أدى آلاف المصلين صلاة فجر اليوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، ضمن حملة “الفجر العظيم”، في حين تواصلت المظاهرات ليل أمس الخميس لليوم الثاني، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل، تنديدا باقتحام مستوطنين متطرفين يتقدمهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للحرم القدسي.

وجاءت صلاة الفجر في الأقصى ضمن حملة “الفجر العظيم” للتأكيد على إسلامية المسجد، ورفض مخططات الاحتلال في تقسيمه زمانيا ومكانيا.

وعرقلت قوات الاحتلال المصلين المتوافدين على الأقصى من جهة باب حطة وأبواب المسجد المبارك الأخرى وضيّقت عليهم.

وتتواصل الدعوات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والاستجابة لدعوات نداء الفجر العظيم.

في المقابل، انتشر المستوطنون صباح اليوم الجمعة في محيط أبواب الأقصى، استعدادا لتأدية طقوس تلمودية في المنطقة.

وتواصلت الدعوات المقدسية للنفير وإعلان الغضب لإحباط مخططات المستوطنين واقتحاماتهم المتواصلة للمسجد الأقصى، بمشاركة أعضاء من الكنيست ووزراء متطرفين بحكومة الاحتلال.

وأمس الخميس، اقتحم بن غفير الأقصى وسط حراسة مشددة من الشرطة من باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، وتجول في باحاته برفقة مستوطنين.

وهذه ثالث مرة يقتحم فيها بن غفير زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، الأقصى منذ تسلمه منصبه بداية العام الجاري، بعد اقتحامين في يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الماضيين.

وبداية من عام 2003، بدأت الشرطة الإسرائيلية السماح بشكل أحادي للمستوطنين باقتحام الأقصى، وعادة ما تتم الاقتحامات يوميا في فترتين صباحا وبعد الظهر باستثناء الجمعة والسبت أسبوعيا.

مظاهرات غزة

وتظاهر عشرات الشبان يعرّفون أنفسهم بـ”وحدة الإرباك الليلي” أمس ليلا لليوم الثاني على التوالي، قرب السياج الفاصل بين إسرائيل وغزة، وأشعلوا إطارات مركبات، وألقوا مفرقعات صوتية.

وندد المشاركون خلال المظاهرة التي دعا إليها الشبان على مواقع التواصل الاجتماعي، باستمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى بمدينة القدس.

وقال أحد المشاركين في المظاهرة (فضل عدم ذكر اسمه) “خرجنا بالقرب من السياج لنرفع صوتنا عاليا أن الأقصى ليس وحيدا”.

​​​​​​​و”الإرباك الليلي”، مجموعات شبابية تنظم مسيرات ليلية قرب حدود غزة مع إسرائيل، وتستخدم المفرقعات الصوتية، وتشعل إطارات مركبات، بهدف إزعاج الجيش الإسرائيلي وسكان المستوطنات المتاخمة للحدود.

إدانات

وفي ردود الأفعال العربية والدولية، أدانت وزارة الخارجية الأردنية اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المسجد الأقصى، وحذرت من تبعاته الخطيرة.

كما استنكرت وزارة الخارجية السعودية اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي ومستوطنين المسجد الأقصى.

وأدانت وزارة الخارجية القطرية بشدة اقتحام المسجد الأقصى، واعتبرته “انتهاكا سافرا للقانون الدولي والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس المحتلة”.

وحذرت الوزارة “مجددا من السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

كما أدان المغرب الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى وباحاته بمدينة القدس، وأحدثها بمشاركة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.

وأيضا، أدانت وزارة الخارجية التركية الاقتحام ووصفته بالاستفزازي، ودعت السلطات الإسرائيلية لمنع الاقتحامات التي قالت إنها تنتهك قدسية المسجد الأقصى.

قلق أميركي

وفي سياق مواز، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى ووصفتها بـ”الاستفزازية”.

وقال فيدنت باتيل نائب المتحدث باسم الوزارة إن واشنطن تؤكد من جديد على موقفها تجاه الوضع الراهن في الأماكن المقدسة بالقدس، وعلى دور الأردن الخاص في هذا الصدد.

وقال بيان لسفارة واشنطن في إسرائيل “تقف الولايات المتحدة بحزم مع الحفاظ على الوضع التاريخي القائم فيما يتعلق بالأماكن المقدسة في القدس”، مشددة على أن أي عمل أو خطاب من جانب واحد يعرّض الوضع القائم للخطر؛ غير مقبول.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.