حذر جيش الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الثلاثاء- من ارتفاع معدلات رفض تأدية الخدمة العسكرية احتجاجا على “التعديلات القضائية”، في حين دعت واشنطن السياسيين الإسرائيليين للحوار، وأكدت أنها لن توقف المساعدات العسكرية لتل أبيب.

وخلال الأيام الأخيرة الماضية، أعلن مئات الجنود والضباط -بمن فيهم طيارون وقادة رفيعون بسلاح الجو الإسرائيلي- التوقف عن أداء خدمة الاحتياط، احتجاجًا على خطة “إصلاح القضاء” التي تمضي حكومة بنيامين نتنياهو قدما في تنفيذها، وتقول المعارضة إنها “ستقضي على الديمقراطية وتغل يد القضاء”.

بدورها، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن علماء نوويين يناقشون الاستقالة من هيئة الطاقة الذرية احتجاجا على التغييرات القضائية.

في الأثناء، أقر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري اليوم الثلاثاء بزيادة طلبات قوات الاحتياط من أجل التوقف عن أداء الخدمة، وذلك في اليوم التالي لإقرار إسرائيل قانونا يحد من بعض سلطات المحكمة العليا في ما يتعلق بالإشراف على القرارات الحكومية.

وقال هغاري -في تصريحات صحفية- إن هناك زيادة في طلبات التوقف عن أداء خدمة الاحتياط”. ولم يدل المتحدث بتفاصيل أخرى عن عدد الطلبات.

“نحن بحاجة إليكم”

وأضاف أن عملية المس بكفاءة الجيش بدأت، وإذا استمر عدم انضمام قوات الاحتياط لأداء الخدمة فترة طويلة فسيقع ضرر على جاهزية الجيش.

من جانبه، خاطب رئيس الأركان هرتسي هاليفي جنود وضباط الاحتياط الذين أعلنوا وقف انخراطهم في خدمة الاحتياط قائلا “نحن بحاجة إليكم”، وفق بيان للجيش الإسرائيلي مرفق بمقطع مصوّر.

وقال هاليفي -في ظهور غير معتاد- “في خضم هذه الاضطرابات يتحمل الجيش مسؤولية كبيرة لحماية دولة إسرائيل ومواطنيها، أيام الجدل والأزمات تتطلب التأكيد على المشترك الذي يوحدنا: مهمة الدفاع عن الوطن هي التزامنا العميق”.

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أفادت قناة “كان” الرسمية بأنه لأول مرة لم يحضر هذا الصباح مقاتلون من وحدة “شايطيت 13″، وهي وحدة كوماندوز بحرية، ووحدات خاصة أخرى لأداء خدمة الاحتياط.

نصائح أميركية

وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن وزير الدفاع لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت اليوم الثلاثاء ودعا إلى التوصل إلى توافق في إسرائيل من خلال الحوار السياسي.

وأكد بيان البنتاغون أن أوستن أكد قناعة الولايات المتحدة بأن التوصل إلى توافق موسع من خلال الحوار السياسي -خاصة في الأسابيع والأشهر المقبلة- عنصر مهم “لديمقراطية متينة”.

من جهة أخرى، حث أوستن نظيره الإسرائيلي على التصدي لعنف المستوطنين المتطرفين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة لن تقلص أو توقف المساعدات العسكرية لإسرائيل بعد إقرار الكنيست القانون الأول في خطة الحكومة اليمينية المتشددة لإجراء تعديلات قضائية، والتي يقول منتقدوها إنها تعرض استقلال القضاء للخطر.

وقال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحفيين إنه لن يكون هناك أي تقليص أو وقف للمساعدات العسكرية، وذلك لأن التزامنا تجاه إسرائيل والتزامنا تجاه أمن إسرائيل لا يتزعزع.

يذكر أن الكنيست صوّت أمس الاثنين بالقراءتين الثانية والثالثة على مشروع قانون “الحد من المعقولية”؛ ليصبح بذلك قانونا نافذًا رغم الاعتراضات المحلية الواسعة.

ومن شأن القانون أن يمنع المحاكم الإسرائيلية -بما فيها المحكمة العليا- من تطبيق ما يعرف باسم “معيار المعقولية” على القرارات التي يتخذها المسؤولون المنتخبون.

وقانون “الحد من المعقولية” واحد من 8 مشاريع قوانين طرحتها الحكومة في إطار “إحداث التوازن بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية”، ضمن خطة “تعديل القضاء” التي تصفها المعارضة “بالانقلاب”، وتتظاهر احتجاجا عليها منذ 29 أسبوعا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.