هزّت سلسلة انفجارات قوية العاصمة الأوكرانية كييف صباح اليوم الجمعة، عقب تحذيرات جوية من الجيش بشأن إطلاق صواريخ باليستية من روسيا باتجاه أوكرانيا، في حين حذرت وزارة الخارجية الروسية من تصريحات تتعلق بالتصعيد العسكري النووي في المنطقة.

وأعلن عن مقتل شخص واحد في الضربة الصاروخية، في حين تصاعد دخان كثيف في سماء المدينة نتيجة الانفجارات.

وأكدت الإدارة العسكرية الأوكرانية أن الهجمات الروسية شملت إطلاق مسيرات انتحارية، وهو ما تعاملت معه الدفاعات الجوية، موضحة أن الحطام الناتج عن الهجمات سقط في مناطق غير مأهولة بالسكان، مما حدّ من الأضرار البشرية.

لكن على الرغم من التصدي لعديد من الهجمات، أعلن رئيس الإدارة العسكرية في كييف، سيرغي بوبكو، عبر تطبيق تلغرام أن الهجوم أسفر عن مقتل شخص، مشيرا إلى أن القوات الروسية استخدمت صواريخ من طرازي “كينغال” و”إسكندر” في الهجوم الذي وقع نحو الساعة السابعة صباحا (05:00 بتوقيت غرينتش).

من جانبه، أفاد رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، عبر التطبيق نفسه بأنه تم نقل شخصين إلى المستشفى نتيجة الهجوم، وأشار إلى أن حطام الصواريخ سقط في 4 مناطق داخل المدينة، مما أسفر عن اشتعال نيران في سيارات ومبان، مضيفا أن أجهزة الطوارئ تعمل في هذه الأماكن لمكافحة الحرائق وتقديم الإسعافات.

كما أشار جهاز الطوارئ الأوكراني إلى اندلاع حريق كبير في مستودع في منطقة بوريسبول القريبة من مطار كييف الدولي، نتيجة الهجوم بمسيرات انتحارية.

صواريخ باليستية

وفي وقت سابق، حذرت القوات الجوية الأوكرانية عبر تطبيق تلغرام من إطلاق صواريخ باليستية من الشمال، مؤكدة أنها رصدت تحركات صاروخية روسية، وتأتي هذه الهجمات بعد يوم واحد من الجلسة السنوية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي رفض خلالها أي هدنة مع أوكرانيا، مما زاد من تعقيد الوضع العسكري.

وفي سياق متصل، أفادت السلطات الأوكرانية بوقوع هجمات صاروخية في مدينة خيرسون الجنوبية، حيث أسفرت الهجمات عن مقتل شخص واحد وإصابة 6 آخرين، كما تعرضت عدة بلدات وقرى في مناطق أخرى لهجمات مشابهة، مما يضاعف من معاناة المدنيين في المناطق المنكوبة.

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأنها استهدفت أهدافا عسكرية أوكرانية ردا على الهجمات ضد منشآت اقتصادية في مقاطعة روستوف بصواريخ غربية.

وفي الجبهة الشرقية، تستمر القوات الروسية في تقدمها في منطقة خاركيف المتاخمة لروسيا، حيث تحاول استعادة مدينة كوبيانسك التي كانت قد سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.

ورغم أن القوات الأوكرانية قد تمكنت من استعادة المدينة خلال هجوم مضاد في سبتمبر/أيلول من العام نفسه، فإن القوات الروسية عززت من هجماتها على المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.

وتقع كوبيانسك، التي تعد مركزا مهما للسكك الحديدية، على نهر أوسكيل الذي أصبح خط مواجهة رئيسيا بين القوات الروسية والأوكرانية. وتسعى القوات الروسية إلى استعادة السيطرة على هذه المنطقة الإستراتيجية بعد عدة أشهر من التقدم البطيء في شرق أوكرانيا، وتهدف إلى عبور نهر أوسكيل مرة أخرى.

ضربات نووية

وفي تطور لاحق، أصدرت وزارة الخارجية الروسية تصريحات تتعلق بالتصعيد العسكري، إذ اعتبرت أن تصريحات البنتاغون عن إمكانية تبادل محدود للضربات النووية مع روسيا قد تؤدي إلى كارثة على نطاق عالمي.

وحذرت الوزارة من أن المسار العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يشكل تهديدا لروسيا ولأمن المنطقة والعالم، مشيرة إلى أن الناتو يستعد للحرب مع روسيا، وأن موسكو تأخذ هذه المخاطر في الاعتبار ضمن تخطيطها العسكري.

تستمر الأزمة في أوكرانيا في التفاقم، مع تصعيد الهجمات الروسية على مختلف الجبهات، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تداعيات الحرب المستمرة على المدنيين وعلى الاستقرار الإقليمي.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.