أعربت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) عن تقديرها لبيان صادر عن مجموعة من الدول العربية والإسلامية، يؤكد على أهمية دورها في قطاع غزة ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين. جاء هذا البيان في وقت حاسم، وفقًا لتصريح مقتضب للأونروا، ويؤكد على الدور الذي لا غنى عنه للوكالة في حماية ورعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين. هذا الدعم يأتي في ظل تحديات إنسانية متزايدة تواجه السكان في غزة والمنطقة.

أهمية دعم الأونروا في ظل الظروف الراهنة

تأتي هذه التصريحات من السعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر، في أعقاب اقتحام القوات الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس الشرقية، وهو ما أدانته الوكالة بشدة. وتعتبر الأونروا أن هذا الاقتحام يمثل انتهاكًا للقانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة. كما يمثل هذا البيان تأكيدًا على أهمية استمرار عمل الوكالة في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.

دور الأونروا التاريخي والخدمات المقدمة

منذ عام 1949، نفذت الأونروا ولاية فريدة من نوعها بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302، تهدف إلى حماية اللاجئين الفلسطينيين وتقديم خدمات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية والمساعدة الطارئة. وتشمل مناطق عملياتها الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة. وتشير الوكالة إلى أن تجديد ولايتها لمدة ثلاث سنوات إضافية يعكس الثقة الدولية في دورها الحيوي.

توزيع المساعدات الإنسانية في غزة

تلعب الأونروا دورًا أساسيًا في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من خلال شبكة واسعة من مراكز التوزيع. وتضمن الوكالة وصول الغذاء والمواد الإغاثية والمستلزمات الأساسية إلى المستحقين بعدالة وكفاءة، بما يتسق مع قرار مجلس الأمن رقم 2803. وتعتبر مدارس الأونروا ومرافقها الصحية شريان حياة لمجتمع اللاجئين في غزة، حيث تواصل تقديم خدمات التعليم والرعاية الصحية الأساسية على الرغم من الظروف الصعبة.

لا يمكن الاستغناء عن الأونروا

أكدت الدول الموقعة على البيان أن دور الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه، نظرًا لعدم وجود أي جهة أخرى تمتلك البنية التحتية والخبرة والانتشار الميداني اللازم لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين. وأشارت إلى أن أي إضعاف لقدرة الوكالة سيترتب عليه تداعيات إنسانية واجتماعية وسياسية خطيرة على مستوى المنطقة بأسرها. الأونروا، وفقًا للدول، تمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار وصون الكرامة الإنسانية.

التحديات التي تواجه الأونروا والتمويل المستدام

تواجه الأونروا تحديات كبيرة في توفير التمويل المستدام لعملياتها، خاصة في ظل الأزمات المتتالية التي تشهدها المنطقة. وتعتمد الوكالة بشكل كبير على التبرعات الطوعية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وتشير تقارير إلى أن نقص التمويل يؤثر على قدرة الوكالة على تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك التعليم والصحة. اللاجئون الفلسطينيون هم الفئة الأكثر تضررًا من نقص التمويل.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه الأونروا تحديات سياسية وقانونية، بما في ذلك القيود المفروضة على حركة الموظفين والمواد الإغاثية في بعض مناطق العمليات. وتدعو الوكالة إلى احترام القانون الدولي وحماية مقار الأمم المتحدة. الوضع الإنساني في غزة يتطلب تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي.

ودعت الدول المجتمع الدولي إلى ضمان توفير التمويل الكافي والمستدام للأونروا، ومنحها المساحة السياسية والعملياتية اللازمة لمواصلة عملها الحيوي في كافة مناطق عملياتها الخمس. إن دعم الأونروا يمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار وصون الكرامة الإنسانية وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لقضيتهم وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

من المتوقع أن تستمر الدول الموقعة على البيان في جهودها الدبلوماسية لحشد الدعم الدولي للأونروا. وستراقب الوكالة عن كثب التطورات السياسية والقانونية التي قد تؤثر على عملها. يبقى التمويل المستدام والتسهيلات اللوجستية التحديين الرئيسيين اللذين تواجههما الأونروا في المستقبل القريب.

شاركها.
اترك تعليقاً