اتخذت الحرب الإسرائيلية الإيرانية منحى التصعيد المتدرج الذي يسعى كل طرف من خلاله لتحقيق أهدافه بشكل تراكمي، حسب الخبير العسكري اللواء فايز الدويري، الذي قال إن إسرائيل تريد القضاء على كافة البنية التحتية النووية لإيران بينما تحاول الأخيرة الإبقاء على الردع المتوازن.

ففي حين واصلت المقاتلات الإسرائيلية استهداف منشآت نووية في نطنز وبوشهر وأصفهان وطهران، وقصفت مفاعل آراك، ضربت الصواريخ الإيرانية اليوم الخميس منشآت مهمة في قلب إسرائيل، منها قيادة الاستخبارات العسكرية والبورصة، وطالت الانفجارات مستشفى سوروكو وألحقت به أضرارا كبيرة.

تدمير بنية إيران النووية

ووفقا لما قاله الدويري -في تحليل للجزيرة- فإن إسرائيل تحاول تدمير كافة البنية التحتية النووية الإيرانية خلال هذه الحرب، بما فيها تلك التي تستخدم في البحث العلمي، وليس لتخصيب اليورانيوم مثل المفاعل التابع لجامعة طهران، أو مفاعل آراك الذي يصنع البلوتونيوم.

ويعكس هذا السلوك الإسرائيلي رغبة واضحة في محو كل ما يتعلق بالطاقة النووية في إيران، وهو ما دفعها للتفكير في تنفيذ عملية برية لتدمير منشأة “فوردو” التي لا تملك قدرات تمكنها من ضربها، وفق الدويري.

ويتمثل الهدف النهائي من كل هذه الضربات في التفرد الإسرائيلي بقوة الردع لإملاء الشروط على إيران التي تريدها إسرائيل منهكة وليست مفككة، لأن تفكيكها لن يكون في مصلحة أي طرف بالمنطقة.

في المقابل، تستهدف إيران من تصعيدها المتدرج إلى الحفاظ على الردع المتوازن الذي يقوم على رد الضربة بضربة بحيث تمنع إسرائيل من فرض شروطها، وفق الدويري.

ويعتبر الردع المتوازن عنوانا رئيسيا لضربات إيران التي لا تقارن بإسرائيل تقنيا ولا جويا ومع ذلك هي قادرة على إلحاق أضرار كبيرة بها كما حدث صباح اليوم.

معركة صبر إستراتيجي

ومن ثم فإن الصبر الإستراتيجي يصب في صالح إيران التي تملك مساحة قدرها 1.6 مليون كيلومتر مربع يعيش فيها 85 مليون نسمة مقابل إسرائيل التي لا تزيد مساحتها على 20 ألف كيلومتر مربع يعيش فيها نحو 10 ملايين نسمة (8 ملايين إسرائيلي ومليوني عربي).

وهذا ما دفع الإيرانيين إلى توجيه ضربة عنيفة صباح اليوم مع سماح الحكومة الإسرائيلية بالعودة التدريجية لمقار عملهم، مما يعني عودة توقف عجلة الاقتصاد مجددا.

وتتوقف قدرة إيران على إيلام إسرائيل على حجم التورط الأميركي في المعركة، لأنها لا تزال حاليا في مرحلة المشاركة الدفاعية، بينما لو انخرطت في الجانب الهجومي من الحرب فقد تنشر طهران ألغاما في مضيقي هرمز وباب المندب، مما يعني توقف توريد 20% من النفط العالمي.

ويمكن لإيران أيضا ضرب ما يصل إلى 63 قاعدة وتمركزا عسكريا أميركيا في دول المنطقة، وأخرى في مناطق أخرى بالعالم، كلها خيارات بيد إيران حتى لو لم تستخدمها، كما يقول الدويري.

شاركها.
اترك تعليقاً