تبادلت أوكرانيا وروسيا اليوم الأحد الاتهامات بالمسؤولية عن قصف كنيسة تاريخية في مدينة أوديسا جنوب غربي أوكرانيا، في حين قال وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن إن أوكرانيا استرجعت 50% من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات الجنوب في الجيش الأوكراني فلاديسلاف نازاروف إن شخصين قتلا وأصيب أكثر من 20 آخرين في قصف روسي استهدف مدينة أوديسا خلال الساعات الماضية.

وذكرت الإدارة العسكرية لأوديسا أن كاتدرائية “سباسو-بريوبراجينسكي” (كاتدرائية “التجلي”) تضررت بشدة.

وتقع الكنيسة الأكبر في أوديسا في وسط المدينة التاريخي، وهي أحد المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

 

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن كاتدرائية التجلي “تعرضت للتدمير مرتين”، أحدهما بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومرة أخرى على يد الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين.

وسبق أن تعرضت الكاتدرائية التي يعود تاريخها لأوائل القرن الـ19 للتدمير في 1936 ضمن حملات مناهضة للأديان شنها ستالين، وفق وكالة رويترز، ولم يُعد بناؤها إلا عندما نالت أوكرانيا استقلالها عن موسكو في 1991.

وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالرد على ما وصفه بالهجوم الروسي الإرهابي على أوديسا، وقال ميخائيل بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني إن روسيا “تتعمد شن هجمات إرهابية على المراكز التاريخية للمدن في الجنوب”.

الرواية الروسية

في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفذت ضربات على منطقة أوديسا لكنها نفت استهداف الكاتدرائية، وقالت إن ما ضرب البناء هو على الأرجح صاروخ أوكراني مضاد للطائرات.

وأضافت الوزارة في بيان منفصل أن التقارير الأوكرانية عن ضربة روسية على الكاتدرائية كاذبة، وأن الأهداف في أوديسا تحددت على “مسافة آمنة” من مجمع الكاتدرائية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها شنت الليلة الماضية غارة على منشآت يتم فيها التحضير لأعمال وصفها بالإرهابية بأوديسا.

وفي سياق متصل، قال مدير مكتب الرئاسة الأوكراني إن بلاده بحاجة لصواريخ بعيدة المدى لتدمير قدرة روسيا على تنفيذ هجمات كما حدث في أوديسا. وفي هذا الشأن، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) عن مسؤولين عسكريين أميركيين قولهم إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ما تزال متمسكة برفض إرسال صواريخ طويلة المدى إلى أوكرانيا رغم دعوات كييف وضغوط الكونغرس.

الهجوم المضاد

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأحد، إن أوكرانيا استعادت نحو 50% من الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب في آخر فبراير/شباط 2022، مضيفا أن الهجوم الأوكراني المضاد سيستمر عدة أشهر.

وأضاف الوزير الأميركي -في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN) الأميركية- “ما زلنا إلى حد ما في الأيام الأولى من الهجوم المضاد، إنه قوي (…) لن ينتهي الأمر خلال أسبوع أو أسبوعين، نظن أنه سيستمر عدة أشهر”، وقد تجاوزت الحرب الروسية الأوكرانية يومها الـ500.

وكانت الآمال الكبيرة التي عقدت على الهجوم الأوكراني المضاد قد تراجعت، وذلك في ظل عدم قدرة القوات الأوكرانية -المعززة بالأسلحة الغربية- على إحداث اختراقات كبيرة في خطوط دفاع القوات الروسية جنوبي أوكرانيا وشرقيها.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صرح الشهر الماضي بأن التقدم الذي تحرزه قواته ضمن الهجوم المضاد يبقى أقل من المنتظر، مشددا على أن بلاده لا تخضع لأي ضغوط لتسريع نتائج الهجوم المضاد.

وجاء تصريح بلينكن بعد ساعات من حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -خلال اجتماعه بنظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو اليوم- عن أن الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية مُني بالفشل.

وأشار الرئيس البيلاروسي إلى أن خسائر القوات الأوكرانية منذ الرابع من يوليو/تموز الجاري بلغت 26 ألف عسكري.

بولندا وبيلاروسيا

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -اليوم الأحد- إن محاولات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لدق إسفين بين كييف ووارسو عقيمة مثل غزوه الفاشل لأوكرانيا”، وأضاف الوزير الأوكراني -في تغريدة- أن بولندا وأوكرانيا “ستقفان متّحدتين ضد ما وصفها بالإمبريالية الروسية وعدم احترام القانون الدولي”.

وكان بوتين اتهم أمس الأول الجمعة بولندا بإعداد “خطط انتقامية”، وبالرغبة في السيطرة على أراض في الغرب الأوكراني، وهو اتهام سبق للسلطات الروسية أن وجّهته أكثر من مرة.

وذكر الرئيس الروسي أن هناك تقارير صحفية عن خطط لاستخدام وحدة عسكرية بولندية ليتوانية في عمليات بغرب أوكرانيا لاحتلال أراض هناك في نهاية المطاف.

من جانب آخر، قال متحدث باسم حرس الحدود الأوكراني أندري ديمشينكو إن الوضع على طول الحدود مع بيلاروسيا تحت السيطرة حاليا، غير أنه نبه -في تصريح لوكالة الأنباء الأوكرانية- إلى ضرورة أن تكون بلاده مستعدة لإمكانية توظيف مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية “لاستفزازنا على الحدود”، على حد قوله.

وكان رئيس مجموعة فاغنر ظهر في مقطع فيديو -الأربعاء الماضي- وهو يقول إن مقاتلي فاغنر لن يواصلوا مشاركتهم في الحرب بأوكرانيا، وأمرهم بجمع قواتهم للمشاركة في عمليات بقارة أفريقيا.

شاركها.
اترك تعليقاً

2024 © السعودية خبر. جميع حقوق النشر محفوظة.