أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية عن نجاح خطة متكاملة للحد من انتشار سنجاب النخيل الشمالي الغازي في مدينة جدة، وذلك في إطار جهود المملكة المستمرة لمكافحة الأنواع غير الأصلية التي تهدد التنوع البيولوجي. وقد أسفرت الخطة، التي نُفذت على مدى عدة مراحل، عن السيطرة الكاملة على انتشار هذا النوع في الموقع المحدد، مع استمرار المراقبة لضمان عدم عودته.

تم تنفيذ الخطة الميدانية في أحد المواقع بمدينة جدة، واستغرقت عدة أشهر، وشملت عمليات رصد دقيقة، والتقاط السناجب، وتطبيق إجراءات بيئية تهدف إلى منع تكاثرها وانتشارها. وأكد المركز أنه يطبق الأنظمة واللوائح الخاصة بحماية البيئة بحق أي شخص يتعامل مع هذا النوع أو يساهم في نشره بشكل غير قانوني.

سنجاب النخيل الشمالي الغازي: تهديد للتنوع البيولوجي المحلي

تعتبر الأنواع الغازية من أبرز التحديات التي تواجه النظم البيئية في جميع أنحاء العالم، حيث تتسبب في أضرار اقتصادية وبيئية كبيرة. سنجاب النخيل الشمالي، على وجه الخصوص، يُعد من الأنواع الغازية التي تهدد التنوع البيولوجي في المملكة العربية السعودية، وذلك لقدرته العالية على التكيف والتكاثر السريع، وتأثيره السلبي على النباتات المحلية.

تأثيرات الأنواع الغازية على البيئة السعودية

تؤثر الأنواع الغازية على البيئة السعودية بطرق متعددة. فهي تتنافس مع الأنواع المحلية على الموارد الغذائية والمائية، وتؤدي إلى تغييرات في تركيب الغطاء النباتي، وقد تتسبب في انقراض بعض الأنواع الأصلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحمل الأنواع الغازية أمراضًا وطفيليات جديدة تؤثر على صحة الإنسان والحيوان.

وفقًا لتقارير المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، فإن مكافحة الأنواع الغازية تتطلب جهودًا متواصلة ومنسقة، بالإضافة إلى توعية الجمهور بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي. وتشمل هذه الجهود الرصد المبكر، والتقييم المستمر، وتطبيق إجراءات المكافحة المناسبة.

خطة المكافحة المتكاملة في جدة: مراحل التنفيذ

اعتمدت خطة المكافحة في جدة على نهج متكامل يجمع بين عدة أساليب. بدأت الخطة بمرحلة الرصد، حيث تم تحديد المناطق التي ينتشر فيها سنجاب النخيل الشمالي وتقييم حجم المشكلة. ثم تلتها مرحلة الالتقاط، التي تم خلالها استخدام طرق مختلفة لالتقاط السناجب، مع الحرص على عدم إلحاق الضرر بالحيوانات الأخرى.

بعد ذلك، تم تطبيق إجراءات بيئية تهدف إلى منع تكاثر السناجب وانتشارها. وشملت هذه الإجراءات إزالة مصادر الغذاء والمأوى، وتعديل البيئة المحيطة لتقليل جاذبيتها للسناجب. كما تم إجراء تقييم ميداني شهري لضمان خلو الموقع من أي عودة لظهور السناجب.

بالتوازي مع ذلك، نفذ المركز حملات توعية للمواطنين والمقيمين في جدة حول مخاطر الأنواع الغازية وأهمية عدم التعامل معها أو المساهمة في انتشارها. كما تم تكثيف الرقابة على الأسواق والمتاجر للتأكد من عدم بيع سنجاب النخيل الشمالي أو تداوله بشكل غير نظامي. وتعتبر هذه الرقابة جزءًا من جهود مكافحة التجارة غير المشروعة بالحيوانات.

الجهود المستمرة لمكافحة الأنواع الغازية في المملكة

تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الأنواع الغازية، تهدف إلى حماية النظم البيئية المحلية والحفاظ على التنوع البيولوجي. وتشمل هذه الاستراتيجية تطوير قاعدة بيانات وطنية للأنواع الغازية، وإجراء البحوث والدراسات اللازمة لفهم سلوكها وتأثيراتها، وتطوير وتنفيذ خطط المكافحة المناسبة.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل المملكة على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الأنواع الغازية، وتبادل الخبرات والمعلومات مع الدول الأخرى. وتعتبر هذه الشراكات ضرورية لمواجهة هذا التحدي العالمي بفعالية. وتشمل الجهود أيضًا حماية البيئة الحضرية من خلال برامج توعية وتثقيف.

وفي سياق متصل، يواصل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية جهوده في رصد وتقييم انتشار الأنواع الغازية الأخرى في المملكة، وتطوير خطط المكافحة المناسبة لكل نوع. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن خطط جديدة لمكافحة أنواع غازية أخرى في مناطق مختلفة من المملكة خلال الأشهر القادمة. وستعتمد هذه الخطط على نتائج الدراسات والتقييمات الميدانية، وعلى أفضل الممارسات العالمية في مجال مكافحة الأنواع الغازية.

من المقرر أن يستمر المركز في إجراء تقييمات دورية للموقع في جدة لضمان عدم عودة سنجاب النخيل الشمالي، مع التركيز على المراقبة المستمرة وتطبيق الإجراءات الوقائية اللازمة. وستعتمد فعالية هذه الجهود على استمرار التعاون بين جميع الجهات المعنية، وعلى مشاركة المجتمع المحلي في جهود الحفاظ على البيئة.

شاركها.
اترك تعليقاً