أصدر تجمع الرياض الصحي الثالث مؤخرًا توجيهات هامة حول العناية بكبار السن، مؤكدًا على ضرورة اتباع نهج شامل للحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية وتحسين جودة حياتهم. جاء هذا الإعلان عبر حساب التجمع الرسمي على منصة “إكس” في 30 ديسمبر 2025، ويهدف إلى توعية المجتمع بأفضل الممارسات التي تضمن رفاهية هذه الفئة الهامة. تعتبر صحة كبار السن من القضايا الصحية المجتمعية ذات الأولوية، نظرًا للزيادة المتوقعة في أعدادهم في السنوات القادمة.
تأتي هذه التوصيات في إطار جهود تجمع الرياض الصحي الثالث لتعزيز الصحة العامة وتقديم الرعاية الصحية المتكاملة لجميع فئات المجتمع. وتشمل النصائح المقدمة جوانب متعددة، بدءًا من التغذية السليمة وصولًا إلى النشاط البدني المنتظم والاهتمام بالصحة النفسية، مما يعكس فهمًا شاملاً لاحتياجات كبار السن المتنوعة. تعتبر هذه المبادرة جزءًا من خطة أوسع لتقديم خدمات رعاية صحية متخصصة لكبار السن في منطقة الرياض.
أهمية العناية بكبار السن وتأثيرها على المجتمع
تزداد أهمية العناية بكبار السن مع ارتفاع متوسط الأعمار في المملكة العربية السعودية. وفقًا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء، يشكل كبار السن نسبة متزايدة من السكان، مما يستدعي تضافر الجهود لضمان حصولهم على الرعاية الصحية والاجتماعية المناسبة. إن توفير بيئة داعمة لكبار السن لا يعزز رفاهيتهم فحسب، بل يساهم أيضًا في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وتعاونًا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستثمار في صحة كبار السن يقلل من الأعباء المالية على النظام الصحي، حيث أن الوقاية من الأمراض المزمنة والرعاية المبكرة يمكن أن تؤدي إلى تقليل الحاجة إلى العلاج المكلف في مراحل متقدمة. كما أن مشاركة كبار السن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية تعزز من التنمية المستدامة للمجتمع.
توصيات تجمع الرياض الصحي الثالث
قدم تجمع الرياض الصحي الثالث عشرة توصيات رئيسية للعناية بكبار السن، والتي تشمل:
أولاً، التشديد على الإقلاع التام عن التدخين، لما له من آثار سلبية على الصحة العامة، وخاصةً الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية. ثانيًا، أهمية المتابعة الدورية مع طبيب الأسرة لتقييم الحالة الصحية الجسدية والنفسية واكتشاف أي مشاكل صحية في مراحلها المبكرة.
ثالثًا، يوصي التجمع باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفيتامينات والمعادن والألياف، مع تقليل استهلاك السكريات والدهون المشبعة. رابعًا، تعزيز المشاركة الأسرية والمجتمعية لكبار السن، وذلك للحد من الشعور بالعزلة والوحدة والاكتئاب، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
خامسًا، الاهتمام بصحة الفم والأسنان، وتنظيفها بانتظام وإجراء الفحوصات الدورية لدى طبيب الأسنان. سادسًا، الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة، من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني المنتظم.
سابعًا، تنشيط العقل من خلال القراءة والإطلاع المستمر، وممارسة الألعاب الذهنية التي تساعد على تحسين الذاكرة والتركيز. ثامنًا، تقليل الضغوط النفسية والتوتر، من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل، والبحث عن الدعم النفسي عند الحاجة.
تاسعًا، ممارسة النشاط البدني بانتظام وتحت إشراف طبي، مع مراعاة القدرات البدنية لكبار السن وتجنب الإفراط في المجهود. عاشرًا، الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة في مواعيدها المحددة، وعدم التوقف عن تناولها دون استشارة الطبيب.
دور الأسرة والمجتمع في رعاية كبار السن
لا تقتصر العناية بكبار السن على المؤسسات الصحية فحسب، بل تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع. يجب على أفراد الأسرة توفير الدعم العاطفي والمادي لكبار السن، ومساعدتهم في تلبية احتياجاتهم اليومية. كما يجب على المجتمع توفير بيئة آمنة وداعمة لكبار السن، وتسهيل وصولهم إلى الخدمات الصحية والاجتماعية.
تعتبر برامج الرعاية المنزلية والرعاية النهارية من الخيارات الهامة التي تساعد على توفير الرعاية المستمرة لكبار السن، وتمكينهم من العيش باستقلالية وكرامة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمجتمع تنظيم فعاليات وأنشطة ترفيهية لكبار السن، مما يساعد على تعزيز مشاركتهم الاجتماعية وتحسين جودة حياتهم. تعتبر التوعية بأهمية الصحة النفسية لكبار السن من الجوانب الهامة التي يجب التركيز عليها.
من المتوقع أن يعلن تجمع الرياض الصحي الثالث عن مبادرات إضافية لتعزيز خدمات الرعاية الصحية لكبار السن في الأشهر القادمة، بما في ذلك تطوير برامج تدريبية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وتوفير المزيد من المراكز الصحية المتخصصة. يجب متابعة التطورات المتعلقة بهذه المبادرات لتقييم تأثيرها على صحة ورفاهية كبار السن في المنطقة. كما يتوقع أن تصدر وزارة الصحة توجيهات مماثلة على مستوى المملكة لتوحيد الجهود في هذا المجال.















