قالت السلطات الفرنسية إنها فتحت تحقيقا في ما وصفته بمحاولة اغتيال استهدفت -أمس السبت- رئيس بلدية “لاي-لي-روز” بضواحي باريس، في حين دفعت شرطة باريس بتعزيزات إضافية اليوم الأحد لتأمين العاصمة، وذلك في محاولة للسيطرة على سادس أيام المواجهات التي اندلعت إثر مقتل شاب فرنسي من أصول جزائرية برصاص الشرطة.

وصرح رئيس بلدية لاي-لي-روز (جنوبي باريس) فنسان جانبران إن “مشاغبين” اقتحموا بسيارة منزله -فجر اليوم- في أثناء وجود زوجته وولديه فيه، ثم قاموا بإضرام النيران في المنزل.

وأوضح جانبران -على تويتر- أن ما جرى “محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف”.

وقالت مصادر فرنسية إن الهجوم على بيت جانبران أسفر عن  إصابة زوجته، التي نقلت إلى المستشفى من أجل العلاج، وقد زارت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن زوجة رئيس البلدية، ورافقها وزير الداخلية جيرالد دارمانان، اللذان أعربا عن تضامنهما مع رئيس البلدية.

وتوعدت النيابة العامة بتقديم مرتكبي الهجوم على رئيس بلدية لاي-لي-روز إلى العدالة، وقررت النيابة تصنيف الحادث على أنه محاولة اغتيال، قائلة إنها “ستبذل قصارى جهدها للعثور على الجناة وتقديمهم للعدالة”.

وفي سياق متصل، قال المدعي العام في مدينة نيم (جنوبي فرنسا) إن شرطيا نجا من الموت بعد أن أطلق مجهول عليه النار في أثناء الاحتجاجات ليلة الجمعة إلى السبت، وأضاف البيان أن الشرطي كان يرتدي سترة واقية حمته من المقذوف الذي طاله. وقد فتحت السلطات تحقيقا يتعلق بمحاولة اغتيال.

أمن باريس

وقال لوران نانيز مسؤول شرطة باريس -في تصريحات تلفزيونية- إنه سيتم تخصيص 7 آلاف شرطي ليلة اليوم الأحد لتأمين باريس، وإنه سيتم توفير حماية مقربة لرئيس بلدية لاي-لي-روز بالضاحية الجنوبية لباريس.

وكانت شرطة باريس نفذت -مساء أمس السبت- حملة اعتقالات في جادة الشانزليزيه (وسط العاصمة)، إثر صدامات مع متظاهرين كانوا يحتجون على قتل شرطي الفتى نائل (17 عاما) الثلاثاء الماضي بضاحية نانتير (غربي العاصمة).

ووفقا لوسائل إعلام فرنسية، يعقد الرئيس إيمانويل ماكرون مساء اليوم اجتماعا مع كبار مسؤوليه لبحث الوضع في البلاد.

ونزل نحو 45 ألفا من عناصر الشرطة والدرك والإطفاء إلى الشوارع، مع وحدات النخبة المتخصصة وعربات مدرعة وطائرات مروحية لتعزيز الأمن في أكبر 3 مدن: باريس وليون (شرقا) ومارسيليا (جنوبا).

وذكرت وكالة رويترز أنه عند الساعة 11:45 ليلا بتوقيت غرينتش أمس السبت كان الوضع أكثر هدوءا من الليالي الأربع السابقة، رغم وجود بعض التوتر وسط باريس، واشتباكات متفرقة في مدن مارسيليا ونيس (جنوبا) وستراسبورغ (شرقا).

وأوردت وكالة الصحافة الفرنسية أن أعمال الشغب في فرنسا سجلت تراجعا نسبيا أمس السبت ليلا.

وكتب وزير الداخلية -عبر حسابه على تويتر- “ليلة أكثر هدوءا بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن”. في حين أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس السبت اتصالات هاتفية مع عدد من رؤساء البلديات القلقين من اتساع دائرة أعمال العنف.

وفرضت السلطات الفرنسية في وقت سابق حظرا للتجول الليلي في نحو 20 مدينة، ومنها كلامارات، وكومبيين، وكلوس دي روز، ونويي-سور-مارن.

وشمل الحظر بعض المدن برمتها، في حين طُبق في بعض الأحياء بمدن أخرى.

 

اعتقالات وتعزيزات

وأعلنت وزارة الداخلية اعتقال 55 شخصا في مارسيليا، في حين قرر وزير الداخلية إرسال 200 شرطي إضافي للمساعدة في حفظ الأمن بالمدينة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في الشرطة قوله إن مارسيليا ومنطقة ليون بأكملها الأكثر تضررا من أعمال العنف الليلة الماضية.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إنها أوقفت 719 شخصا الليلة الماضية خلال أعمال العنف في عدة مناطق بالبلاد، وأضافت أن 45 عنصرا من الشرطة والدرك أصيبوا بجروح، وأن النيران أضرمت في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقا على طرق.

ولم تعلن الوزارة تسجيل حوادث كبرى.

وفي سياق متصل، دعت نقابة القضاء في فرنسا إلى تجميد العمل بالقانون الذي يسمح لقوات الأمن بإطلاق النار في حال عدم امتثال الموقوفين، وإنشاء مصلحة تحقيق مستقلة لمراقبة أخلاقيات قوات الأمن.

وندد بيان النقابة بإقحام القضاء في قضية مقتل الشاب نائل، قائلا إنه يتعين على القضاء ألا يطفئ ما وصفها بالانتفاضة، وألا يبقى غير فعال في وجه خطاب سياسي ينكر وجود عنف أمني أو تمييز من قبل الشرطة.

تشييع الضحية

وشُيع ظهر أمس السبت جثمان الفتى نائل الذي أثار مقتله برصاص شرطي موجة غضب شعبي واتهامات للشرطة بالعنصرية.

وشارك مئات الأشخاص في تشييع الفتى الراحل من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير بباريس.

ونقل الجثمان من دار جنازات نانتير إلى المسجد، وسط أجواء متوترة للغاية بين مجموعات من الشباب والصحافة التي طلبت عائلة نائل عدم حضورها، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت الوكالة عن شاهد عيان أن التشييع انتهى في “هدوء شديد، في خشوع ومن دون تجاوزات”.

شكوى صينية

وقال مكتب الشؤون القنصلية الصيني -في بيان اليوم الأحد- إن القنصل العام الصيني في مدينة مارسيليا قدم شكوى لفرنسا بعد تعرض سائحين صينيين الخميس الماضي لإصابات طفيفة إثر تهشم زجاج حافلة كانت تقلهم في المدينة.

وذكر البيان أن الشكوى الرسمية التي قدمها القنصل العام دعت فرنسا إلى ضمان سلامة المواطنين الصينيين وممتلكاتهم.

وحث بيان القنصلية الصينية المواطنين الصينيين في فرنسا أو المسافرين إليها على “توخي الحيطة والحذر” في أعقاب أعمال الشغب المستمرة.

وقامت دول أخرى بتحديث نصائح سفر رعاياها إلى فرنسا، ودعتهم إلى تجنب زيارة المناطق التي تشهد أعمال شغب.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.