أكدت الإدارة العامة للمرور السعودية على أهمية فحص المركبات والتأكد من جاهزيتها قبل الشروع في أي رحلة، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز السلامة المرورية وحماية الأرواح والممتلكات. جاء هذا التأكيد عبر منشور توضيحي على حسابها الرسمي بمنصة “إكس”، يهدف إلى توعية السائقين بأهمية الاستعداد للرحلات، خاصة الطويلة منها، وتقليل الحوادث الناجمة عن أعطال المركبات. هذه التوجيهات تأتي مع اقتراب مواسم الإجازات وزيادة حركة السفر على الطرق.
وشددت الإدارة على ضرورة إجراء فحص شامل للمركبة قبل السفر، يشمل التأكد من سلامة الإطارات، السوائل، الأنوار، والمكابح. وبحسب الإدارة، فإن هذا الإجراء الوقائي يساهم بشكل كبير في تجنب العديد من المخاطر التي قد تتعرض لها المركبة أثناء الطريق، وبالتالي الحفاظ على سلامة الركاب والمستخدمين الآخرين للطريق. الهدف الأساسي هو تقليل نسبة الحوادث المرورية الناتجة عن أخطاء السائق أو أعطال المركبات.
السلامة المرورية تبدأ بفحص المركبة
لا تقتصر السلامة المرورية على التزام السائق بقواعد السير فحسب، بل تمتد لتشمل التأكد من سلامة المركبة وصلاحيتها للسير. تعتبر المركبة غير الصالحة للسير من العوامل الرئيسية التي تزيد من احتمالية وقوع الحوادث، خاصةً إذا كانت تعاني من أعطال في الأنظمة الأساسية مثل المكابح أو الإطارات. غالباً ما يغفل السائقون عن إجراء فحوصات دورية للمركبة، مما يؤدي إلى تراكم المشاكل وتفاقمها.
عناصر الفحص الأساسية
أوصت الإدارة العامة للمرور بإجراء عدة فحوصات أساسية قبل السفر، ومن أبرزها:
فحص السوائل: التأكد من مستوى زيت المحرك، سائل التبريد، سائل الفرامل، وسائل المساحات. يجب تغيير الزيت والفلتر حسب المدة الموصى بها من قبل الشركة المصنعة. نقص السوائل يمكن أن يؤدي إلى تلف المحرك أو أعطال أخرى.
فحص الإطارات: التأكد من ضغط الإطارات، وجود أي تلفيات أو تشققات، ومستوى النمط (البروز). يجب أيضاً التأكد من وجود إطار احتياطي صالح للاستخدام وأدوات تغييره. الإطارات هي نقطة الاتصال الوحيدة بين السيارة والطريق، لذلك سلامتها أمر بالغ الأهمية.
فحص الأنوار: التأكد من عمل جميع الأنوار بشكل صحيح، بما في ذلك الأضواء الأمامية والخلفية، وأضواء الفرامل، وأضواء الاتجاه. الأنوار ضرورية للرؤية الواضحة في الليل أو في الظروف الجوية السيئة.
فحص المكابح: التأكد من استجابة المكابح وسرعة توقف المركبة. يجب فحص وسادات المكابح وأقراص المكابح والتأكد من أنها في حالة جيدة. المكابح غير الصالحة يمكن أن تؤدي إلى فقدان السيطرة على المركبة.
بالإضافة إلى ذلك، شددت الإدارة على أهمية وجود أدوات السلامة في المركبة، مثل طفاية الحريق، ومثلثات التحذير، وعلبة الإسعافات الأولية. هذه الأدوات يمكن أن تكون حيوية في حالات الطوارئ.
وذكرت مصادر في وزارة النقل أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور على تطوير البنية التحتية للطرق وزيادة عوامل السلامة عليها، مثل تركيب حواجز وقائية وعلامات إرشادية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات توعية للسائقين. تهدف هذه الجهود إلى خلق بيئة آمنة ومستدامة للنقل في المملكة.
يأتي هذا التركيز على السلامة المرورية كجزء من رؤية المملكة 2030، التي تولي اهتماماً كبيراً بتحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة. كما يعكس حرص الحكومة على حماية المواطنين والمقيمين من مخاطر الحوادث المرورية التي تعتبر من الأسباب الرئيسية للوفاة والإصابات في المملكة.
يُذكر أن الإدارة العامة للمرور تطلق بشكل دوري حملات توعية وتفتيشية للتحقق من التزام السائقين بقواعد السير والمرور، والتأكد من سلامة المركبات. وتُفرض عقوبات صارمة على المخالفين، بهدف ردعهم وتحفيزهم على الالتزام بقواعد قيادة آمنة. كما تشجع الإدارة على الإبلاغ عن أي مركبة أو سائق يشكل خطراً على الآخرين.
ومن الأخبار المتعلقة، أعلنت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك عن تفعيل نقاط فحص المركبات على المنافذ الحدودية للتأكد من مطابقتها لمعايير السلامة قبل السماح لها بالعبور. وهذا الإجراء يهدف إلى حماية السوق المحلية من المركبات غير الصالحة ويضمن مستوى عالياً من الأمان على الطرق.
في الختام، تبقى الإرشادات الصادرة عن الإدارة العامة للمرور بمثابة تذكير دائم بأهمية الاستعداد والاحتياط قبل أي رحلة. من المتوقع أن تعلن الإدارة عن تفاصيل خططها المستقبلية لتعزيز السلامة على الطرق في الأشهر القادمة، مع التركيز على استخدام التقنيات الحديثة وتطوير برامج التدريب والتوعية. يبقى التزام السائقين بقواعد المرور وإجراء الفحوصات الدورية للمركبات هو الركيزة الأساسية لتحقيق أعلى مستويات الأمان.















