القرم سيستمر، وأشارت إلى أن بلادها التزمت بالتحذير الذي أطلقته سابقا بأن موسم الانفجارات في القرم قد حان.

وقالت هومينيوك “من الواضح أنه (الجيش الروسي) بات يعاني من ضعف القدرة اللوجستية على إرسال المعدات العسكرية أو سحبها، مستمرون بعمليات القصف الصاروخي وسنضرب عمق العدو حيث يحتفظ بمخزونه الإستراتيجي”.

وضمت روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2013، في خطوة رفضتها الأمم المتحدة والدول الغربية، فيما تعهدت أوكرانيا باسترجاع شبه الجزيرة الواقعة جنوبي البلاد.

وأعلنت القوات الأوكرانية اليوم السبت أنها نفذت هجوما على مستودعي أسلحة ونفط للجيش الروسي في منطقة كراسنوجفارديسكي وسط شبه جزيرة القرم.

وقد أكد حاكم القرم الموالي لروسيا سيرغي أكسينوف حدوث الهجوم، مما تسبب بانفجارات في المستودع، وقال إن القصف لم يسفر عن وقوع إصابات، وإنه جرى إجلاء جميع السكان من المناطق المتاخمة للمستودع على نطاق 5 كيلومترات، وقد أُعلن استئناف العمل في سكة القطارات بالقرم بعد تعليقه مرتين.

وبثت وسائل إعلام روسية مشاهد قالت إنها من استهداف مسيّرات أوكرانية مرافق بنية تحتية في منطقة كراسنوجفارديسكي في شبه جزيرة القرم.

وفي مؤشر آخر على وجود مخاوف أمنية في القرم، حذر أوليغ كريوتشكوف -وهو مستشار لأكسينوف- الناس من نشر صور للبنية التحتية المهمة على الإنترنت، وحث المواطنين الذين يعرفون هوية ناشري هذه الصور بإبلاغ وزارة الداخلية أو جهاز الأمن الاتحادي الروسي.

وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قال -في كلمة عبر الفيديو أمام منتدى أسبن للأمن “إيه إس إف” (ASF) في الولايات المتحدة أمس الجمعة- إنه يجب تعطيل الحركة على جسر القرم، مؤكدا أنه بُني في انتهاك للقانون الدولي، واعتبر أن الجسر يسهم في تزويد القوات الروسية في القرم بالذخيرة.

ويعد جسر القرم رابطا لوجستيا حيويا لإمداد القوات الروسية في شبه جزيرة القرم، وقد زادت وتيرة الهجمات على القرم المطلة على البحر الأسود في الأسابيع الأخيرة، ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على الجسر الإستراتيجي.

وقال عضو مجلس الدوما (الغرفة السفلى للبرلمان الروسي) نيكولاي نوفيتشكوف للجزيرة إن هجوم أوكرانيا على جسر القرم نقض لقواعد الحرب، وإنه سيجري التحقيق فيه ومعاقبة المسؤولين عنه.

وأضاف النائب الروسي أن “القرم ليست هدفا عسكريا، والكل يعلم هذا، إنها منطقة سياحية حيث يسكنها المدنيون فقط”.

صواريخ أتاكمز

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” (The Washington Post) الأميركية عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مصرة على عدم تزويد أوكرانيا في الوقت الحالي بصواريخ “أتاكمز” (ATACMS) بعيدة المدى رغم وجود ضغوط من أعضاء الكونغرس وطلبات من كييف.

وكانت واشنطن قد غيرت في آخر مايو/أيار الماضي موقفها الرافض لتزويد أوكرانيا بصواريخ أتاكمز، وهي أسلحة تكتيكية يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وقالت إنها لا تزال تنظر في إمكانية تزويد الجيش الأوكراني بهذه الأسلحة.

وقد بحث الرئيسان الأميركي بايدن ونظيره الأوكراني خلال قمة حلف الناتو في ليتوانيا في يونيو/حزيران الماضي مسألة صواريخ أتاكمز، لكن واشنطن لم تتخذ قرارا نهائيا بهذا الشأن.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ترى أن كييف في حاجة أكثر إلى أسلحة أخرى غير صواريخ أتاكمز، كما أن الوزارة قلقة من أن إرسال كمية من هذه الصواريخ إلى أوكرانيا قد يقلص جاهزية الجيش الأميركي في أي نزاع محتمل في المستقبل.

من جهة أخرى، حمّل قسطنطين كوساتشوف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي كلا من أوكرانيا والولايات المتحدة المسؤولية عن مقتل الصحفي الروسي روستيسلاف جورافلوف الذي لقي حتفه اليوم السبت في انفجار قنبلة عنقودية في مقاطعة زاباروجيا جنوب شرقي أوكرانيا.

وشدد كوساتشوف -عبر حسابه في تليغرام- على أن جميع التأكيدات الأميركية والأوكرانية بأن الذخائر العنقودية لن تستخدم ضد المدنيين أكاذيب.

وفي موضوع ذي صلة بالذخائر العنقودية اتهم حاكم منطقة بيغلورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف -اليوم السبت- أوكرانيا باستخدام قنابل عنقودية في هذه المنطقة الحدودية مع أوكرانيا.

وأوضح غلادكوف أن القوات الأوكرانية أطلقت 3 قنابل عنقودية على الأقل على قرية زورافليوفكا.

ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الأوكراني على الاتهامات الروسية.

وفي يوليو/تموز الجاري أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستزود كييف بقنابل عنقودية ضمن حزمة مساعدات أمنية بقيمة 800 مليون دولار.

ملف الحبوب

وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي -اليوم السبت- إنه حدد في اتصال هاتفي مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الأولوية والخطوات المستقبلية اللازمة لفتح ممر الحبوب في البحر الأسود وتشغيله بشكل مستدام.

من جهته، أدان الأمين العام للناتو ما وصفها بمحاولة موسكو استخدام الغذاء سلاحا، وذلك ردا على انسحاب روسيا من اتفاق إسطنبول لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهو الاتفاق الذي انهار يوم 20 يوليو/تموز الجاري.

وبررت موسكو انسحابها من الاتفاق -الذي توسطت لإبرامه الأمم المتحدة وتركيا- باستمرار عرقلة العقوبات الغربية على روسيا تصدير الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.

وجاء الاتفاق لحل أزمة ملايين أطنان الحبوب التي تكدست في الموانئ الأوكرانية جراء الحرب الدائرة.

وأمس الجمعة، حذر المنسق الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من ارتفاع أسعار الحبوب العالمية ومن تبعات كارثية لخطر اتساع دائرة الحرب التي قد تشمل احتمال حدوث مجاعة.

وقال غريفيث -أمام جلسة مجلس الأمن الدولي الخاصة بملف الحبوب في البحر الأسود- إن صادرات الأغذية والأسمدة من أوكرانيا وروسيا تكتسي أهمية قصوى لضمان الأمن الغذائي العالمي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.