وافقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وفي حين أدانت أميركا وفرنسا تصاعد مخططات الاستيطان، دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” السلطة الفلسطينية لإعادة النظر في مسار المفاوضات ووقف التنسيق الأمني.

يأتي هذا في وقت طالب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية -اليوم الاثنين- عن نتنياهو خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست قوله إنه يجب العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، وقطع الطريق على تطلعات الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة لهم.

ولكنه أكد أن إسرائيل تريد بقاء السلطة الفلسطينية، وهي غير معنية بانهيارها ولكنها على استعداد لدعمها ماليا، مشيرا إلى الاستعداد لفترة ما بعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي سياق متصل، صادق المجلس الأعلى للتخطيط في إسرائيل على مخططات بناء 5700 وحدة سكنية إضافية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وأشادت شخصيات قيادية من المستوطنين اليهود بالقرار.

من ناحيته، قال شلومو نعمان رئيس بلدية جوش عتصيون ورئيس مجلس يشع “أشكر الحكومة الإسرائيلية على التطوير المستمر للاستيطان الإسرائيلي… هذا هو الرد الصهيوني الأمثل على من يطلبون مساعدتنا، وخصوصا في مثل هذه الأيام الصعبة”.

وتعتبر معظم دول العالم المستوطنات التي أقيمت على أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 غير قانونية. وتمثل هذه المستوطنات إحدى القضايا الأساسية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ومنذ توليه السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي، وافق ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على بناء ما يزيد على 7 آلاف وحدة سكنية جديدة، معظمها في عمق الضفة الغربية.

من جهتها، قالت منظمة “السلام الآن” -التي تراقب النشاط الاستيطاني- إن “الحكومة الإسرائيلية تدفعنا بوتيرة غير مسبوقة نحو الضم الكامل للضفة الغربية”، حسب ما جاء في بيان صادر عن المنظمة.

السلطة تستغيث

وردا على تصريحات نتنياهو، أكدت الرئاسة الفلسطينية في رام الله أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الحل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن تصريحات نتنياهو تظهر للعالم حقيقة النيات الإسرائيلية الرافضة للشرعية الدولية والقانون الدولي.

من جانبها، قالت الخارجية الفلسطينية إن تلك التصريحات تمثل اعترافا بسياسة حكومة نتنياهو المعادية للسلام.

أما حركة حماس فقالت إن تصريحات نتنياهو بشأن ضرورة العمل على اجتثاث فكرة إقامة الدولة الفلسطينية تؤكد مجددا، وبوضوح، أهداف الاحتلال الإسرائيلي القائم على فكرة الإبادة والتطهير العرقي، بعيدا عن شعارات السلام المزعوم والزائف.

وطالبت الحركة قيادة السلطة الفلسطينية بإعادة النظر في التزاماتها مع الاحتلال، وفي مسار المفاوضات، ووقف التعاون الأمني معه؛ كما دعت الحكومات العربية إلى مقاطعة دولة الاحتلال، ووقف التطبيع معها.

إدانات غربية

دوليا، قالت وزارة الخارجية الأميركية -اليوم الاثنين- إنها منزعجة للغاية من قرار إسرائيل المضي قدما في خطط الاستيطان بالضفة الغربية المحتلة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحفيين “نعتقد أن المستوطنات عائق أمام حل الدولتين وتشكل عقبة أمام السلام”.

من جانبها، دعت وزارة الخارجية الفرنسية الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عن قرارها بتسريع إجراءات ترخيص بناء المستوطنات والتخلي عن نية الموافقة على خطط لبناء ما يقرب من 5 آلاف وحدة سكنية جديدة في عدة مستوطنات بالضفة الغربية.

ودعا بيان للخارجية الفرنسية إسرائيل إلى احترام التزاماتها التي تعهدت بها في العقبة وشرم الشيخ في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين.

قرارات دولية

وفكرة إقامة الدولة الفلسطينية التي دعا نتنياهو إلى اجتثاثها تقرها التشريعات الدولية، إذ أقر مجلس الأمن الدولي عبر قرارات عدة حل الدولتين منذ عقود، لكن قراراته ظلت حبرا على ورق، رغم الاتفاقات والوساطات المختلفة.

ففي يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 1947، صدر قرار مجلس الأمن رقم 181، الذي اقترح دولة عربية في جزء من الجليل والضفة الغربية وقطاع غزة والنقب، ودولة يهودية في باقي أراضي فلسطين المحتلة.

ويوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس، خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في العاصمة الجزائرية.

وعاد اقتراح حل الدولتين للظهور عام 1993، بإبرام “اتفاقية أوسلو” بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، ثم عام 2000 في قمة “كامب ديفيد” بين الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود باراك بحضور الرئيس الأميركي بيل كلينتون.

وفي عام 2002، بحثت القيادة السعودية مع الولايات المتحدة حل الدولتين على أساس “مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز”، التي أفضت إلى “مبادرة السلام العربية”.

في السنة ذاتها، أعلن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن دعمه حل الدولتين، وشكّل ذلك أساس خريطة الطريق التي قدمها لإحياء عملية السلام.

وفي مؤتمر “أنابوليس” الذي عقد نوفمبر/تشرين الثاني 2007 بالولايات المتحدة، وافق الإسرائيليون على “حل دولتين لشعبين” كأساس لمفاوضات مستقبلية لإنهاء النزاع.

وفي سبتمبر/أيلول 2010، عقدت جولة مفاوضات سلام بين الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، بوساطة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بهدف إيجاد حل للصراع بين الشعبين، اليهودي والفلسطيني.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.