ربط الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) بانتهاء الحرب مع روسيا، وفي المقابل حذرت موسكو من عواقب سلبية لاستمرار الغرب في إمداد كييف بأسلحة متطورة.

وقال بايدن خلال لقاء مع قناة “سي إن إن” (CNN) الأميركية -قبل يومين من انعقاد قمة الناتو في ليتوانيا- إن أوكرانيا غير مستعدة الآن للانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي، مشددا على أنه لا يوجد “إجماع” على انضمام كييف إلى الحلف في الوقت الحالي.

وبرر بايدن موقفه بأن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو الآن سيجعل الحلف في حالة حرب مباشرة مع روسيا.

وأكد أن واشنطن وحلفاءها في الناتو سيواصلون تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاج إليها لإنهاء الحرب مع روسيا.

من ناحيته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن قادة الناتو سيناقشون انضمام أوكرانيا مع المسؤولين الأوكرانيين خلال قمة ليتوانيا.

وغادر الرئيس الأميركي واشنطن -اليوم الأحد- وسيجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في لندن غدا الاثنين، قبل أن يتوجه إلى ليتوانيا لحضور قمة الناتو التي تبدأ الثلاثاء المقبل، حسب وكالة بلومبيرغ للأنباء.

ألمانيا والقنابل العنقودية

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير -اليوم الأحد- إلى عدم “منع” الولايات المتحدة من تسليم قنابل عنقودية للجيش الأوكراني، مدافعا في الوقت نفسه عن معارضة بلاده الرسمية لهذه الأسلحة المثيرة للجدل.

وقال في مقابلة مع محطة “زد دي إف” التلفزيونية الألمانية إن “الموقف الألماني ضد الذخائر العنقودية ما زال مبررا. لكن في الوضع الحالي، لا يمكن منع الولايات المتحدة” من تسليمها لأوكرانيا.

وأضاف شتاينماير إذا لم يعد لدى أوكرانيا وسائل للدفاع عن نفسها، أو إذا توقّف عن ذلك من يساعدونها في الدفاع عن نفسها، ستكون تلك نهاية أوكرانيا.

وأول أمس الجمعة، أعلنت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية جديدة لدعم أوكرانيا ضد روسيا، تضمنت ذخائر عنقودية، لتبلغ عتبة جديدة في نوع الأسلحة المقدمة لكييف. وقد أثار إعلان واشنطن انتقادات شديدة من منظمات غير حكومية وإحراج دول أوروبية.

ويمكن لهذه الأسلحة المثيرة للجدل أن تنفث ما يصل إلى مئات من العبوات الناسفة الصغيرة، مما قد يتسبب في مقتل مدنيين.

وهي أسلحة محظورة في عدد من البلدان، خصوصا في أوروبا الموقعة على اتفاق أوسلو عام 2008، الذي لم توقّعه الولايات المتحدة ولا أوكرانيا ولا روسيا.

تحذيرات روسية

في المقابل، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مما سماه التأثير المدمر والعواقب السلبية لاستمرار الإمداد العسكري لكييف، وكذلك عودة من سمّاهم قادة آزوف من إسطنبول إلى العاصمة الأوكرانية كييف.

وأضاف لافروف أنه خلال مباحثات مع نظيره التركي هاكان فيدان تناول الجانبان تعاونهما في قضايا الأمن الغذائي العالمي في مواجهة ما وصفه بعجز الدول الغربية عن تنفيذ صفقة الحبوب.

بدورها، طالبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا زعماء حلف الناتو بمناقشة وضع محطة زاباروجيا النووية الأوكرانية في قمتهم المرتقبة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس الثلاثاء المقبل.

واتهمت زاخاروفا أوكرانيا بما سمته إلحاق ضرر ممنهج بمحطة زاباروجيا النووية، مضيفة أنه يجب على قمة الناتو الاهتمام بهذا الأمر.

معارك باخموت

ميدانيا، أفاد مراسل الجزيرة باندلاع اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بين الجانبين الأوكراني والروسي في محيط مدينة باخموت شرقي مقاطعة دونيتسك.

وأفادت مصادر محلية في المنطقة بأن القوات الأوكرانية تحرز تقدما ملحوظا في المحور الجنوبي لمدينة باخموت.

وقال منسق العمليات والناطق باسم قيادة المنطقة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهي تشيرفاتي للجزيرة إن التصريحات الروسية بشأن استخدام أوكرانيا أسلحة كيميائية في باخموت ملفقة.

وأشار المسؤول العسكري الأوكراني إلى أن الجيش الروسي دفع بأرتال لاسترداد ما خسره في باخموت، مؤكدا أن الجيش الأوكراني يحافظ على كل ما سيطر عليه من مواقع، وأنه أفشل محاولات الروس لاستردادها.

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت جميع محاولات الهجوم الأوكرانية، في محاور دونيتسك وزاباروجيا ولوغانسك. وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية دمرت مستودعات ذخيرة في زاباروجيا ودونيتسك.

من جهة أخرى، قال مسؤولون روس إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت الأحد 4 صواريخ، أحدها فوق شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا وضمتها لأراضيها عام 2014.

وقال سيرغي أكسيونوف الحاكم الذي عينته روسيا في شبه جزيرة القرم -عبر تطبيق تليغرام- إنه تم إسقاط صاروخ كروز قرب مدينة كيرتش في شبه جزيرة القرم من دون أن يتسبب في أضرار أو إصابات. ولم يحدد أكسيونوف الموقع الذي انطلق منه الصاروخ.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.