قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت -اليوم الثلاثاء- إن كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن احتمالية شنّ عملية عسكرية في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد يوم من اقتحام قوات الاحتلال مخيم ومدينة جنين مما خلف 6 شهداء وعشرات الجرحى الفلسطينيين، فضلا عن إعطاب مركبة إسرائيلية وجرح 8 جنود.

وأكد غالانت أنه أصدر تعليماته للجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية باتخاذ إجراءات هجومية في أي مكان يشكل تهديدا لإسرائيل.

وتأتي تصريحات المسؤول الإسرائيلي في وقت عبّرت فيه مفوضة لجنة التحقيق الأممية بشأن الأراضي الفلسطينية عن قلقها من تدهور الأوضاع هناك، مؤكدة أن عنف المستوطنين بالضفة الغربية في ازدياد.

حملة اعتقالات

في غضون ذلك، تواصلت حملة الاعتقالات في صفوف الفلسطينيين، حيث اعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم ستة فلسطينيين على الأقل في أنحاء متفرقة من الضفة.

وقال جيش الاحتلال -في بيان- إن قواته اقتحمت قرى وبلدات في الخليل ورام الله، وداهمت عددا من المنازل واعتقلت مطلوبين.

وأضاف البيان أن القوات الإسرائيلية عثرت على أسلحة وذخائر قتالية خلال المداهمات.

كما اعتقلت قوات الاحتلال 8 شبان فلسطينيين من داخل المسجد الأقصى المبارك الليلة الماضية. وكانت قد اقتحمت باحات الأقصى وطردت جميع الحراس إلى خارج باحاته، وقامت بتجميعهم قرب باب السلسلة، قبل أن تسمح لهم بالعودة إلى مواقعهم عقب إخلاء المصلى القبلي من المعتكفين.

وقال أحد حراس المسجد الأقصى إن قوات الاحتلال تعمدت إهانة الحراس وأبعدتهم عن مواقعهم بشكل استفزازي.

تحذيرات إسرائيلية

من ناحية أخرى، حذّر محللون عسكريون في إسرائيل من احتمال تحول الضفة الغربية المحتلة إلى أشبه بجنوب لبنان، من حيث استخدام العبوات الناسفة ضد الآليات العسكرية الإسرائيلية، وذلك بعد ما حصل خلال عملية اقتحام جنين الأخيرة.

وقال المحلل العسكري لصحيفة “معاريف” طال ليف رام “إنه لا يمكن مقارنة الإمكانات التي كانت لدى حزب الله بالتي لدى الفلسطينيين اليوم من حيث القوة التدميرية للعبوات، لكنه أشار إلى تغيير لافت في استخدام العبوات الناسفة في استهداف القوات الإسرائيلية في الشهور الأخيرة، واحتمال تصاعدها في قادم الأيام”.

وأشار ليف رام إلى أن عملية “السور الواقي” التي شنّها الجيش الإسرائيلي عام 2002 أحدثت تدميرا لقدرات الفلسطينيين على إنتاج عبوات ناسفة، لكن الأمر بدأ يتغير أخيرا في إطار سعيهم إلى إيقاع إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي”.

ولم يستبعد المحللون العسكريون الإسرائيليون أن يركز الجيش في عملياته القادمة بمدن الضفة الغربية على اكتشاف مختبرات تصنيع العبوات الناسفة وتدميرها.

مروحية أباتشي

على صعيد آخر، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن المروحية المقاتلة من طراز أباتشي التي تعرضت لنيران أسلحة رشاشة في جنين صباح أمس بعد أن قصفت مواقع بالمدينة، لم تعد إلى قاعدتها بعد انتهاء العملية.

وأشارت الهيئة إلى أن المروحية اضطرت إلى الهبوط عقب خلل فني في أحد الحقول المفتوحة قرب مدينة العفولة في مرج ابن عامر شمال جنين، حيث بقيت هناك طوال الليلة الماضية وصباح اليوم.

وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف أمس بتضرر الجناح الخلفي للطائرة المروحية جراء نيران أسلحة رشاشة أطلقت صوبها خلال العملية العسكرية في جنين، وكانت من ضمن 6 طائرات من هذا الطراز استدعيت للمشاركة فيها.

يشار إلى أن الضفة الغربية شهدت أمس أول مرة منذ 20 عاما لجوء قوات الاحتلال إلى سلاح الجو في اقتحامها لمخيم جنين.

وذكرت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- أنها تمكنت من إيقاع قوة إسرائيلية في المخيم في كمين محكم، وأمطرتها بوابل من العبوات المتفجرة وتلته زخات كثيفة من الرصاص، مما أسفر عن إعطاب مركبة إسرائيلية وجرح 8 جنود.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي أن 7 آليات عسكرية مصفحة أصيبت خلال العملية، في حين أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بإصابة مروحية أباتشي تابعة له بإطلاق نار.

وأسفرت العملية أيضا عن استشهاد 6 فلسطينيين، بينهم طفل (15 عاما)، وإصابة 91 آخرين بجروح، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.