أعلنت الهيئة العامة للإحصاء عن نتائج إحصاءات الطاقة المنزلية لعام 2024، والتي كشفت عن استهلاك المملكة العربية السعودية لإجمالي 161,207 جيجاواط ساعة من الكهرباء في القطاع السكني. وأظهرت الإحصاءات تغطية كاملة لخدمات الكهرباء بنسبة 100% لجميع السكان، مما يعكس التزام المملكة بتوفير البنية التحتية الأساسية لجميع مواطنيها. تأتي هذه البيانات في وقت تشهد فيه المملكة جهوداً متزايدة لتحسين كفاءة استخدام الطاقة.

ووفقاً للتقرير، تصدرت منطقة الرياض قائمة المناطق الأكثر استهلاكاً للطاقة الكهربائية بكمية بلغت 45.2 ألف جيجاواط ساعة، تليها منطقة مكة المكرمة باستهلاك قدره 41.3 ألف جيجاواط ساعة. في المقابل، سجلت منطقة الباحة ومنطقة الحدود الشمالية أقل معدلات استهلاك، حيث بلغت 1.4 ألف و 1.7 ألف جيجاواط ساعة على التوالي. هذه التفاوتات الإقليمية تعكس الاختلافات في الكثافة السكانية وأنماط الحياة.

استهلاك الطاقة الكهربائية وأنماط استخدام الغاز في المنازل السعودية

أظهرت الإحصاءات تفضيلاً كبيراً لاستخدام أسطوانات الغاز في المنازل السعودية، حيث تعتمد 93.9% من المساكن على أسطوانات الغاز المصنوعة من الحديد. بينما تستخدم 5.6% من المساكن أسطوانات الغاز المصنوعة من الفايبر، و0.5% فقط تستخدم النوعين معاً. يعكس هذا الاعتماد الكبير على الغاز تاريخياً توافر هذه المادة وسهولة استخدامها في الطهي وتدفئة المياه.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الإحصاءات عن أن 86.4% من المساكن تستخدم الغاز كمصدر رئيسي للطبخ، في حين تعتمد 13.4% على الكهرباء في هذه العملية. وتظهر نسبة ضئيلة جداً، بلغت 0.2%، استخدام أنواع أخرى من مصادر الطاقة للطبخ. هذه الأرقام تؤكد الدور المهيمن للغاز في قطاع الطهي المنزلي.

الوعي بترشيد الطاقة والتوجه نحو مصادر بديلة

أظهرت نتائج الهيئة العامة للإحصاء مستوى عالياً من الوعي بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية بين الأسر السعودية. فقد بلغت نسبة الأسر التي تبدي اهتماماً كبيراً بهذا الأمر 91.5%. وبالتوازي مع ذلك، أشار 91.9% من الأسر إلى أنها تطبق تعليمات ترشيد الطاقة في استخدام الأجهزة الكهربائية داخل المنازل.

ومع ذلك، فإن هناك أيضاً رغبة متزايدة في استكشاف مصادر طاقة بديلة. أفاد 56.6% من الأسر بأنها مستعدة لاستبدال الأجهزة القديمة بأخرى أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. في حين أعرب 40.8% من الأسر عن اهتمامها باستخدام الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة في مساكنهم. هذا التوجه يعكس وعياً متزايداً بالفوائد البيئية والاقتصادية للطاقة المتجددة.

وتشير هذه البيانات إلى أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها في مجال كفاءة استهلاك الطاقة. وتعتبر هذه الإحصاءات بمثابة مرجع هام لصناع القرار والجهات المعنية بقطاع الطاقة، حيث تساعدهم في وضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة لتحسين الأداء وتلبية الاحتياجات المتزايدة.

وتأتي هذه الإحصاءات في سياق رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً كبيراً بتنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستدامة البيئية. وتشمل هذه الرؤية مشاريع ضخمة في مجال الطاقة المتجددة، مثل مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بهدف زيادة مساهمة هذه المصادر في مزيج الطاقة الوطني. كما تهدف الرؤية إلى تحسين كفاءة استخدام الطاقة في جميع القطاعات، بما في ذلك القطاع السكني.

من الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للإحصاء تقوم بجمع وتحليل البيانات الإحصائية بشكل دوري، بهدف توفير معلومات دقيقة وموثوقة حول مختلف جوانب الحياة في المملكة. وتعتبر هذه الإحصاءات أداة أساسية للتخطيط والتنمية المستدامة. وتساهم في تمكين الأفراد والمؤسسات من اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على الحقائق والأرقام.

من المتوقع أن تصدر الهيئة العامة للإحصاء المزيد من التفاصيل حول إحصاءات الطاقة المنزلية في تقارير لاحقة، بما في ذلك بيانات حول أنواع الأجهزة الكهربائية المستخدمة في المنازل، ومعدلات استهلاك الطاقة لكل جهاز. يجب مراقبة هذه التقارير المستقبيلة لتقييم التغيرات في أنماط استهلاك الطاقة وتقييم فعالية مبادرات ترشيد الطاقة التي تنفذها المملكة. كما سيكون من المهم تتبع التقدم المحرز في مجال تبني مصادر الطاقة المتجددة في القطاع السكني.

شاركها.
اترك تعليقاً