قال ناشط حقوق الإنسان الكيني بونيفاس موانغي، الذي لعب دورا بارزا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، إنه يخطط للترشح في الانتخابات الرئاسية 2027، معلّقا آماله على استثمار غضب الشباب وقوة الشارع للإطاحة بالرئيس وليام روتو الذي لا يزال في مأموريته الأولى.

وعلى مدى 20 عاما الماضية، ظل موانغي (42 عاما) أحد أجرأ ناشطي كينيا وأكثرهم تحديا للسلطات، إذ شارك بفاعلية في الاحتجاجات المناهضة للفساد والتلاعب بالديمقراطية.

وقال موانغي إن الوقت قد حان لنقل المعركة من الشارع إلى القصر الرئاسي الذي يمكن أن تنطلق منه مسيرة التغيير الجاد إذا وُجدت الإرادة الصادقة.

مسيرة المعارك

برز الناشط موانغي أول مرة بوصفه مصوّرا صحفيا خلال الانتخابات الكينية المتنازع عليها عام 2007، حين قتل أكثر من ألف شخص في صدامات إثنية، وحصد جوائز على صوره في تغطية الأحداث.

وإثر ذلك الاقتراع، ترك الكاميرات ورفع اللافتات، وتحوّل إلى أبرز ناشط سياسي بين جيله في ذلك الوقت.

وعام 2013، ألقى عشرات الخنازير الصغيرة الملطخة بالدماء أمام البرلمان احتجاجا على مطالب النواب بزيادة رواتبهم، وسماهم “خنازير البرلمان”.

وفي يونيو/حزيران 2024، كان في قلب احتجاجات جيل الشباب التي اقتحمت البرلمان غضبا من مشروع قانون زيادة الضرائب، وقوبلت بالرصاص الحي والغاز، وسقط فيها أكثر من 40 قتيلا.

وحتى خارج البلاد، لم يتراجع عن نضاله، ففي مايو/أيار الماضي تم اعتقاله في تنزانيا في أثناء حضوره محاكمة زعيم المعارضة التنزانية توندو ليسو بتهم الخيانة، وقال إنه تعرض للتعذيب في السجن.

وقال إنه سيخوض الحملة الانتخابية تحت شعار الحب والشجاعة، لكنه وعد بمحاسبة السياسيين الفاسدين والزج بهم في السجون، متهما إياهم بنهب ثروات البلاد.

واتهم الناشط الحقوقي الرئيس الحالي وليام روتو بخيانة الدستور، وقال إنه تقدمي، لكنه غير مطبق على أرض الواقع، معتبرا نفسه الشخص المناسب لتنفيذه.

المراهنة على الشباب

وعام 2022، قررت لجنة الانتخابات أن سقف الإنفاق على الحملة الانتخابية يجب ألا يتجاوز 34 مليون دولار، لكن موانغي يعترف بأنه لا يملك هذه المبالغ، ويراهن على الشباب الذي يشكل ثلثي السكان في كينيا، إضافة للمتبرعين.

ويخطط موانغي لحملة شعبية ميدانية عبر الزيارات للمنازل والكنائس والأسواق، مع استثمار شبكات الإنترنت التي غذت احتجاجات 2024، وأظهرت قوة الشباب.

ورغم أن موانغي يعتبر حاليا من أبرز الناشطين السياسيين في كينيا، فإن فرصه تظل ضئيلة أمام نظام سياسي تهيمن عليه زعامات مخضرمة تملك المال وتستند إلى تحالفات إثنية متينة.

ومع ذلك، فإن مشاركته مرشحا في انتخابات 2027 قد تضمن له استقطاب بعض الشباب، وهو ما سيغير من ميزان الحضور والتنافس بين السياسيين التقليديين الذين تعودوا استغلال الأجيال الجديدة في حملاتهم الانتخابية.

وخلال احتجاجات 2024، اتهمه مؤيدو الحكومة بأنه عميل ممول من الخارج، لكنه يرفض تلك التهم بشدة، ويقول إنه يناضل من أجل الناس، ولم يساوم يوما على قيمه التي ينادي بها.

شاركها.
اترك تعليقاً