أعلنت إيران مقتل العشرات -بينهم مجموعة من قادة الصف الأول العسكريين والخبراء النوويين- في غارات واسعة النطاق نفذتها طائرات إسرائيلية على مناطق مختلفة اليوم الجمعة، وكشفت مصادر إسرائيلية كواليس الهجوم الذي قالت حكومة بنيامين نتنياهو إنه بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي.

وذكرت وكالة أنباء فارس أن الهجمات الإسرائيلية أسفرت عن 78 قتيلا و329 مصابا في المناطق السكنية بمحافظة طهران وحدها.

وقال مدير دائرة الأزمات في مدينة تبريز غربي إيران إن 8 أشخاص قتلوا في هجوم إسرائيلي على المدينة.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات في مواقع مختلفة، من بينها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.

وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرات المقاتلات نفذت ضمن عملية أطلق عليها اسم “الأسد الصاعد” ما وصفها بـ”الضربة الافتتاحية” في قلب إيران، تلتها هجمات وضربات أخرى.

وأضاف الجيش -في بيان صباح اليوم- أن 200 مقاتلة شاركت في الهجوم على إيران وضربت نحو 100 هدف في مناطق إيرانية مختلفة، كذلك استُخدمت 300 قنبلة في إطار تنفيذ تلك الهجمات.

وأشار إلى أن الطائرات الحربية “تواصل مهاجمة” منشآت نووية في إيران.

وأكدت وكالة أنباء مهر الإيرانية تسجيل دوي انفجارات في مدينة تبريز غربي البلاد للمرة الثالثة وتصدي الدفاعات الجوية لمسيّرة، وأفادت بسماع أصوات انفجارات من أطراف قاعدة نوجة الجوية قرب مدينة همدان، إضافة إلى دوي انفجار قوي في محيط قاعدة جوية بهمدان.

شرقا، أكدت وكالة مهر أن مقاتلات إيرانية تحلق في أجواء مدينة مشهد.

ولاحقا، أعلنت مصادر إسرائيلية شن موجة جديدة من الهجمات استهدفت مطاري مهر آباد وبوشهر حيث تتمركز مقاتلات إيرانية، وأكدت تدمير عشرات منصات إطلاق الصواريخ ومواقع تخزينها في إيران.

تفاصيل الهجوم

ومع مرور الوقت تتكشف تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو استكمل سلسلة غارات على منظومة صواريخ أرض أرض التابعة للنظام الإيراني، وتدمير عشرات منصات إطلاق الصواريخ ومواقع تخزين صواريخ أرض أرض ومواقع عسكرية أخرى.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن جهاز الموساد أنشأ داخل إيران قاعدة لإطلاق المسيّرات المتفجرة، وتم تفعيل المسيّرات خلال هجوم اليوم لاستهداف منصات إطلاق صواريخ قرب طهران.

وبرر مسؤولون إسرائيليون -تحدثوا لصحيفة فايننشال تايمز- الهجوم باقتراب إيران من تطوير قنبلة نووية، وأكدوا أن الضربة الإسرائيلية لإيران خُطط لها على مدى سنوات، وتم تنفيذها بعد جمع معلومات عن المواقع النووية ومسؤولين عسكريين وعلماء، وقالوا إن نجاح العملية تطلّب معلومات مفصلة بشأن تحركات المسؤولين والعلماء الإيرانيين.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن كبار المسؤولين في الجيش قولهم “بدأنا بخطوة قوية لكنها مجرد بداية، إذا شنت إيران هجوما فلدينا أهداف إضافية”.

وأعلن المرشد الإيراني علي خامنئي مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم الإسرائيلي، وقال إن على “الكيان الصهيوني أن ينتظر عقابا شديدا”.

ومن بين القادة الذي أعلن عن مقتلهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي وعدد من زملائه وحراسه، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري.

وأفادت مصادر إيرانية بأن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى مقتل 6 علماء نوويين إيرانيين، بينهم أحمد رضا ذو الفقاري وفريدون عباسي دواني ومحمد مهدي طهرانجي.

الرد الإيراني

وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن إيران أطلقت نحو 100 مسيّرة ردا على الهجوم الذي استهدفها، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن اعتراض مسيّرات في جنوب سوريا وقبالة سواحل لبنان تم إطلاقها من إيران، كما اعترضت منظومة القبة الحديدية البحرية 3 مسيّرات فوق البحر الأحمر.

وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في كريات شمونة وبلدات عدة بمحيطها عند الحدود مع لبنان.

في المقابل، نقلت وكالة أنباء فارس عن مصدر مطلع قوله إن طهران لم تنفذ بعد هجوما بالمسيّرات، مؤكدا أن “الانتقام الحقيقي سيكون قريبا”.

وتعهد أحمد وحيدي القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني بأن بلاده “ستفتح أبواب جهنم قريبا على العدو الصهيوني القاتل”.

وقال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة لبلومبيرغ “قادرون الآن على الوصول إلى أي هدف في إيران، هدفنا ليس تغيير النظام في إيران، ونتمنى لو كان لدى شعبها نظام مختلف”، وأكد أن إسرائيل تستعد “لهجمات خطيرة ومكثفة من إيران في الأيام القليلة المقبلة”.

وعقب الهجوم على إيران أُغلق مطار بن غوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر، ووضعت وحدات الدفاع الجوي الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى تحسبا لرد إيراني.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر قولها إن المستشفيات الإسرائيلية وضعت في حالة تأهب قصوى، وتم نقل المرضى إلى أماكن تحت الأرض.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تجنيد جنود احتياط من وحدات عدة لمختلف قطاعات القتال في جميع أنحاء إسرائيل.

تحركات نتنياهو

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري في الساعات المقبلة مشاورات أمنية مع كبار القادة العسكريين والأمنيين.

وأوضح ديوان رئيس الوزراء أن نتنياهو سيتحدث في وقت لاحق اليوم مع عدد من قادة الدول، بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأبدى ترامب دعما واضحا لنتنياهو، وقال في تصريحات لوسائل إعلام أميركية إنه كان على علم بخطط إسرائيل لمهاجمة إيران، مضيفا “ندعم إسرائيل بشكل واضح، وكما لم يدعمها أحد من قبل”، ووصف الضربات الإسرائيلية على إيران بأنها “كانت ناجحة للغاية”.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن قرار إسرائيل بدء التحضيرات النهائية للهجوم اتخذ الاثنين الماضي، وأكدت أن إدارة ترامب كانت على علم باستعدادات إسرائيل لضرب إيران ولم تعترض على خطط نتنياهو.

ونقلت شبكة “أيه بي سي” عن مصدر أميركي قوله إن واشنطن كانت على علم مسبق بالضربات الإسرائيلية لإيران وقدمت معلومات استخبارية و”ستساعد في الدفاع عن إسرائيل إذا لزم الأمر”.

وأكد المصدر أن الضربات ستستمر وستكون مكثفة للغاية خلال الأيام القليلة المقبلة.

بدورها، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مصدر أن الولايات المتحدة كانت تملك صورة واضحة نسبيا عن نطاق العملية الإسرائيلية منذ الأسبوع الماضي، وأن واشنطن فهمت منذ الأسبوع الماضي أهداف وترتيب العمليات الإسرائيلية ضد إيران.

وأثار مسؤولون أميركيون تحدثوا لـ “سي إن إن” تساؤلات بشأن استغلال إسرائيل لهجومها الحالي من أجل تغيير النظام في إيران.

وأوضحت الشبكة أن تقييما للاستخبارات الأميركية أظهر أن تغيير النظام في إيران كان منذ فترة طويلة هدفا للحكومة الإسرائيلية، وأشارت إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب ستدعم إسرائيل في ذلك المسعى.

شاركها.
اترك تعليقاً