استشهد 20 فلسطينيا وأصيب آخرون -اليوم الثلاثاء- في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصفه مخيما للنازحين بمنطقة المواصي بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، كما قصفت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان بمدينة بيت لاهيا شمالي القطاع، وفرضت حصارا على مستشفى اليمن السعيد بمخيم جباليا.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أن جيش الاحتلال قتل 72 نازحا خلال 48 ساعة بقصف خيامهم في مناطق زعم أنها آمنة.

وقالت لجنة الطوارئ في رفح في بيان إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة حرب وإبادة جماعية جديدة استهدفت خيام النازحين في المناطق الآمنة، في المواصي غرب مدينة رفح.

واعتبرت اللجنة أن ما جرى جريمة حرب وإبادة جماعية جديدة تضاف إلى سجله “الإرهابي النازي”، حيث ضرب بسلوكه كافة القرارات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية.

ودعت لجنة الطوارئ الدول والمؤسسات الدولية والأممية إلى وقف حرب الإبادة الجماعية فورا على قطاع غزة وحماية المدنيين والنازحين، كما دعت الشعوب العربية والإسلامية للتحرك الجماهيري الحاشد اليوم الثلاثاء، في كافة العواصم والدول والميادين، تنديدا بجرائم الإبادة الجماعية ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

بدورهم، قال شهود عيان إنه سقط شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف خياما للنازحين في منطقة المواصي الساحلية غرب رفح، مؤكدين انتشال عدد كبير من الإصابات والجثامين من موقع القصف، في حين عُثر على أشلاء بشرية متناثرة.

وسبق أن حدد الجيش الإسرائيلي منطقة المواصي منطقة “آمنة” ولم يطلب من النازحين إخلاءها.

وحسب مصادر محلية فلسطينية، فإن الخيام المستهدفة تقع على بعد نحو 100 متر من المستشفى الميداني الأميركي غرب رفح.

وهذا هو ثالث استهداف لخيام النازحين في المدينة خلال 48 ساعة، حيث استشهد 45 فلسطينيا وأصيب عشرات أغلبهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة ويمكن النزوح إليها.

ورغم موجة الاستياء العارمة التي سببها استهداف تل أبيب خيام النازحين، فإن الجيش الإسرائيلي جدد استهدافه للمنطقة نفسها فجر الثلاثاء، مما أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين.

تنصل إسرائيلي

بدوره زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن الجيش لم يشن أي غارة بالمنطقة الإنسانية في المواصي برفح.

وادعى في وقت سابق الثلاثاء أن الجيش كان يستهدف مقاوما فلسطينيا برفح، لكن الهجمة أودت عن “غير قصد” بحياة فلسطينيين كانوا بالمنطقة، مضيفا أنه لم يتضح بعد سبب الحريق الذي أودى بحياة المدنيين و”التحقيق مستمر”.

كما زعم أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف مبنى كان يضم مسلحين من حركة حماس -الأحد الماضي- وقال إن هذا المبنى لم تكن قربه خيام نازحين، مضيفا أن الغارة الجوية تمت بمنطقة تبعد 1.5 كيلومتر عن منطقة المواصي التي تم تصنيفها آمنة، وأنه تم تنفيذ الغارة باستخدام ذخيرة برؤوس حربية صغيرة.

يأتي ذلك رغم إصدار محكمة العدل الدولية وبموافقة 13 من أعضائها مقابل رفض عضوين، الجمعة، تدابير مؤقتة جديدة تطالب إسرائيل بأن توقف فورا هجومها على رفح، وتحافظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات لغزة، وتقدم تقريرا للمحكمة خلال شهر عن الخطوات التي اتخذتها في هذا الصدد.

استهداف المستشفيات

وشمالي القطاع، قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال قصفت مستشفى كمال عدوان بمدينة بيت لاهيا، مشيرا إلى اشتعال النيران في مولدات الكهرباء بالمستشفى جراء القصف.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت مصادر طبية باستشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم طبيب، في إطلاق الجيش الإسرائيلي النار بمحيط مستشفى كمال عدوان.

وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تفرض حصارا على مستشفى اليمن السعيد الذي يؤوي آلاف النازحين بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وتزامن ذلك مع قصف مدفعي متواصل على بلدة بيت حانون أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، وأوضح المراسل أن قوات الاحتلال توغلت في شارع السكة، وبدأت عمليات تجريف وتدمير ببلدة بيت حانون.

في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس، إن نحو 10 آلاف مريض ينتظرون الإجلاء في قطاع غزة.

وأوضحت هاريس في مؤتمر صحفي أن قطاع غزة يعاني من نقص الإمدادات الطبية ومخزون الوقود، وذكرت أن المنظمة تمكنت من إيصال 3 شاحنات فقط من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر بوابة كرم أبو سالم منذ الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة رفح في السادس من مايو/أيار الجاري.

وأشارت إلى أن 60 شاحنة مساعدات تابعة للمنظمة في ميناء العريش المصري لم تتمكن من الدخول بسبب إغلاق معبر رفح عقب سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه.

وسبق أن حذرت منظمات أممية ودولية من استهداف الجيش الإسرائيلي المنظومة الصحية والطواقم الطبية في القطاع، إلا أنه تجاهل تلك التحذيرات واستهدف العديد من المستشفيات وأخرجها عن الخدمة، مما فاقم الأوضاع داخل القطاع.

عمليات المقاومة

في الأثناء، قالت كتائب القسام إن مقاتليها فجروا منزلا مفخخا بقوة إسرائيلية في جنوب مدينة رفح وأوقعوا أفرادها “بين قتيل وجريح”.

ومن جانبها، قالت سرايا القدس إنها قصفت بقذائف هاون عيار “60” جنود وآليات الاحتلال المتوغلة في محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح.

كما أعلنت سرايا القدس إسقاط مسيرة “كواد كابتر” إسرائيلية من نوع “مافيك برو” والسيطرة عليها في سماء مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وأوضحت السرايا أنها قصفت مع كتائب القسام بقذائف هاون جنود وآليات قوات الاحتلال في محيط مبنى شمالي مخيم جباليا.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال بادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.​

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.